ليلى والذئب... على لسان الذئب

ليلى والذئب... على لسان الذئب

0 reviews

أنا الذئب... وهذه حكايتي مع ليلى

 

 

أنا الذئب، نعم، ذاك الذي تصفونه بالماكر، بالغدار، بالسفاح. لقرون وأنا حبيس الرواية التي كتبها البشر، يرونني من زاويتهم فقط. أما آن أوان أن أتكلم؟ أن أروي أنا قصتي؟

لم أكن أبحث عن دم، ولا عن لحم. كنت أبحث عن دفء، عن صوت لا يصرخ حين يراني، عن كائن لا يفرّ من شعري الأشعث وعينيّ الغائرتين.

ذات صباح، في عمق الغابة، رأيتها: طفلة صغيرة بثوب أحمر، تمشي وحدها وتحمل سلة صغيرة. شيء في مشيتها كان يشبه السلام. اقتربت، لم أزمجر، لم أهاجم. سألتها فقط: “إلى أين تمضين وحدك؟”

قالت ببساطة تليق بطفولة لم تلوثها الحكايات بعد:

“إلى بيت جدتي... إنها مريضة.”

وجدت في صوتها شيئاً من الحنان الذي لم أذقه قط. وددت أن أرافقها. لكنني أعرف، أنا لست من يرافق الأطفال. أنا من تحذرهم أمهاتهم منه. فخطرت لي فكرة... أن أسبقها إلى هناك. أن أثبت أنني لست ما يظنونه. أن أشعل النار للجدة، أن أعدّ الشاي، أن أكون طيبًا، ولو لمرة.

وصلت إلى الكوخ، طرقت الباب بلطف. لكن الجدة لم تكن بلطف حفيدتها، صرخت، هربت، وربما أُغمي عليها. اختبأت وأنا أشعر بالخجل، ثم جاءني صوت ليلى يقترب، يطرق الباب بنغمة الأمان.

لم أرد إخافتها، ارتديت ثوب جدتها وجلست في السرير، علّي أستطيع التحدث معها قليلًا قبل أن تهرب هي الأخرى.

لكنها، مثل الجميع، بدأت تطرح تلك الأسئلة:

– “لم أذناك كبيرتان؟”

– “لم عيناك واسعتان؟”

– “لم فمك ضخم؟”

آه يا ليلى... كنت أود أن تقولي: “لم قلبك وحيد؟”

لكن لم تمنحيني وقتًا. صرخت، ركضت، دخل ذلك الصياد... ثم أُسدل الستار. وفي كل الروايات من بعد ذلك، كُتبت نهايتي بدم لم أُسِله.

أنا الذئب، لكنني لست الوحش. الوحش هو القصة الناقصة، التي لم تترك لي حق الرد.

يحكي الذئب قصته من منظور مختلف فيدافع عن نفسه بعد ان صورتها الحكايات وحشا مفترسا لم يكن جائعا للحم بل عطش للحنان اراد فقط ان يثبت انه ليس شريرا كما يظن الجميع لكن سوء الفهم والاحكام المسبقة وصراخ ليلى انهوا محاولته في استعادة انسانته فدخل التاريخ كرمز للخداع بينما الحقيقة ان لا احد سأل الذئب يوما عن قصته

 

 

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

1

followings

0

followings

1

similar articles