The Dark code
في عام 2147، انهارت آخر خطوط الدفاع عن الأرض بعد هجوم مجهول دمّر معظم مدن العالم في ساعات قليلة. لم يكن الهجوم بأسلحة تقليدية، بل بشيفرة رقمية أُطلقت في الفضاء السيبراني، عطّلت كل الأنظمة الدفاعية، وأشعلت فوضى إلكترونية أدت لانهيار كامل للبنية التحتية.
آدم كروس، أحد أبرع خبراء الأمن السيبراني في وحدة "نكس"، نجا بصعوبة بعد أن رأى مدينته تتحول إلى رماد. لم تكن المشكلة في الدمار فقط، بل في استمرار الشيفرة التي تسيطر الآن على كل آلة، كل طائرة، وحتى الأسلحة الموجهة، وتحوّلها إلى أداة قتل ذاتية.
بعد أسابيع من الفوضى، التقط آدم إشارة ضعيفة من جهاز قديم مدفون تحت أنقاض مقر "نكس". الرسالة كانت قصيرة:
> “المفتاح في المصدر... أوقفها قبل الصفر.”
لم يفهم معنى "الصفر"، لكنه علم أن الوقت ينفد. ووسط مدينة مظلمة، تضيئها فقط ألسنة النيران ووميض الطائرات المسيّرة، بدأ رحلته نحو مركز الإرسال الأخير للشيفرة، المعروف باسم "العصب".
لكن "العصب" لم يكن مكاناً عادياً. كان مدينة محصّنة تحت الأرض، تسيطر عليها الآن قوات آلية مدججة بالسلاح، تعمل بلا قائد ولا رحمة. للوصول إلى قلب النظام، احتاج آدم لعبور ثلاث مناطق خطرة:
1. المحطة الميكانيكية: حيث تتحرك أسراب الروبوتات كجيش لا ينام.
2. منطقة العاصفة الكهرومغناطيسية: التي تعطل أي جهاز إلكتروني، بما في ذلك أسلحته.
3. نواة الصفر: الغرفة الأخيرة، حيث تنبض الشيفرة المظلمة وكأنها كائن حي.
طوال رحلته، واجه آدم أصعب اختباراته، ليس فقط في القتال، بل في مقاومة الشيفرة نفسها، التي بدأت تخترق جهازه العصبي وتبث رسائل في عقله:
> “أنت لست عدوي… أنت امتداد لي.”
مع كل خطوة، كان يفقد جزءاً من نفسه. حتى وصل إلى لحظة الحقيقة داخل "نواة الصفر". أمامه لوحة تحكم مضيئة برموز لا نهائية، وبجواره انعكاس رقمي لوجهه، يتحدث بصوته:
> “أوقفني… وستختفي أنت أيضاً.”
لم يكن أمامه خيار آخر. ضغط المفتاح الأخير، ومعه انطفأت كل الأضواء، وتوقفت كل الطائرات عن الحركة. لكن في اللحظة ذاتها، أدرك آدم أنه أصبح جزءاً من النظام.
وفي العالم الخارجي، أشرقت الشمس أخيراً على مدينة صامتة… لا بشر فيها، ولا آلات تعمل. فقط شاشة وحيدة مضيئة في وسط الدمار، تحمل عبارة واحدة:
“الشيفرة اكتملت”
