الرجل الذئب الذي يلعب دوراً مرعبا في الأساطير الخيالية

الرجل الذئب الذي يلعب دوراً مرعبا في الأساطير الخيالية

0 reviews

الرجل الذئب الذي يلعب دوراً مرعبا في الأساطير الخيالية أو الذي  تصوره الأفلام السينمائية متعطشاً للدماء بشعره الخشن ومخالبه الحادة وأنيابه البارزة، هل يوجد في الحقيقة والواقع؟

من المدهش أن الحقائق العلمية والطبية والتاريخية تؤكد حدوث مثل تلك الأمور، فحكايات الإنسان الذئب ذكرها المؤرخ اليوناني هيرودتس في القرن الخامس قبل الميلادي عندما كتب عن المكتشفين العائدين من المستوطنات حول البحر الأسود وحكايتهم عن الرجال الذين يمكنهم أن يتحولوا هناك بفعل السحر إلى ذئاب وبعد قرنين ذكرت الأساطير الرومانية تحول الإنسان إلى ذئب كعقاب له من الآلهة فإذا هام في الغابات مع الذئاب لمدة تسع سنوات ولم يهاجم إنساناً عاد إلى طبيعته البشرية.

في القرن السادس عشر الميلادي عندما أخذ الأوروبيون يقيمون المستوطنات في أمريكا الشمالية وعندما كان هنري الثامن ملكاً على بريطانيا، وجاليليو ينشر دراساته الفلكية ويخترع تلسكوبه في هذه الفترة كانت فرنسا تعيش وسط وهم ديني عوقب بموجبه آلاف الأبرياء شنقاً أو حرقاً بتهمة الهرطقة أو السحر أو الاستذئاب. وقد تم في الفترة ما بين 1520م ، 1630م محاكمة 30 ألف شخص بتهمة الاستذئاب وإعدام بعضهم من قبل مواطنيهم الفلاحين.

وفي أواخر القرن السادس عشر الميلادي شنت بريطانيا حملة لصيد الذئاب وقتلها نتج عنها بعد 200 سنة استئصال الذئاب كلية من الجزر البريطانية، غير أن قطعان الماشية ظلت تسرح في سائر أنحاء أوروبا الأخرى بحرية وظلت حكايات الذئاب المخيفة موضوعاً خصباً في الأدب الشعبي مثل حكايات ليلى والذئب.

وهناك حادثة شهدتها فرنسا عام 1598م عندما وجد الفلاحون جثة صبي ممزق فظنوا أن الذئاب قد نهشتها، وعندما أخذوا يطاردون الذئاب في المنطقة عثروا على جاك رولي المتوحش الذي كان يعاني من مرض عقلي، وقد تلطخت مخالب يديه بالدمن وكان شبه عار، يغطي جسده شعر طويل، ولم يكن الطفل الذي وجدوه مقتولاً أول ضحية له إذ اعترف جاك أثناء محاكمته أنه قتل عدة أطفال واكل لحمهم لأنه كان يظن نفسه ذئباً. وقد حكم عليه بالإعدام غير أن السلطات في باريس خففت الحكم إلى السجن مدى الحياة، وتم حبسه في مصحة عقلية.

بعد ذلك بسنوات قليلة شهدت قاعة محكمة بوردو مثول اليافع جان غرنسييه البالغ من العمر 13 سنة واعترافه بأنه مستذئب كان جان متخلفاً عقلياً. وذا فك كبير مشوه تبرز منه أنياب مدببة حادة، فاجأ ذات مرة مجموعة من الراعيات وأخبرهن بأنه عقد اتفاقاً مع الشيطان لتحويله إلى ذئب. وبعد أيام هاجم إحدى الراعيات فتعقبه الأهالي وألقوا القبض عليه، وأثناء محاكمته كرر القول بأنه باع روحه للشيطان مقابل معجون سحري بإمكانه تحويله إلى ذئب عندما يريد . وفي 6 سبتمبر حكم عليه بالحبس مدى الحياة في أحد الأديرة بعد أن وجد مذنباً بقتل عدة أطفال وأكل لحومهم. وكثيرا ما ضبط في الدير وهو يمشي على أربع أو وهو يمزق اللحم النيء في المطبخ، وظل يرفض الاستحمام حتى وفاته بعد 7 سنوات من احتجازه في الدير.

بيد أن حكايات الرجل الذئب لم تنته باستئصال الذئاب في أوروبا حيث أخذت السينما تعيد إحياء تلك الأساطير مضيفة إليها حكايات الخفاش مصاص الدماء (فامبير) وفي عام 1975م تهيأ لبحار إنجليزي في الـ 17 من عمره أن روح الشيطان قد تقمصته وقد أخبر صديقا له ذات مرة أن لون جلده قد تغير ثم أخذ يعوي أحياناً مثل الذئاب. إلى أن وجد مقتولاً خارج البلدة وقد غرست في قلبه سكيناً قاتله.

أما قصة عامل البناء بيل رامزي فكانت مختلفة، لقد أحس في عام 1987م بالاستذئاب وقصد مخفر الشرطة في ساوث أند باسكس فهاجم ثمانية رجال شرطة داخل المحفر فجرح بعضهم بمخالبه قبل أن يحضر أحد الأطباء ويعطيه حفنتين لتهدئته. غير أنه خرق برأسه الباب الخشبي لغرفة الحجز، وتطلب الأمر حضور المطافئ لكسر الباب وإخراج رأسه المحشور في الباب الخشبي، بعد ذلك تم إدخال رامزي إلى المستشفى لإجراء الفحوص الطبية، وهناك اعترف بأن مثل هذه الحالات عاودته 3 مرات خلال 6 سنوات حيث كان في كل مرة يشعر بقوى غريبة تتملكه فتبرزز أنيابه ومخالبه ويأخذ يعوي ويمشي على أطرافه الأربعة ويقوم بأعمال لا تصدق ..." لماذا .. وكيف ؟!" لا يعرف.

هناك بعض التفسيرات العلمية لمثل هذه الحالات، حيث قال: إن عضة ذئب مسعور تنقل فيروس السعار إلى الضحية الذي يأخذه السعار فيرغى ويزبد ويعض قبل أن ينهار بتأثير المرض ويموت، غير أنه ليست كل هذه الحالات سببها فيروس السعار، حيث إن البعض يصابون بحالات كهذه نتيجة تأثير بعض النباتات، والحيوانات مثل بعض أنواع فطر عيش الغراب السام، أو بعض أنواع الضفادع التي يفرز جلدها مواد مهيجة أو سامة. كما إن مرض البورفيريا النادر الحدوث يسبب أيضا حالات كهذه، حيث إن المرض يسبب خللاً عقلياً قد يصل إلى حالة الجنون كما يتسبب في نمو الشعر وتقلص عضلات الوجه وبروز الأنياب وفي الحاجة إلى الاحتجاب من ضوء الشمس الذي يؤذيهم والحاجة إلى امتصاص الدم من الآخرين.

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

242

followings

590

followings

6657

similar articles