
قاتل الذي لا ينام
🩸 "القاتل الذي لا ينام" — قصة سفاح من قلب المدينة
في مدينةٍ لا تنام، حيث الأضواء لا تنطفئ والضجيج لا يهدأ، كان هناك من يراقب بصمت. لا يحمل سلاحًا ظاهرًا، ولا يترك خلفه آثارًا واضحة، لكنه يترك شيئًا واحدًا لا يُنسى: الخوف.
🕯️ البداية: جريمة بلا صوت
في إحدى ليالي ديسمبر الباردة، عُثر على جثة لرجل أعمال شهير في شقته الفاخرة بمنطقة الزمالك. لم تكن هناك علامات اقتحام، ولا آثار مقاومة. فقط جثته ممددة على الأرض، وعيناه مفتوحتان كأنهما تراقبان شيئًا لم يُرَ بعد. بجانبه، وُجدت ورقة صغيرة مكتوب عليها: "النوم ليس راحة... إنه هروب".
الشرطة تعاملت مع القضية كجريمة قتل غامضة، لكن لم يكن هناك أي دليل. لا بصمات، لا كاميرات، لا شهود. بدا وكأن القاتل دخل وخرج من عالمٍ آخر.
🧠 المحققة نادين: بين العقل والهاوية
تولت القضية المحققة نادين، امرأة ذكية، صارمة، لا تؤمن بالصدف. كانت قد أنهت مؤخرًا تحقيقًا في سلسلة جرائم اختفاء أطفال، لكنها لم تكن مستعدة لما ستواجهه هذه المرة.
بدأت نادين بتحليل الرسالة، ووجدت فيها نمطًا نفسيًا غريبًا. القاتل لا يقتل فقط، بل يرسل رسالة فلسفية، كأنه يريد أن يُفهم، لا أن يُكتشف. بعد أسبوع، وقعت جريمة ثانية: طبيبة نفسية مشهورة، قُتلت في عيادتها بنفس الطريقة، ونفس الرسالة تقريبًا: "من يداوي الآخرين، لا يداوي نفسه".
🕵️♀️ خيوط تتكشّف
بدأت نادين تربط بين الضحايا: جميعهم كانوا شخصيات عامة، مؤثرة، لكنهم أيضًا كانوا متورطين في قضايا أخلاقية لم تُكشف للعلن. رجل الأعمال كان يستغل موظفيه، والطبيبة كانت تبتز مرضاها نفسيًا. بدا وكأن القاتل ينتقم، لكن ليس من أجل نفسه، بل من أجل "العدالة".
في كل جريمة، كان القاتل يترك توقيعًا جديدًا: ساعة متوقفة، مرآة مكسورة، أو حتى قصاصة من كتاب فلسفي. بدا وكأنه يكتب رواية، فصلًا بعد فصل، وكل ضحية تمثل فكرة.
🔍 نادين تقترب
بعد ثلاث جرائم، بدأت نادين تشعر أن القاتل يراقبها. في إحدى الليالي، وجدت رسالة على باب منزلها: "أنتِ تبحثين عني، لكنكِ لا ترين نفسك". شعرت بالرعب، لكنها لم تتراجع. بدأت تراجع ملفات قديمة، ووجدت شيئًا غريبًا: جميع الضحايا كانوا على صلة بمؤسسة تعليمية خاصة أُغلقت قبل سنوات بسبب فضيحة فساد.
أحد الطلاب السابقين في تلك المؤسسة كان يُدعى "آدم"، شاب عبقري، لكنه اختفى بعد حادثة غامضة. قيل إنه حاول الانتحار، وقيل إنه نُقل إلى مصحة نفسية. لم يكن هناك سجل واضح له، كأنه اختفى من الوجود.
🧩 المواجهة
بعد بحث طويل، وجدت نادين عنوانًا قديمًا لآدم، في حي المعادي. ذهبت إلى هناك، ووجدت شقة مهجورة، مليئة بالكتب، والرسائل، والرموز. على أحد الجدران، كُتب بخط كبير: "الوعي لعنة... والجهل نعمة". شعرت نادين أنها دخلت عقل القاتل.
في تلك اللحظة، تلقّت اتصالًا من مجهول: "هل أعجبك منزلي؟ أنا لا أقتل... أنا أُحرّر". كان الصوت هادئًا، لكنه يحمل شيئًا مرعبًا. حاولت تتبعه، لكن الخط انقطع.
🔥 الحقيقة المظلمة
اكتشفت نادين أن آدم كان ضحية لتجارب نفسية داخل المؤسسة، حيث كانوا يستخدمونه في تجارب تعليمية قاسية، بحجة تطوير الذكاء. لكن التجارب دمّرت عقله، وجعلته يرى العالم ككابوس أخلاقي. لم يكن يقتل من أجل المتعة، بل من أجل "تطهير المجتمع"، كما كتب في إحدى رسائله.
تم تعقّب آدم، لكنه اختفى قبل أن يُقبض عليه. آخر رسالة تركها كانت: "أنا لست شخصًا... أنا فكرة. والأفكار لا تُسجن".
🕳️ النهاية المفتوحة
لم تُغلق القضية رسميًا، لكن الجرائم توقفت. نادين كتبت تقريرًا مفصلًا، لكنها شعرت أن شيئًا ما لم يُحسم. هل مات آدم؟ هل انتقل إلى مدينة أخرى؟ أم أن أحدهم تبنّى فكرته؟
في كل ليلة، كانت نادين تنظر إلى المرآة، وتتذكر الرسالة: "أنتِ لا ترين نفسك". هل كانت هي أيضًا جزءًا من هذا العالم المظلم؟ هل يمكن للعدالة أن تُفهم من منظور القاتل؟