قصة "رحلة في غابة الألوان

قصة "رحلة في غابة الألوان

Rating 0 out of 5.
0 reviews

 


قصة "رحلة في غابة الألوان"

في قرية صغيرة تحيط بها الجبال والسهول، كان هناك ثلاثة أصدقاء من الأطفال: سامي وليان وآدم. اعتادوا اللعب معًا كل يوم بعد انتهاء المدرسة، فيركضون بين الحقول ويصنعون ألعابهم البسيطة من الحجارة والعيدان. كانوا لا يفترقون أبدًا، حتى أطلق عليهم أهل القرية اسم "الرفاق الثلاثة".

في أحد الأيام، جلس الأطفال تحت شجرة كبيرة يتحدثون عن أمنياتهم. قال سامي:
– "أتمنى أن أزور مكانًا مليئًا بالعجائب لم يره أحد من قبل."

وأضافت ليان بابتسامة:
– "وأنا أتمنى أن أجد زهورًا بألوان لم تُخلق بعد."

أما آدم، فقد قال بحماس:
– "أتمنى أن نقوم بمغامرة معًا، نثبت فيها أننا شجعان."

وبينما هم يتحدثون، لمحوا نورًا غريبًا يتلألأ بين الأشجار البعيدة. قرروا أن يتبعوا هذا النور الغامض، فساروا بخطوات مترددة، ثم وجدوا أنفسهم أمام مدخل غابة لم يعرفوها من قبل. كانت أوراق أشجارها تلمع بألوان زاهية: الأحمر والأزرق والذهبي، وكأنها مرسومة بيد فنان عظيم.

قالت ليان بدهشة:
– "هذه هي غابة الألوان! لابد أنها سحرية!"

تقدم الأطفال بحذر، وفجأة ظهر أمامهم طائر ضخم له ريش متلألئ كقوس قزح. ابتسم الطائر وقال بصوت عذب:
– "مرحبًا أيها الصغار، أنتم أول من يزور غابتي منذ مئات السنين. لكن قبل أن تستمتعوا بسحرها، عليكم أن تجتازوا ثلاث اختبارات."

فرح سامي ورفاقه بالمغامرة، وسألوا الطائر عن الاختبارات. قال:
– "الاختبار الأول هو اختبار الصداقة: عليكم أن تعبروا الجسر المكسور دون أن يترك أحدكم الآخر."

اقتربوا من الجسر، وكان ضعيفًا يتأرجح فوق نهر متلألئ. تمسكوا بأيدي بعضهم، وساعدوا ليان على العبور أولاً، ثم تبعها سامي وآدم. اجتازوا الجسر بنجاح لأنهم لم يتخلوا عن بعض.

قال الطائر:
– "أحسنتم! الاختبار الثاني هو اختبار الشجاعة: عليكم أن تمروا عبر الكهف المظلم دون خوف."

دخل الأطفال الكهف معًا، وأخذوا يغنون ليبددوا الظلام. كانوا خائفين قليلًا، لكن وجودهم بجانب بعض جعل قلوبهم قوية. خرجوا من الكهف بسلام.

ابتسم الطائر مرة أخرى وقال:
– "بقي الاختبار الأخير: اختبار العطاء. في وسط الغابة توجد زهرة نادرة، خذوها وأعيدوها إلى مكانها الصحيح إن وجدتم من يحتاج إليها."

بعد مسافة قصيرة، وجدوا زهرة ذهبية تبكي بجانب جذع شجرة يابس. قالت الزهرة بصوت حزين:
– "أحتاج أن أعود إلى هذه الشجرة حتى تعود الحياة إليها."

دون تردد، حمل الأطفال الزهرة ووضعوها بجوار الجذع، فتفتحت أوراق الشجرة من جديد، وامتلأت الغابة بالعطر والألوان.

ضحك الطائر وقال:

image about قصة


– "لقد اجتزتم الاختبارات الثلاثة. أنتم أوفياء، شجعان، ومعطاؤون. ستبقى غابة الألوان مفتوحة لكم كلما أردتم زيارتها."

عاد الأطفال إلى قريتهم وهم يشعرون بالفخر، وأخبروا الجميع عن مغامرتهم. ومنذ ذلك اليوم، تعلموا معامله تليق بهم لانهم مثال عظيم لكل القيم المبدأيه علي أن الصداقة والشجاعة والعطاء هي مفاتيح السعادة الحقيقية.

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

1

followings

1

followings

1

similar articles
-