العثرات التي لا تسقطك تضعك على الطريق

العثرات التي لا تسقطك تضعك على الطريق

Rating 0 out of 5.
0 reviews

العثرات التي لا تسقطك تضعك على الطريق

المنطق !!

لا بد من وجود هدف للإنسان في حياته و إلا فقد فقد إحدى شروط إنسانيته و من المنطقي دائما أن الانسان يجد ما يعطله عن بلوغ مجده و قمة أدائه تلك “العطلة” هي ما نسميه العثرات أي ما يتعثر فيه الإنسان فيسقط في هوة النسيان السحيقة و قد لا يخرج من دوامة السقوط الحر تلك أبدا .… لذلك يجب على الانسان دائما أن يسعى و ألا يلتفت إلى المعوقات التي تهدف إلى 

image about العثرات التي لا تسقطك تضعك على الطريق

 

تشتيته عن هدفه ، يجب عليه أيضا ألا يلتفت إلى السلبيات من حوله و أن يرقى بنفسه من مستنقع المشتتين ذاك ، حينها فقط سيشعر بأنه نجح ..

مثال مهم : كريستيانو من فقر ماديرا إلى قمة العالم

من أهم أمثلة النجاح إن لم يكن أهمها على الإطلاق هو كريستيانو رونالدو دوس سانتوس أفيرو ، الرجل الذي ولد في أفقر مناطق البرتغال : سان أنطونيو ، ماديرا . هذا الرجل الذي عانى في حياته من العوز و عمل و هو صغير في العديد من الأعمال كان في باله - رغم المشتات من حوله - هدف واحد يسعى إليه و يفكر فيه ليل نهار و هو أن يصبح لاعبا مشهورا على مستوى العالم ، وكما أسلفت أننا نجد دائما ما يعوقنا عن تحقيق أهدافنا فقد أعاق كريستيانو شيئين هما الفقر و وفاة والده الذي كان يعتبره رفيقه .. لكن كل ذلك لم يمنعه بل زاده إصرارا .

السعي في مواجهة العثرات

لم يوقف كريستيانو أيا من تلك المشاكل بل زادته إصرارا فذهب هذا الفتى الشغوف بكرة القدم إلى اختبارات الأندية و كان أبرز تلك الأندية هو نادي سبورتينج لشبونة و هو أيضا نادي طفولته الذي شجعه دائما و لكن رغم نجاحه في اختبارات هذا النادي الكبير إلا أنه واجه مشاكل أخرى مع التأقلم مع تلك الظوف الطارئة على نظام حياته و لكن كان الفتى يملك عقلية مميزة ميزته عن باقي أقرانه من اللاعبين الأكبر و ظهر هذا النضج مع تألقه في منسبات الدوري المحلي البرتغالي و أيضا على المستوى الأوروبي مع منتخب البرتغال الذي شارك في بطولة أمم أوروبا ٢٠٠٤ و الذي خسر النهائي أمام اليونان .

الدور الفعال

لا تدع يا صديقي هذا الإخفاق يشغلك عن الفتى ذي التسعة عشر عاما بلا أب يوجهه أو صديق يشجعه ، ولكن على الرغم من ذلك كان هذا الفتى هو الوجه الأبرز في بطولة اليورو مع منتخب بلا تاريخ تقريبا كان ورقة رابحة في الوصول إلى النهائي العظيم ، و رغم خسارة البرتغال أخذت الأندية تنظر باهتمام لذلك اللاعب الواعد ، ففي بادئ الأمر اهتم به ليفربول و تم الاتفاق تقريبا و لكن تراجع ليفربول في الأمتار الأخيرة ، و راقبه أيضا أرسنال من بعيد ، وفي ذلك الوقت الهام كان كارلوس كيروش مساعد السير فيرجسون يعرض عليه هذا الشاب المهاري وما قد يصنعه من فارق فوافق السير فيرجسون و انقض اليونايتد على الصفقة و فاز بخدمات رونالدو الذي أبهرته أضواء الشهرة و فاجأته الأقدار بتحقيق حلمه.

الخطوة الأولى على الطريق

كان رونالدو في بدايته مع اليونايتد ينظر إلى المواضيع بشكل خاطئ فكان أنانيا في استحواذه على الكرة ، يرغب في صناعة الفرص لنفسه ، يرفض توجيهات زملائه و من هم أكثر منه خبرة ، و هنا جاء دور الأب الروحي السير أليكس فيرجسون الذي وجهه و علمه و حل محل أبيه المتوفى فكان خير أب لهذا الفتى الموهوب ، و في النهاية بدأ رونالدو يكون محبوبا في النادي و عند الجمهور و زادت فعاليته التهديفية و إمكانية صناعة الفرص تطورت أيضا و أصبح الفتى اليافع محبوب الجمهور الأول و صاحب الفضل في عدد من ألقاب اليونايتد المهمة بل و أصبح كابوس المنافسين الأول الذي يهابه الجميع و يحسبون له ألف حساب ، هنا فقط أدرك كريستيانو رونالدو أنه على الطريق .

الاستمرارية 

أكمل رونالدو موسمه الثاني كأفضل اللاعبين في انجلترا و نافس العالميين أمثال رونالدينهو و ميسي الذي بدأ نجمه يظهر في الدوري الاسباني ، و لكن ذلك لم يكن ليجعله مغرورا سعيدا بما وصل إليه من مجد و شهرة و مال بل كانت استمراريته هي الدافع الذي حركه ليستكمل ما بدأه فأكمل رحلته و استفاد بشدة من تجارب غيره و ظل الرقم واحد في انجلترا و الملك الذي لا يجرؤ أحد أن يسقطه من على عرشه الذي تبوأه بفضل اجتهاده و مثابرته و مكابدة المتاعب و تكلل مجهوده في النهاية بالفوز باللقي الأوروبي العظيم : دوري أبطال أوروبا .. و جائزة الأفضل في العالم عن استحقاق فموسم رونالدو مع اليونايتد ٢٠٠٨ صنف كواحد من أفضل الأداءات الفردية في التاريخ إن لم يكن أفضلهم على الإطلاق .

خلاصة الأمر أن الاجتهاد هو ملاذك الآمن للوصول .. و متعة الطريق في عثراته و أخطاره..

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

1

followings

0

followings

1

similar articles
-