مقالات اخري بواسطة Hakimali
رواية عائلة   حسين

رواية عائلة حسين

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

بيت في القرية

في قرية صغيرة بعيدة عن الأنظار، كان في بيت مهجور معروف بين أهالي القرية باسم "بيت الهدوء". الاسم كان غريب شوية، بس الناس كانت بتقول إن أي حد بيدخله مش بيطلع تاني، وكأن الهدوء اللي جواه بيبلعه حرفيًا.البداية كانت مع عيلة "الشناوي". البيت ده كان بتاعهم من زمان، بس بعد ما مات الجد الكبير، محدش قدر يعيش فيه. كل واحد حاول يسكنه كان يا يهرب مرعوب، يا يحصل له حاجة مش مفهومة. القصة اللي شغلت القرية كلها لما "حسن"، أصغر حفيد للعيلة، قرر إنه يروح هناك بنفسه عشان يكتشف السر.

حسن والمغامرة

حسن كان معروف بجرأته، وقرر يثبت للناس إن كل الكلام ده مجرد خرافات. في ليلة مقمرة، أخد كشاف صغير ودخل البيت. المكان كان مليان غبار، ريحة العفن معبية الهوى، وكل خطوة كانت بتصدر صوت كأن الأرض بتصرخ.أول ما دخل الصالة، حس ببرودة غريبة، كأن حد بيتنفس وراه. بص حواليه، لكن ما كانش في حد. قرر يكمل. طلع للدور التاني ولقى باب أوضة مقفول بحديد صدّي. أول ما قرب منه، سمع صوت ضحكة مكتومة.

"مين هنا؟" حسن صرخ، بس الرد كان صوت الباب بيتفتح لوحده.

السر المكشوف .دخل حسن الأوضة، ولقى نفسه في مكان شبه مش طبيعي. الحيطان كانت عليها كتابات قديمة بلون أحمر زي الدم، والمرآة الكبيرة اللي في نص الأوضة كانت بتعكس صور مش بتاعته. كانت بتعكس شكل واحد ملامحه مش واضحة، بس عيونه سودة بالكامل.

الراجل ده بدأ يتحرك في المراية، وحسن فضل ثابت مكانه، مرعوب. فجأة، الراجل مد إيده من جوة المراية، وفضل يقول بصوت غريب:

“كنت مستنيك... من زمان.”حسن حاول يجري، بس رجليه كانت متكتفة. حس بحاجة بتشده للمراية، وكل ما يحاول يقاوم، الصوت كان بيزيد في دماغه. في لحظة، الإضاءة كلها انطفأت، وكان آخر حاجة أهالي القرية سمعوها في الليلة دي هي صرخة حسن.

النهاية المفتوحة تاني يوم، الناس راحت تدور عليه، بس ما لقوش أي أثر ليه. الوحيد اللي كان باين في البيت هو الكشاف بتاعه واقع قدام المراية، اللي كانت متكسرة... بس العجيب، هو إن في وسط الشظايا، كان باين انعكاس حسن بيبص عليهم وهو مبتسم.

لحد النهاردة، بيت الهدوء لسه واقف مكانه، بس مفيش حد بيقرب منه. واللي يعدي من جنبه بالليل بيحلف إنه بيسمع صوت خطوات، وضحكة مكتومة... زي اللي سمعها حسن. 

عودة حسن …….مرت شهور والناس لسه بتتكلم عن حسن واللي حصل له. عيلة الشناوي قررت تسد أبواب البيت وتقفل الشبابيك بالطوب عشان محدش يقرب منه تاني. لكن الغريب إن في كل ليلة، كان في حد بيشوف نور بسيط طالع من شباك الدور التاني، نفس الأوضة اللي حسن اختفى فيها.

"فاطمة"، أخت حسن الكبيرة، ما كانتش مقتنعة إن أخوها مات أو حتى راح مكان بعيد. كانت بتقول دايمًا:

“حسن مش ممكن يسيبنا، هو مستنينا هناك، في حاجة لازم نعرفها.”

وفي ليلة مليانة برق ورعد، قررت فاطمة إنها تروح البيت بنفسها. خدت مفاتيح قديمة كانت لسة محتفظة بيها، ومعاها مصحف صغير في جيبها، وفضلت تردد آيات وهي ماشية.

المواجهة

أول ما دخلت البيت، كل حاجة كانت هادية، يمكن أكتر من اللازم. الغبار كان لسه مغطي الأرض، بس الخطوات بتاعتها كانت بتعمل صدى غريب. وصلت للدور التاني، ووقفت قدام باب الأوضة اللي اتكلموا عنه. كان مفتوح شوية، كأن في حد مستنيها تدخل.

دخلت ببطء، ولقت المراية المكسورة لسة مكانها. أول ما قربت منها، حسّت بحاجة باردة تلمس كتفها. لفّت بسرعة، بس ما لقتش حد. في اللحظة دي، المراية بدأت تتلمع، وظهر فيها وجه حسن.

"حسن!" صرخت فاطمة.

بس حسن كان باصص لها بنظرة غريبة، وقال بصوت مش بتاعه:

“ليه جيتي؟ كنتي لازم تبعدي.”

حاولت تقرب أكتر، بس حسن بدأ يمد إيده من المراية زي اللي حصل معاه. الفرق إن فاطمة ما هربتش. مسكت المصحف وفضلت تقرا بصوت عالي. مع كل كلمة كانت بتقولها، حسن كان بيصرخ كأنه بيتعذب، والمراية بدأت تتشقق أكتر.

الحقيقة المظلمة

فجأة، حسن وقع على الأرض قدامها، وفضل ينهج. بس قبل ما تفوق من الصدمة، كل حاجة حواليها بدأت تهتز، وصوت عميق قال:

“مش هتقدروا تهربوا... أنا لسة هنا.”

الأوضة كلها اتملت بالدخان الأسود، وفاطمة مسكت حسن وحاولت تهرب. وصلت للباب، لكن كان مقفول بقوة كأن في حد ماسكه. لحسن الحظ، فاطمة ما وقفتش. فضلت تقرا القرآن لحد ما الباب اتفتح لوحده، وجرّوا هما الاتنين بره البيت.

النهاية المرعبة

الناس في القرية كانوا فاكرين إن القصة خلصت، بس حسن كان متغير. كان دايمًا ساكت، وعيونه دايمًا فيها خوف. وكل ليلة، لما باقي العيلة يناموا، فاطمة كانت بتسمع صوت خطوات جاية من أوضته، وصوته بيهمس:

“مش هيسيبنا... هيرجع.”

لحد النهاردة، بيت الهدوء لسه واقف، ومفيش حد بيقدر يجيب سيرته. اللي يدخل هناك، بيرجع شخص مختلف... لو رجع أصلاً.

image about رواية عائلة   حسين

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

2

متابعهم

0

متابعهم

1

مقالات مشابة
-