الأرنب الصغير والنجمه المضيئة

الأرنب الصغير والنجمه المضيئة

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

 

 

 

الأرنب الصغير والنجمة المضيئة

بداية الحكاية

في ليلة من ليالي الصيف الهادئة، جلس الأرنب الصغير لولو عند باب جحره يتأمل السماء. كان القمر يتوسط الفضاء، والنجوم تتلألأ كحبات من الماس. لكن عيني لولو وقعتا على نجمة مختلفة… كانت تلمع أكثر من الجميع، وكأنها تريد أن تقول شيئًا.

شعر الأرنب بالفضول وقال في نفسه: "لا بد أن لهذه النجمة سرًا، سأحاول أن أكتشفه".

قرار المغامرة

لم يستطع لولو النوم تلك الليلة. ظل يفكر كيف يصل إلى سر النجمة. وفي الصباح، أعد حقيبته الصغيرة، ووضع فيها جزرتين وماءً وبعض التوت البري، ثم ودّع أمه التي أوصته قائلة: "انتبه لنفسك يا صغيري، ولا تنسَ أن الأصدقاء هم أعظم كنز".

لقاء الصديقة توتة

سار لولو بخطوات سريعة داخل الغابة حتى قابل السلحفاة توتة. كانت بطيئة الحركة لكنها حكيمة وطيبة القلب.

سألته بابتسامة: “إلى أين أنت مسرع يا لولو؟”

قال الأرنب: "أبحث عن سر النجمة المضيئة في السماء".

فكرت توتة قليلًا ثم قالت: “رحلة كهذه لا تكتمل دون رفيق. دعني آتِ معك.”

وافق لولو بسرور، وأحس أن وجودها سيجعله أكثر طمأنينة.

عبور النهر

بعد ساعات من السير، وصلا إلى نهر عريض. كان التيار قويًا والجسر الخشبي مكسورًا. جلس لولو حائرًا: “كيف سنعبر؟”

ابتسمت توتة وقالت بثقة: “أنا أجيد السباحة، يمكنك أن تركب على ظهري وسأعبر بك.”

تردد لولو قليلًا، لكنه وثق في صديقته. وبالفعل، عبر النهر بسلام وهو يضحك من قلبه. قال لها بعد أن وصلا: “لولاكِ يا توتة لما تمكنت من متابعة الرحلة.”

التحدي في الغابة

أكملا السير حتى وصلا إلى مكان مظلم تكثر فيه الأشجار العالية. سمعا أصوات بومة وذئب بعيد، فشعر لولو بالخوف، لكنه تذكر كلمات أمه عن الأصدقاء. اقترب من توتة أكثر، فأحس بالشجاعة.

قالت له: “الخوف طبيعي، لكننا معًا نستطيع أن نتخطى أي شيء.”

وبالفعل، شقا طريقهما وسط الظلام حتى خرجا إلى أرض مرتفعة مليئة بالأزهار البرية.

سر النجمة

من على التل المرتفع، بدت السماء قريبة، والنجمة المضيئة أكبر وأجمل. وفجأة، سمعا صوتًا رقيقًا يقول:

“أنا لست نجمة عادية… أنا نجمة الأمل. أضيء أكثر عندما أرى قلوبًا صافية مملوءة بالشجاعة والصداقة. لقد أثبتم يا لولو وتوتة أن التعاون والمحبة يصنعان المعجزات.”

امتلأت قلوبهما بالفرح، وعرفا أن سر النور العظيم ليس في السماء فحسب، بل في القلوب الطيبة أيضًا.

العودة إلى البيت

عاد لولو وتوتة معًا وهما يغنيان ويضحكان. وعندما وصل الأرنب إلى جحره، حكى لأمه عن الرحلة وعن النجمة. ابتسمت الأم وقالت: “أحسنت يا بني، لقد تعلمت أن الأمل والشجاعة مع الصداقة يصنعون نورًا لا ينطفئ.”

منذ ذلك اليوم، صار لولو كلما نظر إلى السماء ورأى النجمة المضيئة يتذكر مغامرته وصديقته الوفية، ويقول لنفسه:

“الحياة تصبح أجمل عندما نشاركها مع من نحب.”

image about الأرنب الصغير والنجمه المضيئة

 

 

 

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

1

متابعهم

0

متابعهم

1

مقالات مشابة
-