
شجاعة الطفل سامر
الشجاعة
قصة مغامرات الطفل سامر في الغابة المظلمة
1. قرية سامر الهادئة
في قرية صغيرة تحيط بها الجبال وتنام في حضن الغابة، عاش طفل يُدعى سامر. كان يحب ركوب دراجته الخضراء وتسلق الأشجار مع أصدقائه. لكن رغم مغامراته اليومية، كان سامر يخاف من أشياء كثيرة: الظلام، الكلاب، الرعد، وصوت الرياح في الليل. لم يكن أحد يعرف أن سامر يخفي قلبًا يخفق بسرعة كلما واجه شيئًا مجهولًا.
سامر واقف أمام باب كوخه الخشبي، ينظر إلى الغابة وهو يمسك دراجته، وبجواره كلب صغير ينبح، فيبدو عليه الخوف.

2. القطة المفقودة
في أحد أيام الخريف، بينما كان الأطفال يلعبون بجوار الغابة، سُمِع مواء حزين. كانت قطة السيدة فريدة، العجوز الطيبة التي تصنع ألذ الحلويات للأطفال، قد فُقِدت. أخذت تنادي: "لوزة! لوزة!"، ودموعها تلمع تحت نظاراتها. عرف الأطفال أن القطة ضاعت في الغابة، لكن لم يجرؤ أحد على دخولها، فقد كانت الغابة معروفة بأنها مليئة بالأصوات الغريبة والظلال المتحركة.
سيدة مسنّة تلوّح بيدها وتنادي "لوزة"، والأطفال ينظرون نحو الغابة بعيون واسعة من الخوف.
3. القرار المفاجئ
بينما تراجع الجميع خطوة إلى الوراء، تقدم سامر خطوة إلى الأمام. قلبه كان ينبض بقوة، ويداه ترتجفان، لكنه قال: "سأدخل الغابة وأبحث عن لوزة!" صُدم الجميع. هل هذا هو سامر الذي يخاف من الظلام؟ أم أنه تحوّل فجأة إلى بطل؟ أمسك بمصباح يدوي، ووضع على رأسه قبعة القش الخاصة بجده، وبدأ يمشي بخطى ثابتة نحو الأشجار الكثيفة.
سامر يتقدم نحو الغابة مصممًا، بينما الأطفال ينظرون إليه بدهشة، وضوء الشمس يغرب خلفه.
4. أعماق الغابة
دخل سامر الغابة، وكانت الأشجار تبدو كأنها تهمس بلغة لا يفهمها. صوت أوراق تتكسر تحت قدميه، عيون تلمع بين الشجيرات، وصدى مواء يأتي من بعيد. في لحظة، سمع عواء غريب جعله يتجمد، لكنه شد على قبضته وقال لنفسه: "أنا خائف، لكن لا بأس... الشجاعة تعني أن أستمر." تقدم بحذر وهو ينادي: "لوزة! لوزة! أين أنتِ؟"
سامر يمشي في غابة كثيفة، مصباحه يضيء وجهه فقط، بينما تظهر أعين لامعة بين الشجيرات.
5. اللقاء المثير
فجأة، انكسر غصن خلفه! استدار بسرعة ليرى... كان ثعلبًا صغيرًا! تجمّد في مكانه، لكن الثعلب حدق فيه ثم ركض بعيدًا. تابع سامر طريقه، حتى سمع مواء خافتًا فوق شجرة. كانت لوزة، ترتعش على غصن عالٍ لا تستطيع النزول منه. تسلق سامر الشجرة بعناء، وأمسك بالقطة برفق وهو يقول: "لا تخافي، أنا هنا."
سامر على شجرة، يحمل القطة في يد، ويمسك بالغصن بالأخرى، بينما تبدو عليه ملامح الشجاعة والتحدي.
6. العودة الكبرى
نزل سامر من الشجرة، والقطة بين ذراعيه. عاد يركض في الممرات المظلمة، متجاوزًا كل مخاوفه. حين خرج من الغابة، استقبله الجميع بالتصفيق والدهشة. ركضت السيدة فريدة نحوه، واحتضنت القطة وهي تبكي وتضحك في الوقت نفسه. قال أحد الأطفال: "لقد فعلها سامر!"، وقال آخر: "إنه شجاع بحق!"
سامر يخرج من الغابة مبتسمًا، القطة في يده، والناس يحيطون به ويصفقون، والسيدة فريدة تبكي فرحًا.

7. ما بعد الشجاعة
منذ تلك الليلة، تغيّر سامر. لم يعد يخاف من الظلام، بل صار يسير فيه وهو يغني. صار يُساعد الأطفال الآخرين، ويشارك في المسابقات المدرسية، ويتحدث أمام الجميع بثقة. اكتشف أن الشجاعة لا تعني أن لا تخاف أبدًا، بل أن تفعل الشيء الصحيح حتى لو كنت خائفًا.
سامر يُلقي كلمة في المدرسة أمام طلاب ومعلمين، ويبتسم بثقة.
8. حكمة القصة
جلست الجدة بجوار المدفأة في المساء، تحكي لإخوة سامر الصغار قصته في الغابة. قالت: "تعلّموا من سامر... الشجاعة تبدأ من القلب، ولا تحتاج عضلات، بل تحتاج نية صادقة وإرادة قوية." غمز لها سامر وقال: "ومصباح يدوي جيد!" فضحك الجميع، وناموا بقلوب سعيدة.