Meigo: عالَم الرعب والإثارة"

Meigo: عالَم الرعب والإثارة"

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

 

 

 

 

image about Meigo: عالَم الرعب والإثارة
 

 

 

الطرق بعد منتصف الليل:

 

.

ليلى كانت بنت في آخر سنة جامعة. حياتها عادية جدًا: محاضرات، كتب، وأحلام بسيطة بالمستقبل. لكن في ليلة شتوية مظلمة، كل شيء اتغير.

المطر كان بينزل بغزارة، والرياح بتخبط في الشبابيك زي أصابع حد بيحاول يدخل. الساعة كانت اتنين بالليل، والرعد بيرج السما. ليلى قاعدة في أوضتها، الكتب متكومة قدامها، والكشاف الصغير بينوّر الورق. كل حاجة عادية… لحد ما سمعت أول طرق على باب الشقة.

وقفت تتأكد. يمكن خيالها؟ قامت وبصّت من العين السحرية. الممر كان فاضي. رجعت تتنفس بهدوء وقالت لنفسها:

– “يمكن الريح.”

لكن الطرق اتكرر… أبطأ، أهدى، كأنه إيقاع متعمد. قلبها بدأ يدق بسرعة. نادت على أمها وأبوها:

– “ماما؟ بابا؟!”

لكن مفيش رد.

راحت تبص في أوضتهم. لقت النور مطفي، والتليفونات مرمية على السرير. البطاطين مبهدلة كأنهم خرجوا بسرعة. الغريب إن باب الشقة كان مقفول من جوة.

رجعت بسرعة على أوضتها، وفجأة الطرق بقى على شباكها هي. رفعت الستارة بإيد مرتعشة. لقت ظل واقف في المطر، طويل بشكل غير طبيعي. وشه غامق، بس عينيه بتلمع بالسواد. رجعت لورا، شهقت، وقبل ما تلحق تفكر الكهربا قطعت.

البيت غرق في ضلمة خانقة. مسكت موبايلها تنوّر بيه، لكنه اشتغل لوحده وكتب رسالة:

“إحنا دخلنا خلاص… مفيش داعي تفتحي.”

الرسالة وقعت قلبها. فجأة، همسات بدأت تملأ الأوضة: "ليلى… ليلى… ليلى…"، أصوات كتيرة حوالين ودانها، كأن الجدران بتتنفس. ضحك غريب ارتفع، ضحك مش إنساني، يخليك تتجمد مكانك.

ليلى جريت على الباب. حاولت تفتحه، لكنه مش راضي. المقبض بيتحرك لوحده، كأن حد من برة ماسكه. الطرق بقى أعنف، كأن في إيدين بتخبط بكل قوتها. الحيطان بترتج، والزجاج اتشقق من قوة الصوت.

صرخت:

– “مين؟! إنتوا عايزين إيه؟!”

جاء الرد بصوت غليظ من الممر:

“إحنا جايينلك… افتحي بقى.”

ركضت للبلكونة تصرخ، لكن لما بصت تحت، شافت أمها وأبوها واقفين وسط المطر. كانوا لابسين هدوم النوم، مبتسمين ابتسامة باردة غريبة، بيعملوا بإيديهم إشارة إنها تنزل. الدم اتجمد في عروقها. قالت في سرها: “دول مش هم… دي مش ابتسامتهم.”

رجعت للأوضة، فجأة الباب اتفتح بعنف، لكن وراه كان في ضلمة سميكة كأنها دخان حي. ريحة عفن طلعت من الضلمة. خطوات تقيلة قربت منها، وفي وسط العتمة عيون سودا كتيرة بدأت تفتح وتبص عليها.

الصوت الغليظ رجع، أوضح من أي وقت:

“ليلى… إحنا جوة… ومش هتقدري تهربي.”

الهواء اتقل، كأن الأوضة كلها بتتقفل عليها. سمعت نفس الضحك ووراها أصوات تانية بتقول: “إحنا عيلتك دلوقتي… انسي الباقي.”

ليلى صرخت بكل قوتها، لكن الضلمة بلعتها.

في الصبح، الجيران شمّوا ريحة دخان طالعة من شقة ليلى. لما فتحوا، الشقة كانت متبهدلة. مفيش حد فيها. لا ليلى ولا أهلها. بس على المكتب كان دفترها مفتوح. آخر صفحة مكتوبة بخط مرتعش:

“اللي بيدق بعد نص الليل… مش دايمًا بشر.”

ومن بعدها، العمارة ما بقتش زي قبل. سكانها بقوا يسمعوا طرقات كل ليلة بعد نص الليل. بعضهم بيحلف إنه شاف ليلى ماشية في الممر، شعرها مبلول من المطر، مبتسمة نفس الابتسامة الباردة اللي شافوها على وش أهلها.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

1

متابعهم

0

متابعهم

1

مقالات مشابة
-