مقالات اخري بواسطة Tarek Allam
مصباح الامنيات للطفل علي

مصباح الامنيات للطفل علي

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

🪔 مصباح الأمنيات

في قرية صغيرة هادئة تحيط بها الجبال من كل جانب وتتناثر حولها الحقول الخضراء عاش طفل اسمه *علي* كان علي يجب  الاستكشاف و يهوى اللعب مع أصدقائه ويحب مساعدة الكبار كان قلبه نقيًا مثل الماء لا يفكر إلا في الخير ومع ذلك كان يتمنى دائمًا أن تصبح قريته أكثر جمالًا وسعادة وأن يعيش الناس فيها بسلام وفرح.

كان علي يجلس أحيانًا تحت شجرة التوت العتيقة في طرف القرية وكان  يراقب الطيور وهي تحلق في السماء ويقول في نفسه ليت قريتنا فيها بئر ماء عذب دائم وحديقة مليئة بالأزهار والألعاب وليت الجميع يعيشون بمحبة بلا خصام وذات صباح مشمس قرر علي أن يذهب إلى النهر القريب ليجمع بعض الحطب وبينما هو يبحث بين الحجارة الكبيرة رأى شيئ غريب  يلمع تحت نور الشمس اقترب بفضول  فأمسك بجسم معدني قديم مغطى بالغبار كان مصباحًا نحاسيًا عجيبًا  تزينه نقوش ذهبية تلمع بخفة وكأنها تخفي سر غامض مسح علي المصباح بيده الصغيرة وفجأة اهتز المصباح وخرج منه دخان كثيف أبيض ارتفع في السماء ثم تحول إلى جني ضخم ولطيف الملامح يرتدي ثوب أزرق لامع.
قال الجني بصوت جميل وهادء مرحبًا أيها الطفل الطيب لقد أنقذتني من سجن المصباح الذي حُبست فيه مئات السنين ولهذا هدية لك سأحقق لك ثلاث أمنيات فقط فاختر بحكمة يا علي فتح علي عينيه من الدهشة ولم يصدق ما يرى جلس قليلًا يفكر لو طلبت حلوى كثيرة سأفرح اليوم فقط ولو طلبت ذهبًا فسيتشاجر الناس عليه  الأفضل أن أفكر في شئ يسعد قريتي كلها.
ابتسم علي وقال أمنيتي الأولى أن يكون في قريتنا بئر ماء عذب لا ينضب أبدًا.

لوح الجني بيده وإذا بوسط القرية ينبع ماء صافي من بئر جميل محاط بأحجار لامعة اجتمع أهل القرية حول البئر و شربوا منه فرحين وصاروا يهتفون من أين جاء هذا البئر إنه معجزة فرح علي لأن الجميع سعدوا بماء عذب يغنيهم عن عناء البحث في الأنهار البعيدة.

image about مصباح الامنيات للطفل علي

ثم فكر في الأمنية الثانية وقال أمنيتي الثانية أن يكون عندنا حديقة كبيرة مليئة بالأشجار المثمرة والأزهار الملونة وأماكن للعب الأطفال ابتسم الجني وأشار بعصاه، فامتلأت الأرض القاحلة بزهور حمراء وصفراء وزرقاء ارتفعت أشجار التفاح والبرتقال والرمان  وصارت العصافير تغرد بين الأغصان ظهرت أراجيح ومراجيح وألعاب جميلة.
قفز الأطفال يضحكون ويلعبون وصار الكبار يجلسون في الظلال يستمتعون بجمال المكان  قالت أم علي وهي تضحك
يا له من حلم أصبح حقيقة لم أر قريتنا بهذا الجمال من قبل
وبقيت الأمنية الأخير وقف علي مترددًا هل يطلب شيئ له وحده مثلا  لعبة جديدة؟ ام بيت جميل؟ أم حلوى لا تنتهي؟
لكن قلبه الطيب غلبه فقال أمنيتي الثالثة والأخيرة هي أن يبقى الفرح والود في قريتنا دائمًا، وأن يحب الناس بعضهم ولا يعرفوا الحزن أو الخصام.


صمت لحظة ثم ابتسم الجني وقال يا علي لقد اخترت أجمل الأمنيات لأنك لم تفكر في نفسك فقط بل فكرت في سعادة الجميع ولهذا لن تكون قريتك سعيدة اليوم فقط بل سيبقى الفرح فيها للأبد.
وبلمح البصر، نشر الجني سحابة مضيئة غطت القرية كلها شعر الناس بعدها براحة في قلوبهم وصاروا يتعاملون بمحبة وتعاون.


ثم نظر الجني إلى علي وقال أنت حقًا حكيم صغير لهذا سأترك لك المصباح تذكار لكنه لن يعمل مرة أخرى لأنك استخدمت الأمنيات بأفضل ما يكون.
واختفى الجني مبتسمًا.


ومنذ ذلك اليوم صار أهل القرية ينادون علي بـ حكيم الأمنيات لم يكن أغنى واحد في القرية و لكن كان أكثرهم حبوواحترام وصارت القرية جنة صغيرة يزورها الجميع ليروا البئر العجيب والحديقة الساحرة،وليتعلموا من قصة الطفل الذي تمنى الخير لغيره قبل نفسه.


✨ لمغزى من القصة:
الحب والعطاء هما أعظم الأمنيات ومن يفكر في سعادة الآخرين يجد السعادة تسكن قلبه إلى الأبد.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

4

متابعهم

2

متابعهم

1

مقالات مشابة
-