الملك وأخيه الصدوق والخروف العملاق
في هذا المقال نحكي لكم قصة الملك وأخيه والخروف العملاق ونأخذ منها عبرنا بأن الله متم أمر من أحسن الظن
في يوم من الايام خرج الملك من قصره متوجها إلى المسجد فرأى في الطريق كبشا عظيماً فسأل الملك حاشيته عن صاحب هذا الخروف فقيل له إن صاحبه رجل مسكين في طرف المدينة يعمل حطابا فتابع الملك سيره الى المسجد فلما فرخ من صلاته وعاد إلى القصر قال لخدمه إيتوني بذلك الرجل يعني صاحب الخروف
فلما مثل بين يديه رأى الملك الخوف في عيني الرجل فقال له ما لي أراك مرعوبا؟ فقال له الرجل إني يا سيدي رجل مسكين من عامة الناس ولم أدري شيئا من شيء وخدمك هولاء حملوني إليك دون أن يعلموني بشئ ولم أكن رجلاً سيئا ولا مجرما فقال الملك مبتسما لا تخف لم نات بك إلى هنا لأمر سيء ولا لجريمة اقترفتها فقال الرجل الحطاب فيما جيئ بي إذا؟
فقال له الملك جٱنا بك لنسألك عن خروفك ذاك ما قصته؟ فقال له الرجل عندما كنت صغيرا أنا وأخي الأصغر أعطانا عمنا أنا وأخي هذا الخروف وقال لنا اعتنوا به جيدا وربوه حتى يبلغ أشده ثم بيعوه وتقاسموا ماله بينكما بقسط فعاهدناه على ذلك إن شاء الله تعالى ثم جعلنا أنا وأخي الأصغر نعتني به ونرعاه ونسقيه ونلعب به حتى كبر وصار كبشا
وذات يوم حدث أمر غير متوقع غير حياتنا المليئة بالحب والحنان والسعادة ذلك أنني خرجت ذات يوم مبكرا إلى الذرع ومعي خروفنا هذا ولما دنا الليل عدت إلى البيت فرايت من بعيد فإذا برجل مقتول مرموح على الأرض فلما دنوت منه إذا هو أبي فأخذه في صدري وقبلته وبكيت عليه
ثم أخذت غطاعا فغطيته بها وذهبت ابحث عن أخي علي أجده ولكنني لم أجده فعدت إلى أبي وغسلته كفنته ثم دفنته وعندما فرغت من ذلك جعلت أروح واغدوا في البلاد وأتتبع خبر أخي حتى اليوم وأنا لم ايأس أنني ساجده يوما ما فأطرق الملك رأسه إلى الأرض وهو يبكي ثم رفع رأسه إلى الرجل وقال إذا رأيت أخاك الآن فهل ستعرفه؟
قال الرجل نعم بعلامة له في ظهره فقام الملك واعتبق الرجل وقال له أنا أخوك وهذه العلامة عندما قتلوا أبانا أسروني معهم وأتوا بي إلى هنا فلما رأتني امرأة الملك طالبت الملك بإطلاق سراحي واتخذاني ولدا لهما فلما مات الملك ولم يجدوا من يأخذ مكانه جعلوني في مكانه وها أنا ذا اليوم ألتقي بك فالحمد لله رب العالمين وتعانقا وبكيا وظلا معا حتى النهاية