المتحف المصري الكبير: هدية مصر للعالم وعصر جديد للحضارة

المتحف المصري الكبير: هدية مصر للعالم وعصر جديد للحضارة

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

​💎 المتحف المصري الكبير: بوابة العبور إلى ٧٠٠٠ عام من الحضارة

يمثل المتحف المصري الكبير (Grand Egyptian Museum - GEM) أكبر صرح حضاري وثقافي في العالم خُصص لحضارة واحدة، ويقف شامخاً على هضبة الجيزة على بعد كيلومترين فقط من أهرامات الجيزة الخالدة. هذا المشروع الضخم، الذي استغرقت أعماله عقوداً، ليس مجرد مكان لعرض الآثار، بل هو مركز عالمي للبحث والترميم والتعليم، يجسد طموح مصر الحديثة في حماية تراثها وتقديمه للعالم بأبهى صورة تليق بعظمة الفراعنة. إنه يمثل نقطة التقاء فريدة بين عراقة الماضي وإبداع المستقبل.

​📐 المحور الأول: الإبهار الهندسي ولقب "الهرم الرابع"

​تم تصميم المتحف ليصبح قطعة فنية معمارية بحد ذاته. اختير تصميم الشركة الإيرلندية "هينغان بينغ" ليكون واجهة من الحجر والزجاج تعكس الشكل المثلث، مما أكسبه لقب "الهرم الرابع" لهضبة الجيزة. يتكون المبنى من مستويات عرض ضخمة ومساحات خضراء واسعة. الفكرة المحورية للتصميم هي خلق مسار بصري يربط المتحف مباشرة بالأهرامات، مما يمنح الزائر إحساساً عميقاً بالاتصال التاريخي والمكاني بين الآثار المعروضة وأصلها العظيم. هذا التناغم بين الحداثة والتاريخ هو ما دفع الاتحاد الدولي للمهندسين الاستشاريين لمنحه جائزة أفضل مشروع عالمي لعام 2024.

​👑 المحور الثاني: العرض الشامل لكنوز توت عنخ آمون

​الميزة الأكثر جاذبية للمتحف المصري الكبير هي تخصيص مساحة عرض شاملة للمجموعة الأثرية الكاملة للملك الذهبي توت عنخ آمون. لأول مرة في التاريخ، سيتمكن الجمهور من مشاهدة كنوز المقبرة التي اكتشفها هوارد كارتر عام 1922، والتي تتجاوز 5000 قطعة أثرية، معروضة في مكان واحد وبتسلسل قصصي متكامل. هذه القاعة المخصصة لا تقدم القطع فحسب، بل تحكي قصة حياة الملك ورحلة اكتشاف مقبرته، وذلك باستخدام أحدث تقنيات الإضاءة والعرض التفاعلي.

​🚶 المحور الثالث: الدرج العظيم وتمثال رمسيس الثاني

​عندما يدخل الزائر إلى المتحف، يستقبله تمثال رمسيس الثاني الضخم، الذي يبلغ ارتفاعه 11.5 مترًا، كأول قطعة أثرية استقرت في المتحف. ثم ينتقل الزائر إلى "الدرج العظيم"، وهو مسار عرض فريد يضم مئات القطع الأثرية الثقيلة والضخمة التي تروي تاريخ الحضارة المصرية القديمة على مراحل صعود الدرج. هذا الدرج لا يعمل فقط كوصلة بين الطوابق، بل هو بحد ذاته معرض مفتوح يسرد قصة الملوك والآلهة والحياة اليومية للمصريين القدماء، مما يمهد الطريق أمام الزوار لقاعات العرض الرئيسية.

​🔬 المحور الرابع: مركز عالمي للترميم والبحث العلمي

​يتجاوز دور المتحف كونه مكاناً للعرض ليصبح مؤسسة علمية رائدة. يضم المتحف المصري الكبير أكبر وأحدث معامل ترميم في العالم، مجهزة بتقنيات متقدمة لحفظ وصيانة القطع الأثرية الحساسة، بما في ذلك المواد العضوية. كما يحتوي على مكتبة متخصصة ومراكز أبحاث تستقطب علماء المصريات من جميع أنحاء العالم، مما يجعله ليس فقط مستودعاً للتاريخ، بل مصدراً لإنتاج المعرفة الجديدة حول الحضارة المصرية.

​🗺️ المحور الخامس: التكامل السياحي والبنية التحتية المحيطة

​لم يقتصر المشروع على بناء المتحف نفسه، بل شمل خطة متكاملة لتطوير البنية التحتية في المنطقة المحيطة. تم إنشاء شبكة طرق ومحاور مرورية حديثة لتسهيل الوصول، بالإضافة إلى إنشاء ممشى سياحي يربط المتحف مباشرة بمنطقة الأهرامات. كما يتم العمل على محطة مترو تحمل اسم المتحف ضمن الخط الرابع، مما يؤكد دوره كمركز جذب سياحي عالمي متكامل ومُيسَّر للجميع، ويهدف لاستقبال ملايين الزوار سنوياً. .

​🌟 خاتمة: إرث يتجدد

​إن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل إعلاناً للعالم بأن الحضارة المصرية لا تزال حية ومتجددة. إنه يمثل نقطة تحول في طريقة عرض التراث، حيث ينتقل مركز الثقل الأثري من المتحف القديم في التحرير إلى صرح الجيزة الحديث. هذا المتحف ليس مجرد فخر لمصر، بل هو هدية للعالم أجمع، تقدم التاريخ في قالب عصري ومبتكر لضمان بقاء قصة الفراعنة محفورة في ذاكرة الأجيال.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
sara fahmy تقييم 5 من 5.
المقالات

11

متابعهم

14

متابعهم

11

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.