القطة الصغيرة والشمس المفقودة
القطة الصغيرة والشمس المفقودة
في قرية صغيرة تحيط بها التلال الخضراء، عاشت قطة صغيرة اسمها لولو. كانت لولو مليئة بالفضول والحيوية، تحب استكشاف كل مكان حولها وتسأل عن كل شيء تراه. كل صباح كانت تجلس عند نافذة منزلها الصغير لتراقب الشمس وهي تشرق وتملأ القرية بالدفء والضوء، حتى جاء صباح غريب جدًا، لم يكن هناك ضوء ولا دفء، فقد اختفت الشمس من السماء!
شعرت لولو بالخوف والحيرة، وقالت لنفسها: "كيف سيستطيع الجميع العيش بدون الشمس؟ لا يمكنني الجلوس مكتوفة الأيدي، يجب أن أفعل شيئًا!" وهكذا قررت أن تنطلق في رحلة طويلة للبحث عن الشمس، فارتدت وشاحها الصغير وحملت حقيبتها، وانطلقت نحو الغابة الكبيرة عند أطراف القرية.
في الغابة، واجهت لولو الأشجار العالية والحيوانات الغريبة، لكنها لم تخف. وهناك قابلت السلحفاة الحكيمة التي كانت تجلس تحت شجرة ضخمة. سألتها لولو: "هل رأيت الشمس؟ لقد اختفت ونحن بحاجة إليها!" ابتسمت السلحفاة وقالت: "الشمس لا تختفي حقًا، لكنها قد تختبئ عندما يشعر العالم بالحزن أو بالكسل. إذا أردت رؤيتها مرة أخرى، ابحث عن طريق قلبك وروحك، وستجد الطريق."
شعرت لولو بالحيرة قليلاً، لكنها شكرت السلحفاة ومضت في طريقها. خلال رحلتها، وجدت نهرًا هائجًا يقطع طريقها، ومياه النهر تتدفق بسرعة كبيرة. توقفت لولو للحظة وقالت: "كيف سأعبر؟" تذكرت كلام السلحفاة، وقالت لنفسها: "إذا كنت شجاعة وأبذل جهدي، سأستطيع العبور." نظرت حولها حتى رأت جذع شجرة كبير ممدود فوق النهر، فخطت عليه بحذر حتى وصلت إلى الضفة الأخرى بأمان.
بعد ذلك، صعدت لولو جبلًا عالياً، والرياح الباردة تعصف بها من كل جانب. الطريق كان صعبًا ومتعرجًا، لكنها لم تيأس. كل خطوة كانت تقربها من هدفها، ومع كل عثرة كانت تتعلم كيف تكون أكثر صبرًا وشجاعة. وأثناء صعودها الجبل، وجدت زهرة صغيرة تتوهج بضوء خافت. اقتربت منها لولو، فرأت أن هذه الزهرة كانت تساعد المسافرين على إيجاد طريقهم. جلست لولو لبعض الوقت لتستريح وتشرب قليلاً من مياه الجدول القريب، ثم استمعت للنسيم الذي يحمل أصوات الغابة، فأخذت تنغمس في جمال الطبيعة وتشعر بقوة جديدة تشجعها على الاستمرار.
بينما كانت لولو تكمل صعودها، لاحظت طيورًا ملونة تطير حولها وتغني بأصوات جميلة، وأصبح قلبها مليئًا بالفرح والأمل. تحدثت إليها الطيور قائلة: "لولو، لا تيأسي، نحن سنريك الطريق الصحيح!" بدأت لولو تتبع الطيور، والتي قادتها إلى مكان مرتفع حيث كان بإمكانها رؤية السماء بشكل أوضح. هناك، رأت الشمس مختبئة وراء سحابة كبيرة، تتردد في العودة. همست لولو: "يا شمس، لا تختبئي! نحن بحاجة إليك!" فجأة، شعرت بحرارة دفء صغير يملأ قلبها، وابتسمت الشمس ببطء وبدأت تشرق مرة أخرى، ملونة السماء بألوان ذهبية وبرتقالية رائعة.
ركضت لولو مسرورة إلى القرية، فاستقبلها الجميع بالفرح والتصفيق، وعمت الابتسامات على وجوه الأطفال والبالغين. تعلمت لولو درسًا مهمًا: الشجاعة والمثابرة تساعدنا على مواجهة الصعاب، وأن الابتسامة والعمل الجاد يمكن أن يعيد النور إلى حياتنا. ومن ذلك اليوم، أصبحت لولو بطلة القرية، وكانت تروي قصتها لجميع الأطفال، لتعلمهم أن حتى أصغر الكائنات يمكنها أن تصنع فرقًا كبيرًا إذا آمنت بنفسها وواجهت المخاوف بإصرار.
