⭐ قصة أطفال تعليمية: “هدية ليلى المفقودة”
⭐ قصة أطفال تعليمية: “هدية ليلى المفقودة”

القصة
في صباح يوم مشمس وجميل، استيقظت ليلى وهي مليئة بالحماس. اليوم كان عيد ميلاد صديقتها المفضلة “هنا”، وكانت ليلى قد أعدت لها هدية صغيرة منذ أسبوع كامل. وضعت الهدية في صندوق صغير مزين بالورود وربطت عليه شريطًا بنفسجيًا، ووضعت الحقيبة التي تحمل الهدية بجانب الباب استعدادًا للذهاب إلى المدرسة.
أخذت ليلى نفسًا عميقًا وقالت لنفسها:
— “اليوم هفرح هنا… وأشوف ابتسامتها الكبيرة لما تفتح الهدية!”
خرجت من البيت وهي مبتسمة، وسارت في الطريق إلى المدرسة. وفي الطريق، رأت بعض الأطفال يلعبون بالكرة في الحديقة القريبة، فقررت الانضمام إليهم لدقيقة واحدة فقط، ووضعت الحقيبة على الأرض بجانبها. بدأت تلعب وتضحك، وتمر الدقائق بسرعة، لكنها لم تنتبه إلى أن الحقيبة كانت تتحرك قليلًا مع كل دفع للكرة.
بعد دقائق، شعرت ليلى فجأة بالقلق، وبدأت تبحث عن الحقيبة… لكنها لم تكن موجودة! شعرت بالخوف والصدمة في نفس الوقت. قلبها بدأ يخفق بسرعة، وبدأت تبحث هنا وهناك تحت الأشجار وعلى الأرض… لكن لا أثر للحقيبة. جلست على الأرض تبكي، لأنها لم تستطع تقديم الهدية لصديقتها في الوقت المحدد.
اقتربت امرأة كبيرة في السن من الحديقة وسألتها بلطف:
— “مالك يا بنتي؟ ليه تبكي؟”
روت ليلى ما حدث بكل حزن، وكيف اختفت الحقيبة التي كانت تحمل هديتها. ابتسمت المرأة وقالت بصوت هادئ:
— “يمكن اللي حصل يعلمك درس مهم، يا ليلى. لما يكون عندك شيء مهم، لازم تحافظ عليه وما تسيبه لأي سبب، حتى لو كنت مشغولة أو مستمتعة باللعب.”
مسحت ليلى دموعها وقالت:
— “أيوه… صحيح! أنا لازم أكون أكثر حرصًا.”
قررت المرأة مساعدتها في البحث عن الحقيبة. وبينما كانتا تمشيان معًا، ظهر رجل النظافة في الحديقة يحمل حقيبة صغيرة. اقترب منهما وقال بابتسامة:
— “مين صاحبة الحقيبة دي؟ لقيتها على الأرض وخفت حد يضيعها.”
قفزت ليلى فرحًا وقالت:
— “أنا! أنا صاحبتها! شكرًا لك!”
فتحت الحقيبة بسرعة وتأكدت أن الهدية ما زالت سليمة. شعرت بسعادة كبيرة لأنها تمكنت من استعادة هديتها، وشكرت الرجل والسيدة على مساعدتهما. ركضت بعدها إلى بيت صديقتها هنا وعانقتها فور أن فتحت الباب، وابتسمت هنا وقالت:
— “المهم إنها وصلت، والهدية أحلى حاجة جاتلي النهاردة!”
قدمت ليلى الهدية وقالت لها:
— “كنت خايفة جدًا أضيعها، واتعلمت اليوم درس مهم… لازم أحافظ على حاجتي وما أسيبهاش لوحدها.”
ضحكت هنا وقالت:
— “أنا فرحانة جدًا، وده أحلى عيد ميلاد شفته!”
بعد أن انتهى الاحتفال، جلست ليلى مع والدتها تحكي لها عن ما حدث. قالت والدتها:
— “شوفي يا ليلى، اليوم تعلمتِ أكثر من مجرد الحفاظ على هديتك… تعلمتِ الصبر، المسؤولية، والانتباه للتفاصيل.”
ابتسمت ليلى وقالت:
— “أيوه يا ماما، دلوقتي هكون دائمًا حريصة على كل حاجة عندي، وأتأكد أنها في أمان.”
ومنذ ذلك اليوم، أصبحت ليلى أكثر حرصًا على ممتلكاتها، تعلمت كيف تكون مسؤولة، وفهمت أن الأشياء الصغيرة التي نحبها تحتاج إلى الاهتمام والعناية. وعندما كان لديها أي مهمة أو شيء مهم، لم تعد تتركه دون مراقبة، وكانت دائمًا تحافظ عليه.
كما أن هذه التجربة علمتها درسًا آخر: الصدق والاعتراف بالأخطاء. في بعض الأحيان، كان من الممكن أن تلقي اللوم على الأطفال الآخرين أو تقول إنها لم تعرف ما حدث، لكنها تعلمت أن الصدق يجعل الأمور أسهل، ويجعل الناس يثقون بك أكثر.
أصبحت ليلى تحكي لأصدقائها في المدرسة عن أهمية الحفاظ على الأشياء المهمة، وكيف أن الاهتمام بها يجعلها أكثر قيمة. وكانت دائمًا تقول:
— “لو فقدت شيء مهم، حاولت تبحث عنه بهدوء، واطلب المساعدة بدل ما تحزن أو تغضب.”
وهكذا، لم تصبح القصة مجرد حدث عن هدية مفقودة، بل درسًا للأطفال عن المسؤولية، العناية، الصبر، والصدق. وعاشت ليلى بعد هذا اليوم بفخر لأنها تعلمت درسًا سيبقى معها طوال حياتها، وفهمت أن كل شيء مهم في حياتها يحتاج إلى حب واهتمام وحرص دائم.
---
الدرس للأطفال:
هذه القصة تعلم الأطفال قيمة المسؤولية، الاهتمام، وعدم الاستهتار بالأشياء المهمة، وأن الأفعال الصغيرة مثل الحذر والعناية بالهدايا أو الممتلكات تعكس احترام الذات والآخرين.