"مينتور من رودس: الاستراتيجيات والتحالفات والنفوذ في أواخر القرن الرابع قبل الميلاد"

"مينتور من رودس: الاستراتيجيات والتحالفات والنفوذ في أواخر القرن الرابع قبل الميلاد"

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات
image about

وُلد حواليً عام 385 ق.م. في جزيرة رودس. 

توفي عام 340 ق.م. وهو في حوالي الخامسة والأربعين من عمره. 

كان قائداً مرتزقاً يونانياً في مقرات  مختلفة، خدم في أوقات متناقضة كلا من معارِضين للإمبراطورية الفارسية ثم لصالحها. 

مسيرته: من التمرد إلى خدمة فارس

البداية مع التمرد

بدأ منتور قائدًا مرتزقاً حين كان في السابعة والعشرين من عمره. في عام 358 ق.م خدم مع أخيه ممنون رودس تحت قيادة ارتابازوس الثاني ، الساتراب الثائر على الملك الفارسي.

كجزء من التحالف، تزوج منتور من ابنة ارتابازوس، وهي بارسین لكن التمرد فشل تقريبًا عام 354 ق.م، ففر ارتابازوس وممنون إلى مقدونيا، بينما فر منتور إلى مصر

في خدمة مصر — ثم الخيانة والانخراط مع الفرس

في مصر، قبل عهد الفراعنة الأخير، التحق منتور بخدمة فرعون الدولة المصرية الأخيرة، نخبنتو الثاني، الذي كان يتوقع غزوًا فارسيًا، فاستدعى قائدًا مرتزقًا ذا خبرة بمثل منتور.

عُيّن مشرفًا على 4,000 مرتزق يوناني، وأُرسل إلى مدينة صيدا في فينيقيا لدعم تمردها ضد الفرس. أولًا حقق انتصارات ضد ساترابات فارسية في المنطقة

عندما ظهرت الجيوش الفارسية الكبيرة في 346/345 ق.م، أدرك منتور أن الدفاع مستحيل وهرب. تبيّن بعد ذلك أنه خان المدينة لـِ ارتخشاشا الثالث


. فقد قُبض عليه، لكنه نال عفوًا وأُدخل إلى خدمة الملك الفارسي.

دور رفيع في الفرس: إعادة فتح مصر وتثبيت السيطرة في الأناضول

في حملته ضد مصر عام 343 ق.م ساهم منتور بقوة في إعادة الفرس على مصر. بعد الانتصار نال ثقة الملك وأُعلِن قائدًا عليا للغرب — أي السواحل الآسيوية الغربية (الأناضول وسواحل آسيا الصغرى).

من مهماته: قمع التمردات المحلية وإعادة فرض السيطرة الفارسية. على سبيل المثال، قبض على هيرمياس من أتارنيوس ، الطاغية على مدن أتارنيوس وأسوس، بتكتيك خادع (وعده بالعفو ثم أسره عند اجتماعه معه).

أيضًا، استخدم نفوذه لإعادـة إخوانه وأقاربه المنفيين: حصل على عفو لـِ ممنون وارتابازوس وبارسين  وارسين، فأُعيدوا إلى صفّ الفرس.

علاقاته العائلية والنفوذ

زوجته الأولى كانت بارسين ، التي أصبحت لاحقًا من عاشقات الاسكندر الاكبر (بعد أن تزوّجتها أخوه ممنون

من ابنائه ابن يُدعى ثيمونداس، وربما ابنة (غير مسمّاة) تزوّجت لاحقًا نيارخوس

الأميرال الذي خدم تحت الاسكندر

بعد موت منتور عام 340 ق.م، ورث أخوه ممنون  نفوذه ومناطقه، وتولى القيادة التي تركها.

الأهمية التاريخية لـمنتور

يمثل حالة معقّدة من الولاء والخيانة: بدأ كمتمرد ضد فارس، ثم خدم مصر ضد فارس، ثم خان مصر وانضم إلى الفرس — ما يعكس الديناميكية السياسية المتقلبة في أواخر القرن الرابع قبل الميلاد.

كان عنصرًا مهمًا في إعادة الفرس إلى السيطرة على مصر، وهي إحدى آخر الحملات الكبرى قبل دخول العالم الهيليني في عهد الاسكندر الاكبر

من خلاله — ومن خلال أخيه ممنون — تُبرز أيضًا كيف استخدم الفرس مرتزقة يونانيين لتثبيت سلطتهم في آسيا الصغرى ومواجهة التهديد المقدوني.

علاقاته العائلية، خصوصًا ببارسين والابن  ثيمونداس، تربط بين عوالم الفرس، أوروبا (المقدونية)، ومصر — ما يعكس التشابك العرقي والسياسي في ذلك العصر.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

90

متابعهم

41

متابعهم

141

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.