طريق النور الأخير
✨الطريق لنور الأخير 💥
في زمن بعيد، أبعد مما تتخيل، كانت فيه قرية صغيرة محاصرة بظلام خانق بقاله سنين طويلة، لدرجة إن الشمس نسيت طريقها ليهم. ما كانتش بتظهر غير دقيقة واحدة بس في اليوم… دقيقة واحدة يلمّوا فيها نفسهم، ويشمّوا ريحة الأمل اللي كانوا بيخافوا ينسوه. الناس كانت بتستنى اللحظة دي كل يوم، كأنها معجزة يومية بتثبت إن في ضوء لسه موجود… حتى لو كان ضعيف.
وسط كل اليأس ده، عاش ولد اسمه رامي عايش في قرية صغيرة محاصرة بالظلام من سنين الشمس ما بتطلعش غير دقيقة واحدة في اليوم
دقيقة بس… وكانوا الناس عايشين على أمل إنها تزيد يوم من الأيام.
رامي كان مختلف. كل ما حد يقول “ده قدرنا”، هو يقول:
"لا… أكيد في حلّ!"
في ليلة من الليالي، وهو ماشي ناحية الغابة، لمح ضوء غريب بيتحرّك بين الشجر. قرب منه لقى
فراشة مضيّاه، لونها دهبي، وكأنها جزء من الشمس نفسها.
قالت له بصوت هادي:إنت المختا
للرحلة دي عشان مش بس هتغيّر مصيرك، دي هتغيّر مصير العالم كله.

وعشان تبدأ الرحلة دي لازم توصل لطريق للنور الحقيقي اللي ورا الجبل الأسود.”
رامي اتردد، بس قلبه كان مولّع شجاعة. أخد نفس عميق وحط أول خطوة في الطريق.
من أول لحظة فهم إن الرحلة مش هتبقى سهلة خالص بس رغم كده كمل طريقه اللي كان
كله وحوش شرسه وي ضباب، وأصوات تخوّف أي حد. كل ما الظلام يزيد، الفراشة كانت بتنور أكتر كأنها بتديه قوة.
وفي نص الطريق ظهر له وحش الظلال، عملاق بأسنان طويلة وعيون حمرا.
الوحش قال له:
“ارجع… النور مش ليك.”
رامي رغم خوفه مسك حجر صغير من الأرض وهو بيقول له
“النور للكل!”
ورمى الحجر بقوة. كان حجر عادي… لكن لما لمس صدر الوحش، نور الفراشة اندمج معاه وفتح ضوء ضخم فجّر الوحش واختفى!
وصل رامي لقمة الجبل وكان فيه باب نور كبير. الفراشة قالت له:
“افتحه… ومهما حصل، ما تخافش.”
أول ما فتح الباب، موجة نور قوية خرجت وغطّت السماء كلها. القرية ولأول مرة من سنين،
الشمس طلعت… مش دقيقة واحدة، لكن يوم كامل.
والناس خرجت الشوارع تبص للشمس وتعيّط من الفرحة.
أما رامي… الفراشة اختفت وسابت له كلمة واحدة مكتوبة على حجر صغير:
“الشجاعة اللي جواك… هي اللي رجّعت النور.”
من يومها بقى رامي رمز في القرية… مش علشان أنقذهم، لكن علشان أثبت لهم إن أكبر قوة في العالم…
هي إنك ما تستسلمش.
يا شجاعةً تسكنُ القلوبَ إذا ضاقَ الدربُ واشتدَّ العتاب،
يا نورًا ينهضُ في صدرِ الفارسِ حينَ يخيّمُ الخوفُ كالسحاب،
ما خابَ من سارَ بخطوةِ حقٍّ، ولا من حملَ الإيمانَ في الصعاب،
فالشجاعُ ليسَ من لا يخاف، بل من يمضي رغمَ الارتعاب،
يرفعُ رأسهُ، يعاندُ جرحَهُ، ويكملُ الطريقَ بلا ارتياب،
وبقلبهِ يولدُ ألفُ أملٍ… ويُهزمُ الظلمُ والسراب.