جون بانستر: سيرة أحد الآباء المؤسسين ودوره في بناء الولايات المتحدة
جون بانستر
(26 فبراير 1734 – 30 أغسطس 1788)
كان من الآباء المؤسسين الأمريكيين. محاميًا، ومزارعًا، ومالك عبيد من بطرسبرغ، فرجينيا، وعضوًا في الكونغرس القاري الثاني. ووقّع على وثائق الكونفدرالية التي أصبحت أول دستور للأمة عام 1781.
حياة
هو ابن جون بانستر وجون بابتست بانستر عالم الطبيعة. تعلّم في مدرسة ميرتشنت تايلورز في لندن. في 27 سبتمبر 1753 خدم بانستر في مجلس البورغيس عام 1765، ثم 1772–1776، ومجلس نواب فرجينيا 1776–1779 و1781–1784، والكونغرس القاري الثاني 1778–1779. أثناء كونه مندوبًا في الكونغرس القاري كان من مُصوّغي ميثاق الكونفدرالية، والذي وقّعه في 8 يوليو 1778. كما خدم بانستر عضوًا في مؤتمر فرجينيا الذي أعلن فرجينيا ولاية مستقلة في 1776. عُيّن العمدة الأول لبطرسبرغ عام 1784.
تزوج بانستر مرتين. تزوج أولًا إليزابيث "باتسي" بلاند، ابنة ثيودوريك بلاند من كولونيا كوسووتر. توفيت زوجته الأولى عام 1777، وبعد عامين تزوج آن بليسير، ابنة وليام بليسير من ويليامزبرغ، وابنة جون بلير. قُبل بانستر في الضواحي، "باترسي"، بُنيت في 1782 على طراز مستوحى من العمارة البالادية. أُدرج بانستر في سجلات مقاطعة دينويدي وفيها: ثلاثة رجال أحرار، 46 عبدًا بالغًا، 42 من العبيد دون السن القانونية، 28 حصانًا، 126 رأسًا من الماشية، عربة تجرها الخيول.
الحرب الثورية
خلال الحرب الثورية، كان الميجور بانستر ملازمًا أول في سلاح الفرسان في ميليشيا فرجينيا بين 1778–1781. كان القائد الأعلى الجنرال جورج واشنطن يُكنّ له تقديرًا كبيرًا، كما يظهر في خطابات كتبها له من فالي فورج عام 1781. ساعد في إمداد ميليشياته الخاصة، وخسر ممتلكات شخصية بسبب القوات البريطانية، إذ كان الجنرال وليم فيليبس يتوقف عادة عند منزله في باترسي.
الوفاة
دُفن بانستر في مقبرة العائلة في هاتشيرز رَن، ملكية العائلة في مقاطعة دينويدي، فرجينيا.
الاسم
كان جون بانستر جيبسون (1780–1853)، الفقيه البارز من ولاية بنسلفانيا، قد سُمّي على اسم جون بانستر، رغم استخدامه تهجئة مختلفة قليلًا للاسم.
الخاتمة
تمثل سيرة جون بانستر أحد النماذج المهمة في تاريخ التأسيس الأمريكي، لا لكونه من أبرز الأسماء المتداولة، بل لأنه كان جزءًا أساسيًا من البنية العملية والسياسية التي قامت عليها الدولة الجديدة. فقد جمع بانستر بين عدة أدوار مؤثرة: محامٍ متمرس، ومزارع واسع النشاط، ومالك أراضٍ وعبيد كما كان شائعًا في فرجينيا في ذلك العصر، إلى جانب كونه ممثلًا نشطًا في المجالس التشريعية والكونغرس القاري. ولم يكن توقيعه على مواد الكونفدرالية مجرد خطوة بروتوكولية، بل كان مساهمة مباشرة في أول وثيقة دستورية جمعت الولايات في إطار قانوني واحد قبل ظهور الدستور الأمريكي الحالي.
لقد شكّلت مشاركته في مؤتمر فرجينيا وإعلانه استقلال الولاية، وكذلك خدمته في مجلس البورغيس ومجلس نواب فرجينيا، سلسلة من الأعمال التشريعية التي لعبت دورًا جوهريًا في بناء المؤسسات السياسية الجديدة. كما أن خدمته العسكرية أثناء الحرب الثورية تكشف جانبًا آخر من شخصيته؛ إذ لم يكتفِ بالدور السياسي، بل أسهم في دعم ميليشيات فرجينيا وإسناد القوات الأمريكية، ودفع ثمن ذلك من ممتلكاته الخاصة التي تعرضت للتخريب على يد البريطانيين.
وإلى جانب دوره السياسي والعسكري، تمثل حياته العائلية والاجتماعية صورة واضحة عن طبقة ملاك الأراضي في الجنوب الأمريكي خلال القرن الثامن عشر، بما فيها من نفوذ اقتصادي واسع وارتباطات عائلية مع شخصيات بارزة في المجتمع الفرجيني. وتعدّ علاقته الوثيقة بجورج واشنطن، وما ورد من مراسلات تثبت تقدير القائد الأعلى له، دلالة على مكانته بين رجال تلك المرحلة.
وعلى الرغم من وفاته في عام 1788، أي قبل اكتمال بناء النظام السياسي الأمريكي الحديث بسنوات قليلة، فإن دوره ظل حاضرًا في الذاكرة التاريخية من خلال إسهاماته المبكرة في التشريع والدفاع عن الاستقلال، وكذلك من خلال أثر اسمه الذي استمر مع شخصيات لاحقة مثل الفقيه البارز جون بانستر جيبسون الذي حمل اسمه تكريمًا له.
وهكذا يظهر جون بانستر كشخصية محورية ضمن الجيل الذي أسهم في وضع اللبنات الأولى للولايات المتحدة، سواء بواسطة العمل السياسي أو الميداني أو التشريعي، ليبقى مثالًا لأحد الرجال الذين شكلوا بدايات الدولة الأمريكية الحديثة وأسهموا في صياغة ملامحها الأولى.
