اتفاقية كريستممل 1431: التحالفات والنزاعات في الحرب البولندية–التيوتنية

اتفاقية كريستممل

وقع الاتفاق في 19 يونيو 1431 بين بوب فون روسدورف، السيد الأكبر لفرسان التيوتَن، وشفيتريجيلا، الدوق الأكبر لليتوانيا، حيث كان شفيتريجيلا يستعد لحرب مع بولندا للدفاع عن مطالبته بالعرش الليتواني وكان يبحث عن حلفاء.

أنشأت الاتفاقية تحالفًا مناهضًا لبولندا، مما دفع الفرسان لمهاجمة مملكة بولندا، وبدأت الحرب البولندية–التيوتنية (1431–1435). كما تنازلت ليتوانيا بموجب الاتفاق عن بالانغا وثلاثة أميال من الساحل على بحر البلطيق، مُعدِّلة بذلك اتفاقية ملينو 1422. 

الخلفية التاريخية:
بعد وفاة الدوق الكبير فيتوتاس في أكتوبر 1430 دون ترك وريث للحكم، كان من المفترض وفق شروط اتحاد هورودلو 1413 ألا يتم انتخاب دوق جديد ليتوانيا بدون موافقة بولندا، لكن النبلاء الليتوانيين انتخبوا شفيتريجيلا دون الرجوع إلى مملكة بولندا. رفض شفيتريجيلا الولاء لشقيقه ملك بولندا يوغايلا وسعى للحصول على التاج الملكي، الذي كان مُخصصًا في الأصل لفيتوتاس

سعى شفيتريجيلا إلى حلفاء في النزاع ضد بولندا، وكان فرسان التيوتان أبرز هؤلاء، إذ كانوا يسعون أيضًا إلى إلغاء الاتحاد البولندي–الليتواني الذي تسبب في هزيمة ساحقة لهم في معركة غرونفالد 1410 وحرب غولوب 1422. 

المفاوضات قبل الاتفاق:
كان فرسان ليفونيا (فرع من فرسان التيوتان) قد نصحوا بدعم شفيتريجيلا ولكن دون قطع العلاقات مع بولندا، في حين أن بعض الأمراء الناخبين داخل الإمبراطورية الرومانية المقدسة دعموا التحالف، وكان البابا معارضًا لذلك. في نهاية مايو 1431، قابل روسدورف شفيتريجيلا لكنه طلب مناقشة بنود المقترح مع مجلس الولايات البروسية أولًا، وربما كان سبب تردده محاولة بولندا تشكيل تحالف ضد شفيتريجيلا. 

بنود الاتفاق:
أُبرمت الاتفاقية في كريستممل (المعروفة اليوم باسم Skirsnemunė)، وأشملت بنودًا رئيسية:

إذا هاجم أحد الطرفين، التزم الآخر بالدفاع.

لا تُعلن الحرب إلا إذا وافق الطرفان.

أي اتفاقية سلام تُطبق على الطرفين على حد سواء.

تُقسم غنائم الحرب بالتساوي.

الاتفاقية كانت بلا تاريخ انتهاء، وتستمر حتى بعد وفاة شفيتريجيلا وروسدورف إذا أكَّد الورثة الاتفاق. 

من وقعوا على الاتفاقية:
على الجانب التيوتني: روسدورف، والسيد الأكبر ليفون زيسّ فون روتنبرغ وبعض الأساقفة البروس، بينما مثل الليتوانيين شفيتريجيلا، شقيقه لينجفينيس، وابن عمهم سيغيسموند كيستوتايتس، بالإضافة إلى عدد من الأساقفة والنبلاء الليتوانيين مثل كريستيناس أستيكا (كاستلان فيلنيوس) وميكولاس كيسجيلا وغيرهم. 

التداعيات:
بعد توقيع الاتفاق، غزا الفرسان بولندا ودمروا أرض دوبرزين قبل أن يُهزموا في معركة ناكل في سبتمبر 1431. في الوقت نفسه، غزا الجيش البولندي فولينيا وحاصر شفيتريجيلا في قلعة لوبارت في لوцك. اقترح شفيتريجيلا السلام وتم توقيع هدنة رسمية لمدة عامين في ستاري تشورتوريسك في 1 سبتمبر 1431.

تم تأكيد الاتفاقية مرة أخرى في كريستممل في 15 مايو 1432 بحضور 50 شاهدًا، لكن  المؤرخين لاحظوا غياب بعض الشخصيات البارزة من النبلاء الليتوانيين، بما في ذلك كريستيناس أستيكاس. يُفسر هذا على أنه علامة على تزايد المعارضة لحكم شفيتريغايل. ، تم عزل شفيتريجيلا في أغسطس 1432. استمر الفرسان في دعم شفيتريجيلا، خصوصًا عبر فرسان ليفونيا، لكن تحالفهم هُزم بشكل حاسم في معركة ويلكوميرز في سبتمبر 1435

المراجع والمصادر:

ويكيبيديا، "اتفاقية كريستممل"، الرابط: https://en.wikipedia.org/wiki/Treaty_of_Christmemel

شابوكا، أدولفاس (1990) [1936]، تاريخ ليتوانيا، منشورات موكسلاس، ص. 169.

كياوبا، زيغمانتاس؛ كياوبيني، جوراتي؛ كونكيفيتشيوس، ألبيناس (2000)، تاريخ ليتوانيا قبل عام 1795، معهد التاريخ الليتواني، فيلنيوس، ص. 206–207.

ماتوساس، يونس (1991) [1938]، شفيتريغايلا، الدوق الأكبر لليتوانيا (الطبعة الثانية)، فيلنيوس: مينتيس، ص. 52–55.

أوربان، ويليام (2003)، تاننبرغ وما بعدها، شيكاغو: مركز الدراسات الليتوانية، ص. 306–308.

كيركيني، جينوتي (2008)، نخبة السياسة في الدوقية الكبرى ليتوانيا: عائلة شودكيفيتش في القرن الخامس عشر والسادس عشر، جامعة فيلنيوس، ص. 61، 64.

بيسكوب، ماريان (1967)، "غزو فرسان التيوتونيين لبولندا ومعركة دامبكي 1431"، المجلة العلمية للأكاديمية العسكرية السياسية، العدد 15.

جوتشاس، ميتشيسلوفاس (2000)، اتحاد ليتوانيا وبولندا، أيدا، ص. 165–167.

روابط خارجية:

(بالألمانية) أعمال متعلقة بـ Vertrag von Christmemel (1431) على ويكيسورس.