مشاهير ورموز وأعلام مدينة ودمدني
نتحدث هنا عن الهيئة القضائية بمدينة ودمدني ورجالاتها فقد كان بالمدينة قضاة من الأفذاذ حيث يمتازون بقوة الشخصية والرزانة ، وصل منهم لدرجة رئيس القضاة مولانا الريح الأمين حاج أحمد ومولانا عبيد حاج علي ولدرجة قاضي (محكمة عليا) من أبناء المدينة ، ومولانا حكيم الطيب أحمد ، ومولانا محمد أبوزيد أحمد (رئيس هيئة الحسبة) ومولانا موسى النيل المكاشفي .. ومولانا المرحوم حسن محجوب علوب (الرئيس السابق لدائرة المحكمة العليا بالولايات الوسطي والقضارف) وهو زميل دراسة عرف بيننا بشخصيته المميزة ..وكان من الطلاب الباقين في الذاكرة مع الزمن .. لما يتميز به من صفات النبل والذكاء والحكمة .. ولما يتمتع به من سرعة الإستيعاب وقوة الذاكرة وأدب المناقشة والحوار .. وإستثمر وقته بما ثقفه وقدمه .. حتي بلغ مآربه في العلم والتحصيل والتأهيل .. لايخشى في الحق لومة لائم وكان مشهود له من الجميع بالنزاهة والإستقامة والتمسك بالقيم .. حتى أن الكثيرين من الزملاء سمعتهم ينادونه -رحمه الله- بحسن نصر الله .
ونذكر من قضاة تلك الفترة أيضاً مولانا شيخ الأمين الطيب أبوقناية .. وعبدالعزيز شدو .. ومولانا وقيع الله عبدالله .. ومولانا بشار .. ومولانا احمد محمد الامين .. ومولانا عبدالله التوم .. ومولانا عبدالعزيز حمدتو .. ومولانا عبدالمجيد إدريس حسن .. ومولانا حسن شريف .. ومولانا قرني .. ومولانا احمد ابراهيم عجاج .. ومولانا سنهوري محمد الامين .. ومولانا معتصم الجاك ..ومولانا تاج السر صالح .. ومولانا خالد الناجي.
ومن القضاة الشعبيين (محكمة العمد) نذكر العمدة محمد سعيد وشيخ أبوزيد احمد والعمدة شقدي وأحمد يعقوب ويوسف عمران ابوعيسى ونوح محمود . وأكثر ما يلفت النظر لهؤلاء إهتمامهم الكبير بمظهرهم ، واحترامهم لمهنتهم وإعتزازهم بها ..فتجد الواحد منهم يحرص على لبس البدلة الكاملة ومن فوقها روب المميز للقانونيين ، وكانت قاعات المحاكم تعج بالرواد ، وفي بعض القضايا قد لاتجد لنفسك مكاناً إلا بالحضور المبكر ، خصوصاً القضايا الكبيرة (القتل والسرقات الكبيرة ، أو تلك ذات الطابع السياسي) والناس تتابع تلك القضايا بشغف شديد وبخاصة مرافعات المحامين والأسئلة التي يوجهونها للشهود ، وكانوا يجدون متعة كبيرة في ذلك ، وقد ينسى البعض منهم نفسه أحياناً فيصفقون عند إنتهاء مرافعة أو لسؤال مفحم أو لحكم صدر ، وتعلو هتافاتهم (يحيا العدل .. يحيا العدل) وفي مرات عديدة كان القاضي يأمر بإخلاء القاعة من الناس نتيجة لهذا الحماس الزائد ، وقد شهدت قاعات المحاكم العديد من الملاحم التي سطر فيها أولئك القضاة والمحامون الأفذاذ أروع الصفحات.
ومن أشهر كتبة المحاكم في ذلك الوقت ماهر (كبير المراقبين) وهناك أولاد الزبير (محمد احمد والزبير وعثمان عبدالرحمن الزبير) ومحمد الامين الحسين ، وزوجته سعاد إبراهيم علي وكانت نائب كبير المراقبين لمحاكم الجزيرة والنيلين (حالياً كبير المراقبين للهيئة القضائية بولاية الجزيرة) وهنالك شقيقتها سهام إبراهيم علي (أرملة مولانا حسن علوب) وأذكر أيضاً عمنا حسين وإبراهيم حاج علي وحسن عبدالعزيز وعادل الشامي وعلي صالح (أرشيف القضايا الجنائية) والحاج مصطفي وأنور طه .
وبتسجيلات الأراضي كان الشاعر المبدع مصطفي حاج عمر الزواوي رئيس التسجيلات ، وتولي هذا المنصب أيضاً ود الزبير وهو رجل نادر وخبير أراضي لايشق له غبار .. فهو متعة الله بالصحة والعافية يعرف كل كبيرة وصغيرة عن أراضي المدينة .. ويعرف كذلك الأسماء والمواقع بشكل يدعو للإعجاب ، وهو رجل حريص ودقيق للغاية في عمله ، فأنت لاتحتاج لمراجعة أي عمل يشرف عليه ود الزبير ، أو أي مستند يستخرج بتوقيعه ، وهناك علي عبدالوهاب ، والذي كان منافساً لود الزبير في حفظ السجلات ، ولديه ذاكرة حديدية فهو يقول لك المعلومة من رأسه ويذهب أبعد من ذلك فيحدد لك حتى رقم الصفحة بالسجل ، وهنالك عبدالكريم الفادني ، وبابكر محمد يوسف العركي .
وأذكر أن رئيس شرطة محكمة المرور (الحركة) كان عمنا حلافي .. أما أشهر كتبة (العرضحالات) بالمحكمة هم : العم عبده حسن ، والعم عابدين وقيع الله ، والعم احمد التهامي.. أما متعهد بوفيه المحكمة والذي ضرب الرقم القياسي بهذا الموقع -ماشاءالله- فهو عمنا عثمان كورينا (يقال أنه أول من إبتدع فتة البوش الشهيرة)- والله أعلم.