نظرة مختلفة لرواية الخيميائي للكاتب المبدع باولو كويلهو

أعجبتني رمزية رواية الخيميائي لقد تفوق الكاتب الكبير باولو كويلهو علي نفسه في تصوير رحلة البحث عن النجاح في هدف بكل ما فيها من صعوبات  ومعوقات 
البداية كانت من ذلك الشاب سنتياغو الذى يسعي لتشكيل حياة مختلفة عن المعتاد والتقليدي لقد رسمه بشكل ممتاز شاب هو من البداية يبحث عن هدف لا يدركه بعد مثلما يفعل أغلبنا في مرحلة من حياتنا تشعر أنك لا تعرف ما تريد ولا  طريقك حتي يأتي دور الملك والملك هنا هو الشرارة التي تندلع في نفسك وتضئ شيئا تعرف من بعده أن حياتك لن تعود كما كانت وهو موجود بحياتنا ذاك الإعلان أو النصيحة أو حتي الكلمة العابرة والتي تستقر عندك وتجعلك تغير  مسار حياتك نحو هدف محدد وصعب ويحتاج جهد جهيد ذاك الهدف هو الكنز لقد صور باولو كويلهو كل ما يعتمل في النفس من صراعات وقتها وكيف يتحول الموقف داخل النفس من الرفض للقبول هي بداية الرحلة التي أراد تعليمنا أنها لا تأتي بلا ثمن لقد كانت الأغنام التي أخذها الملك أول درس فلا شئ بلا ثمن كذا الهدف  لا يتأتي سهلا وستتخلي في سبيله عن أشياء أعتدتها وألفتها من مال أو وقت أو غيرها مما هو جزء من روتين حياتك  لقد أنطلق سنتياجو محملا بحجرين ما هما إلا تجسيد روائي لذلك الحلم ولذا كان لهما دور كبير في موقعين الأولي عندما فقد الراعي كل السبل بعد ضياع ماله ليذكره بالهدف كي يعود ويقف علي قدميه والمرة الثانية عندما تحسنت أحواله وبدا أنه سينسي حلمه ويستمر بحياته الجديدة لقد كان في الأولي الأمل وفي الثانية رسالة التذكير التي دعته لإستئناف بحثه حتي الشخصيات اللص كان معوقات إنعدام الخبرة وعدم معرفة الوسيلة والطريق الهزة الأولي التي تخرجك من الحلم الوردى وتعرفك علي صعوبة الرحلة وأول أختبار لعزيمتك في بلوغ هدفك الهزة التي تجعلك تترك حصان حلمك الجامح فإما أن تبدأ في تدابير حقيقية واقعية أو تتخلي عن حلمك ثم يأتي دور مالك متجر الأواني لقد كان هو الطريق البديل الذي يجعلك تقف مجدداً علي قدميك ويصبح لديك أختيار  إما  أن ترتضي بهذا المكان أو تكمل المشوار لقد كان صورة ممن ترك حلمه في منتصف الطريق وأكتفي بما وصل إليه رمزية الكنز علي بساطتها كانت دوما أيقونة للنجاح في نهاية المشوار أما  وجود الأنجليزى كان رسالة بأن صور الأهداف تختلف وتتعدد والمسار قد يطول أو يقصر لقد تقاطع مسار السعي  بهما في نقطة تلاقي ليكمل الراعي ويصل وتأتيك إشارة أن طريق الإنجليزى سيكتمل في وقت لاحق أما الفتاة البدوية فهي الحياة المؤجلة بكل ما فيها من حب ورغبة وأستقرار  فهي أحد أكبر التحديات التي قابلت الراعي كون القرار فيها لا يكن بيده فقط ولا يؤثر فيه فقط وهنا ظهر جليا مدي تأثير أن تكون شريكتك معك في المسار تدفعك للأمام لا تسحبك للخلف لقد كان علي أستعداد لترك مسعاه من أجلها لكنها دفعته نحو النجاح وشجعته علي إكمال المسار فالصورة بين صانع الأواني والفتاة تعطيك أقوى الأسباب الداخلية  للإنحراف عن هدفك  في منتصف الطريق بينما تمثل الحرب وقطاع الطرق واللصوص كل المعوقات الخارجية التي تواجهك بقي هنا شخص واحد قبل الخيميائي تجدر الإشارة إليه الغجرية إنه ذلك الشخص الذي يشتم النجاح فينضم للمسعي سعيا لجانب من ذاك النجاح هو ذلك الشريك الذي لا يتقن فن التجارة أو الصديق الذي يستفد من قدرتك في شرح مادة معينة أنت مميز بها ذاك الذي يري ويتنبأ بالنجاح فيلتمس جذوة من نار الشغف داخلك إنهم المراهنون علي نجاحك  لدرجة ربط أنفسهم بك وأستمداد نجاحهم من ظل نجاحك 
هذا يتركنا مع الشخصية الأهم الخيميائي المرشد الذي يختصر لك الطريق بشكل سريع وعلم وتجربة هو تلك الدفعة التي تقربك من أحلامك قد يكون بمثابة شخص قرر أن يتبني موهبتك أو نقلة من شركة لشركة أكبر تتيح لك مزيد من التعلم والتقدم ببساطة هو خطوة كبيرة تختصر لك الطريق وتأتي بسبب بوادر النجاح والتصميم الظاهرة عليك والتي تشجع الآخرين علي إعطاءك فرصة أكبر أو مساعدتك لبلوغ هدفك لذا فليست القصة عن كنز بل هي تصوير دقيق لمسعي النجاح لكل شخص يتلمس الطريق إلي هدفه حتي النهاية كانت وكأنها تقول لك أن المسعي هو المطلوب لقد أستخرج الكنز الذي كان تحت قدميه من البداية لكن مسعاه نحو النجاح كان قد أكتمل حتي قبل أستخراج كنزه في النهاية ملخص ما قرأت أن النجاح سلعة غالية والمسعي إليها يجب أن يملأه الإصرار وألا تفقد الحلم من داخلك مهما واجهك من صعوبات لاتركن في نصف الطريق وأجعل من شريكة حياتك أو أجعلي من شريك حياتك سند في الحلم والمسعي ولا ترض إلا بهدفك مهما طال بك الزمان فالحياة دوما سعي نحو النجاح