نبات البردي: تعريفه، أقسامه، انتشاره، استخداماته، فوائده الطبية

نبات البردي: تعريفه، أقسامه، انتشاره، استخداماته، فوائده الطبية

Papyrus plant: definition, divisions, spread, uses, medicinal benefits

ورق البردي من أهم النباتات الطبيعية في مصر القديمة. وقد ورد ذكره في العديد من النصوص والكتابات القديمة. ربما يدل استخدامها كعلامة هيروغليفية بوضوح على أهميتها ، خاصة في الكتابة. حيث تم الحفاظ على جزء مهم من تاريخ الجنس البشري. كان اختراع الكتابة إنجازًا أساسيًا ساهم في تنمية الإنسان عقليًا وفكريًا. وبالفعل أدى هذا الاختراع إلى توثيق الحوادث الشفوية وإبرازها في قالب حسي جديد وهو القالب المرئي ، وهنا تم استخدام العديد من الوسائط لكتابة النصوص المختلفة. ديني ، أدبي ، اقتصادي ، سياسي ، علمي ... إلخ.

وكان استجواب الحجر وتتبع أثره الوسيلة الوحيدة لمعرفة تاريخ الجنس البشري المبكر ، واستمر السؤال هكذا حتى تقرر باختراع الكتابة أن تكون الفاصل بين عصور ما قبل التاريخ وعصور التاريخ. حيث ارتبطت الكتابة ببداية العصور التاريخية ، وكان ذلك دليلاً على أن الإنسان مر بمرحلة ما قبل التاريخ - قبل الكتابة - ودخوله إلى المرحلة التاريخية التي ارتبطت بتوثيق الأحداث ورصدها قدر الإمكان.

ولا شك أن اختراع الكتابة لم يكن ليشكل دافعًا واسعًا لولا الاختراعات والابتكارات الأخرى التي عززت أهميتها ، مثل مواد وأدوات الكتابة ... ومنها على سبيل المثال ورق البردي.

البردي papyrus:

 نبات ينمو في المستنقعات وعلى جوانب البرك والقنوات والأراضي الضحلة المغطاة بالمياه حتى عمق نصف متر كحد أقصى. إنه ينتمي إلى النباتات أحادية الفلقة ويسمى في اللاتينية (Papyus of Cyprus) للسدود ؛ ويرجع ذلك إلى سرعة انتشاره وتشابك جذوره بحيث تشكل كتل ضخمة تتسبب فيها الأعاصير وارتفاع منسوب المياه في اقتلاعها لتطفو على السطح ثم تحملها التيارات المائية ، ثم يجتمعون مرة أخرى في شكل سد. لم يقتصر انتشار نبات البردي على أهوار وادي النيل فقط ، بل احتل مساحات شاسعة من أحواض الأنهار الرئيسية في إفريقيا قبل أن تعرفه مصر.

ينقسم نبات البردي إلى عدة أجزاء  The papyrus plant is divided into several parts:

1- الجذر root : 

كما هو الحال مع معظم النباتات أحادية الفلقة ، فهو موجود فقط في المراحل الأولى من النمو ، ثم يموت بسرعة ويتم استبداله بجذور عرضية.

2- الساق الأرضية ground leg : 

وهي الجزء السفلي المغمور تحت الماء ، وهي سميكة وتمتد أفقياً وتسمى بالجذمور ، وتتفرع العديد من الشعيرات الماصة لتظهر على شكل براعم وأغصان متجهة لأعلى ، وتغوص جذورها الطويلة تدريجيًا. في طبقات الطين لامتصاص الطعام.

3- الساق الهوائية Air leg : 

وهي الجزء الذي يظهر فوق سطح الماء. عادة ما يكون طويلًا ، أخضر اللون ، سميك في الأسفل ، ينخفض ​​سمكه كلما ارتفع ، يصبح سلسًا ومرنًا. يتراوح طوله بين 7 و 10 أقدام ويتكون من جزأين. قشرة صلبة رقيقة ونواة داخلية بيضاء. يتميز جذع نبات البردي عن النباتات الأخرى بكونه خاليًا من العقد. يتم قطع السيقان البردي وربطها في حزم. يتم فصل السيقان عن الرؤوس المزهرة بينما تُترك الجذور في المستنقع لإعادة النمو.

4- الأوراق leaves :

 تحتوي أوراق البردى على عدة أنواع من الأوراق ، بعضها قاعدي سميك ، ولونه بني اللون ، تحمي البراعم الصغيرة في مراحلها الأولى ، وأخرى تتشكل في نهاية الفروع لحمايتها. الأوراق ، تنشأ في العقد العليا من الفروع.

5- الزهرة Flower : 

وتظهر بشكلها النهائي على شكل خيمة زهرية يتراوح طولها بين 10-15 سم.

وعرف المصريون القدماء Ancient egyptians ورق البردي papyrus بأسماء عديدة لعل أكثرها شيوعاً محيت (mhit) وحا (ha)، وأطلقوا على الساق اسم واج (Wag) وتعني أخضر، وأطلقوا على الحزمة التي تحوي مجموعة سيقان اسم محو (mhw)، ولأنه كان ينمو في مستنقعات الدلتا Delta swamps فقد ضمنوا اسم النبات في اسم الدلتا منذ أواخر الألف الرابع قبل الميلاد، وأطلقوا عليه اسم تامحو (tamhw) وتعني أرض البردي papyrus land . 

وفي عهد الدولة الوسطى أطلقوا عليه اسم منح (mnh)، وفي عهد الدولة الحديثة اسم توف (twf) أو توفي (twfi) وتعني أحراش البردي، وقد دخل نبات البردي في بعض كلمات اللغة المصرية القديمة مثل (قطعة أرض) التي تصور أحياناً في شكل أكمة وعليها ثلاثة سيقان من البردي وأحياناً خمسة سيقان.

وعلى الرغم من انتشار ورق البردي في المستنقعات التي كانت تشغل مساحات شاسعة في وادي النيل ، فقد اختفى الآن ولا ينمو إلا في مصر كنبات للزينة في بعض الحدائق ، وقد ساهمت عدة عوامل في انقراض نبات البردي papyrus. 

وهناك مصنع البردي في مصر  ؛ لملء البرك والمستنقعات لاستغلالها في زراعة محاصيل تقليدية أهم من البردى ، وكذلك للتخلص من الحشرات والآفات الضارة Harmful insects and pests التي تعيش وتتكاثر في هذه المناطق ، كما ساعدت طبيعة النيل في انقراضها. النبات؛ وذلك لأن الرواسب والطمي الذي يجلبه النهر خلال موسم الفيضان flood season يتسبب في امتلاء العديد من فروع النهر ، وبالتالي تقلص المنطقة الصالحة لنمو نبات البردي ، ومناطق انتشاره ، وبما أن المستنقعات مناسبة لنمو البردى فى مصر مناسب لنمو النباتات الأخرى مثل القصب والدايس والسومار   - وهى نباتات طفيلية Parasitic plants تمتد جذورها لمسافات أبعد من جذور البردى - فهي قادرة على القضاء عليها إذا لم تحصل على ما يكفي الرعاية والاهتمام. 

وتجدر الإشارة إلى أنه في فترات لاحقة فقد نبات البردي  bulrush أهميته الاقتصادية بعد ظهور بدائل أرخص حلت مكانه تدريجياً.

واستخدم المصريون نبات البردي papyrus في الماضي لأغراض عديدة منها ؛ صناعة الحبال والسلال والنعال والصناديق Manufacture of ropes, baskets, slippers and boxes. كما تم استخدام ورق البردي papyrus في صنع الحصائر بعد تقطيع السيقان إلى شرائح مناسبة. 

وكان يتم تقديم حصائر البردي أحيانًا كهدايا للآلهة ، كما تم استخدامها لتحضير البخور ؛ لأن الجذور والأجزاء السفلية من السيقان لها رائحة طيبة ، كما أن للنبتة فوائد طبية وعلاجية ، بما في ذلك تجفيف الجروح وتسكين آلام الأسنان ، فضلاً عن كونها مفيدة في وقف النزيف وعلاج نزلات البرد Stop bleeding and treat colds، لأنها صنعت قوارب للأثرياء وهواة الصيد لاستخدامها في صيد الأسماك والطيور في الأحراش والمستنقعات Hunting fish and birds in the bushes and swamps، ومطاردة التماسيح وأفراس النهر.