لغز الداليا السوداء : الجريمة الأكثر غموضا في التاريخ

لغز الداليا السوداء : الجريمة الأكثر غموضا في التاريخ

0 reviews

 

جريمة مر عليها أكثر من ستين سنة، ولازال الفاعل مجهولا، ولازالت الجريمة من دون حل، حيث أنه قبل أكثر من ستين سنة، عثر على شابة جميلة مقتولة بطريقة بشعة في لوس أنجلوس، وإلى اليوم لازالت تعتبر الجريمة الأكثر غموضا في التاريخ .

 

صبيحة اكتشاف الجريمة 

صباح يوم 15 يناير 1947، بولاية لوس أنجلوس الأمريكية، كانت السيدة بيتي بيرسينجر ذاهبة للتسوق على قدميها وهي تجر عربة طفلتها، حيث لمحت سحابة من الذباب مجتمعة في رقعة معينة، كان الأمر غريبا، مما أثار فضولها ودفعها إلى الاقتراب الأكثر من مكان تجمع الذباب. وعند اقترابها لمحت شيئا يشبه عارضة أزياء بلاستيكية مشطورة، اعتقدت في بادئ الأمر أنها عارضة أزياء بلاستيكية تكسرت فرماها صاحبها، لكن بعد أن اقتربت أكثر كانت الصدمة كبيرة، حيث تأكدت السيدة بيتي أن الجسم المشطور ليس مانكان مكسورة، وإنما إنسانة آدمية، مقتولة ومرمية عارية تماما وجسدها مشطور إلى قسمين.

كان المنظر رهيبا ومروعا، فقد كان الجزء العلوي للفتاة مشطورا وبعيدا عن الجزء السفلي، فيما كانت اليدين مقطوعة وموضوعة فوق الرأس، القدمين كذلك كانتا متفرقتين، فيما المرفقين محنيين بزاوية قائمة.

 

جثة مشوهة لفتاة ليل

كان المشهد بشعا للغاية، فقد كانت الجثة مشطورة ومشوهة بالكامل، والوجه كان مقطوعاً من زوايا الفم حتى الأذنين، حيث أن القاتل تعمد رسم ما يسمى ابتسامه " غلاسيكو " على وجه الضحية، لكن الأفظع من ذلك أن الجثة كانت مستنزفة تمام من الدماء، حيث كان واضحا أن القاتل قام بغسل الجثة تماما، فظاعة الجريمة لم تصل هنا، بل إن الجثة كذلك كانت تحتوي على العديد من الجروح العميقة في الفخذ والثدي، كذلك فإن الأمعاء كانت مطوية بشكل مرتب وموضوعة تحت الأرداف، مما يوحي بأن القاتل قتل الضحية بكل أريحية ولعب بها كما شاء. كانت الصدمة شديدة على السيدة بيرسينجر، التي اتصلت مباشرة بعد استيعابها للصدمة بقسم شرطة لوس أنجلوس.

 

إليزابيث شورت

 وصلت الشرطة إلى مكان الحادثة في تمام الساعة ال11  صباحا، حيث كان خبر الجثة المشوهة والمشطورة قد انتشر كالنار في الهشيم، لتنطلق قصة فصول الجريمة الأكثر غموضا في التاريخ والتي أطلق عليها اسم " الداليا السوداء " .

التحقيقات الأولية، أكدت أن الضحية هي فتاة ليل، تبلغ من العمر حوالي 22 سنة واسمها إليزابيث شورت، وقد ثم التعرف على الضحية بعد أن أرسلت بصماتها إلى مكتب التحقيقات الفيديرالي، حيث كانت قد اعتقلت سابقا في قضية سكر دون السن القانوني. 

إليزابيت كانت قد قدمت من بلدتها قاصدة هوليوود، وفي نيتها أن تتحول إلى نجمة سينمائية شهيرة، غير أنها لم توفق في الأمر، باستثناء ظهورها ككومبارس في أحد المشاهد في الفيلم الشهير " خرج ولم يعد "، لكن بعد فشلها في الشهرة والفن، سلكت طريق الانحراف وجني الأموال بطريقة سهلة، حيث أظهرت التحقيقات أنها كانت على علاقة بعشرات الرجال.

 

انطلاق التحقيقات في واحدة من أكثر قضايا الجرائم غموضا

كانت تحقيقات الشرطة على قدم وساق لفك خيوط هذه الجريمة الفظيعة، وفي نفس الوقت كانت كل وسائل الإعلام، قد تجندت للحصول على السبق الصحفي، فكانت لا تنام ولا تكل في محاولاتها لمعرفة كل جديد عن قضية مقتل إليزابيت شورت وتحقيق السبق الصحفي، حيث كانت كل المؤشرات توحي بأن القضية صعبة للغاية وجد معقدة .

ومن أغرب الأحداث التي وقعت في بداية التحقيقات، هو تلقى رئيس تحرير صحيفة لوس أنجلوس لمكالمة هاتفية من شخص مجهول، قال له فيها، بأنه سوف يرسل له  محتويات حقيبة يد إليزابيث عندما قتلت، وبالعفل فقد وفى المتصل بوعده، إذ بعث بطرد بريدي، كان يضم بالفعل محتويات حقيبة يد إليزابيث، مع رسالة كان مكتوب فيها: هذه ممتلكات " داليا ".  

والداليا هو اللقب الذي أطلق فيما بعد على إليزابيت شورت بعد مقتلها، والسبب هو أنها قتلت بعد مدة قصيرة من عرض فيلم الداليا الزرقاء، الذي كان قد حضي بشهرة كبيرة وقتها، حيث أن إليزابيت كانت معتادة على ارتداء ملابس سوداء، كما أنها بعد عرض الفيلم أصبحت تعلق وردة الداليا في شعرها الذي كان شديد السواد، ما جعل جميع معارفها يطلقون عليها لقب " الداليا السوداء ". 

وقد كان من ضمن المحتويات التي أرسلها الشخص المجهول إلى مدير تحرير جريدة لوس أنجلوس، دفتر عناوين أزيلت منه العديد من الصفحات، كان مدونا عليه أسماء العديد من الشخصيات المعروفة في هوليوود، غير أن الشرطة رفضت الكشف عن هذا الدفتر.

 

تعقد سير القضية

ذاع صيت الجريمة، التي حظيت بشهرة واسعة جدا، غير أن الشرطة والسلطات المعنية، واجهوا صعوبات كبيرة في معرفة القاتل، وما زاد من تعقيد القضية، هو أن الشرطة تلقت ما يفوق من 500 اتصال من أشخاص يزعمون أنهم القاتل الحقيقي للداليا السوداء، أغلبها من أشخاص كان همهم الوحيد هو الشهرة فقط.

لكن الشرطة تلقت اتصالات أكثر، من بعد ما ثم تخصيص مكافآت مالية مهمة، لأي شخص يفيد بمعلومات تقود الشرطة إلى القاتل الحقيقي إليزابيت شورت، حيث أنه وبعد إعلان المكافأة، تقدم المئات من الأشخاص باعترافات كاذبة، نفتها الشرطة جميعا فيما بعد، فيما تمت متابعة أصحابها فيما بعد بتهمة عرقلة سير العدالة.

 

أكثر من 700 محقق، بلا نتيجة

عمل في المراحل الأولى من القضية أكثر من 700 محقق، من شرطة لوس أنجلوس وإدارات أخرى تابعة لها، بحيث شمل البحث جميع المواقع المحتملة بأن اليزابيت قد مرت منها، أو ثم اقتيادها إليها. كما شمل التحقيق كذلك الكثير من الأشخاص، من معارف اليزابيت ومن الأشخاص الذين وردت أسماؤهم في دفتر العناوين الخاص بها، لكن دون جدوى.

  مرت السنوات، وأصبحت القضية باردة، وإلى اليوم لازال الفاعل مجهولا، حيث ثم افتراض أن الجريمة وقعت بمحض الصدفة، حين التقت " فتاة ليل " في وقت متأخر من الليل، غريبا مجرما، ليتم تسجيلها الجريمة الأكثر غموضا في التاريخ.

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

10

followers

6

followings

3

similar articles