هكذا انتقم هندي من شركة سيارات فاخرة
قبل أكثر من 100 عام، وقعت واحدة من أغرب قصص الانتقام في العالم، استمر تأثيرها وأثرها حتى بعد مرور كل هذه السنين، حيث أن ضحية الانتقام كان واحدة من كبريات شركات السيارات وأفخمها في العالم، إذ أنها تعرضت لسخرية عارمة عبر العالم، الحديث هنا هن العلامة البريطانية الشهيرة " رولز رويس " سيارة أثرى أثرياء العالم.
سفر مهراجا الهند إلى لندن وزيارته لمعرض سيارات رولز رويس
حدثت القصة سنة 1919، حين كان المهراجا الهندي جاي سينج، في رحلة استجمام في العاصمة البريطانية لندن، وكان المهراجا يحب أن يتجول أحيانا في شوارع المدن، مثل باقي عامة الناس، دون أي نوع من البروتوكول، من دون حرس أو موكب حتى لا تظهر مكانته الحقيقية للعامة.
وهو يتجول في الشارع، وجد المهراجا نفسه أمام أحد معارض السيارات الخاصة بشركة رولز رويس الفارهة، دخل إليه بنية معرفة سعر السيارات البريطانية الفاخرة، غير أنه وبمجرد دخوله إلى المعرض، اعتقد جميع العاملين هناك أنه مجرد هندي فقير يتسكع في شوارع لندن وسوف يضيع وقتهم لا غير، فعاملوه بطريقة مهينة جدا، وقاموا بطرده من المعرض، متوعدين إياه ألا يعود مجددا.
إهانة المهراجا من طرف عاملي الرولز رويس والتخطيط للانتقام
خرج المهراجا جاي سينج من معرض سيارات رولز رويس، دون أن يخبرهم أي شيء عنه، وبهدوء شديد، عاد إلى الفندق، وقد عزم على الانتقام بشدة من ماركة السيارات لرد اعتباره. أمر خدمه بالاتصال بمعرض سيارات رولز رويس، وإخبارهم بأن مهراجا الهند، سوف يقوم بزيارة المعرض بغرض شراء بعض السيارات، وهذا ما كان بالفعل.
توجه المهراجا إلى المعرض، رفقة حاشيته وموكبه الفاخر، وقد كان في انتظاره العاملون الذين أقاموا لأجله حفل استقبال رسمي فخم للغاية، يليق بمكانته الاجتماعية المرموقة، حيث حرص الجميع على إرضائه وعلى أن يكون مرتاحا في المعرض، وينال أفضل خدمة ممكنة. كان باستقباله مدير الشركة نفسه، مع كبار الموظفين والعاملين في الشركة، وقد اشترى بالفعل 10 سيارات رولزرويس جديدة.
كان في نية المهراجا الانتقام، على الخصوص من الموظفين الذين أهانوه وسخروا منه، لذا فقد اختارهم بالضبط حتى يشحنوا السيارات الـ10 التي اشتراها إلى بلده، وكان هذا هو شرطه الأساسي لإتمام الصفقة، استغرب مدير المعرض من هذا الطلب الذي رآه غريبا، لكنه طبعا وافق عليه .
انتقام شديد ورد اعتبار .. ثم اعتذار رسمي
وصلت السيارات إلى الهند، وحصل مالم يخطر ببال أحد، فقد أمر المهراجا خدمه بإنزال أسقف السيارات الرولز رويس العشرة، وأن يتم تحويلها جميعا إلى سيارات لجمع القمامة من الشوارع، أمام مرأى ومسمع الموظفين الذين أهانوه، وبالفعل ثم تحويل السيارات الفاخرة إلى سيارات جميع الأزبال، تجول الشوارع لجمع القمامة. مباشرة بعد ذلك، انتشر خبر تحويل سيارات رولز رويس الفاخرة إلى سيارات لجمع الأزبال في العالم، حيث كتبت عنه جميع الصحف العالمية، الأمر الذي اعتبر ضربة قوية وشتيمة موجعة في حق الرولز رويس وجميع العاملين بها.
تسبب الأمر، بإحراج كبير لعلامة السيارات الشهيرة، التي تقدمت بعدها باعتذار رسمي للمهراجا، واليوم وبعد مرور أكثر من 100 سنة على الحادثة، لازال التاريخ يتذكر هذه الواقعة.