سيدنا إبراهيم مع النار للاطفال
من أجمل الحكايات الاسلامية للاطفال والتي وردت في القرءان الكريم هي قصة سيدنا إبراهيم وخصيصاً قصّتهُ مع النار العظيمة التي أشعلها قومه ليحرقوهُ فيها، كان آزر والد سيدنا إبراهيم وقيل عمّه يعملُ نحّاتاً يصنع الأصنام ويبيعها لقومه ليعبدوها.
ورغم البيئة التي نشأ فيها سيدنا إبراهيم – وهي بيئةُ القوم الذي يعبدون الأصنام من دون الله – إلا أنّهُ لم يسجد لصنمٍ قط منذ أن ولد، فلقد آتاهُ الله عقلاً راجحا رشيداً منذ نعومة أظفاره.
وما أن أوحى الله الى سيدنا إبراهيم بالرسالة وأمره بالتبليغ ودعوة قومه، ذهب لأبيه آزر ودعاة بأرق أسلوبٍ وبأجمل عباراتٍ لترك عبادة الأصنام التي لا تسمع ولا تغني من الله من شيء، إلّا أن آزر قد رفض ذلك بشدة، وقال أنترك دين آبائي وأجدادي.
وهذا كان ردّ كل من دعاهُ سيدنا إبراهيم من قومه لعبادة الله الواحد القهّار، وذات يومٍ أراد سيدنا إبراهيم أن يثبت لقومه عجز تلك الأصنام عن عمل أي شيء وأنّها لا تنفع ولا تضر.. فكيف تُعبد من دون الله !؟.
وكان اليومُ يومُ عيد، فخرج القوم وبقي سيدنا ابراهيم، وذهب للمعبد وكسّر جميع الأصنام بفأسٍ ثم ترك أكبر تلك الأصنام ووضع الفأس على ظهره، وترك المعبد وخرج.
وكان هناك طفلٌ قد شاهد سيدنا ابراهيم وهو يدخل المعبد سرّاً، فلما عاد القوم من عيدهم وصدموا من هول ما رأوا، فسألوا بغضبٍ من يتجرّأُ على تكسير أصنامنا، فأخبرهم الغلام بأنّه شاهد إبراهيم وأنّهُ من فعل ذلك.
وجاء القوم سيدنا إبراهيم وسألوهُ قائلين : “أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم” فأجابهم سيدنا إبراهيم وغرضهُ هو إظهار عجز تلك الأصنام فقال : “بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون”.
وظهر عجزهم عن الرد ومعرفتهم بأنّه لا يُمكن للحجارة الكلام حيثُ قالوا : “لقد علمت ما هؤلاء ينطقون” وهنا نهرهم سيدنا إبراهيم فقال : “أفتعبدون من دون اللّه ما لا ينفعكم شيئاً ولا يضركم ، أفٍ لكم ولما تعبدون من دون اللّه أفلا تعقلون”.
وهنا ثار القوم ظنّاً بأنّ إبراهيم يسخر منهم ويستخف بعقولهم، فقالوا جميعاً : “حرّقوهُ وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين”.
وعلى الفور جمع القومُ الحطب الكثير وأشعلوا ناراً عظيمةً تصلُ لأميال، حتّى أن القوم طلبوا من واحدٍ منهم يسمّى “هيزن” أن يصنع لهم منجنيق ليلقوا به إبراهيم في النار لأنّهم لا يستطيعون الإقتراب منها لحرّها وكبرها.وربطوا سيدنا إبراهيم وأحكموا وثاقهُ ووضعوه في كفة المنجنيق وألقوا به، وهنا أتاهُ جبريل عليه السلام وقال : “ألك حاجة” فأجابهُ سيدنا إبراهيم عليه السلام : “أمّا منك فلا” فأمر الله بأن تكون النار برد وسلام على سيدنا إبراهيم.
قيل بأنّ سيدنا إبراهيم ظلّ بتلك النيران أربعين وقيل خمسين يوماً، لم يُصب سيدنا إبراهيم منها إلا العرق على وجهه وكان يمسحهُ جبريل عليه السلام، ولم تحرق النار إلا الحبال التي رُبط بها عليه السلام.
وتلك معجزةٌ خالدة من معجزات الأنبياء التي تثبت صدق رسالتهم وما أتوا به من عند رب السماء والأرض، فقال تعالى : (قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ * قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى? إِبْرَاهِيمَ * وَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ)، «سورة الأنبياء: الآيات 68 – 70».
حفظكم الله