الإوزة لوْزة "لوزة تتكلم وتضحك وتصفق .. وتطير"

الإوزة لوْزة "لوزة تتكلم وتضحك وتصفق .. وتطير"

0 reviews

    بطلة الحكاية إوزة: اسمها "لَوْزة" بتسكين الواو. الإوزة لوزة كانت عجيبة، وليست كأى إوزة؛ لأنها تستطيع أن تتكلم وتضحك، وتصفق. وتطير !. "نادر" الصغير صاحب الإوزة؛ جعل يدّخر من مصروفه يوما بعد آخر، وعندما اكتمل ثمنُها اشتراها. وكم كان سعيدا بإوزته؛ فهما يلعبان ويمرحان معا ولا يفترقان؛ خاصة في الإجازات وأوقات الفراغ. 

 منذ عرف "نادر" أنّ النظام أساس النجاح، وهو ينظم حياته ووقته. لم يتغيب عن المدرسة؛ حتى لا يفوته شرحُ الدروس ويذاكر أولا بأول ولا يؤجل عمل اليوم إلى الغد؛ كما أوصاه والده ومعلمه.. وأيضا كان يعرف "نادر" قيمة الوقت؛ ولذا كتب عبـارتين بخط كبير على ورق مصقول: "الوقت من ذهب، والوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك"، وعلقهما أمامه. وذات مرة تأمل "نادر" العبارة الأولى، وأخذ يفكر فى معناها ويقلبه في رأسه؛ ليتوصل إلى أنّ الوقت هو عمر الإنسان وكل حياته، وليس من ذهب كما تقول الحكمة، وقد تناقلتها الأجيال على مدى السنين !. ولذا قام بتغييرها إلى: "الوقت: الحياة". اشترى له والده "مُنبّها" على هيئة ديك، أسماه "ككوكو". يصيح "ككوكو" معلنا أوقات: الاستيقاظ، والمذاكرة، واللعب، والنوم.. وغير ذلك.

  كان "نادر" قد فرغ من المذاكرة وأداء الواجبات، حين صاح "المنبه" معلنا:

ـ الخامسة مساءا. كوكو كوكووووو. كوكو كوكووووو !. 

 انبسطت أسارير "نادر"هاتفا: 

ـ دقت ساعة اللعب. شكرا "ككوكو".

ـ لا, شكر. على. واجب.. فأنا. الميقاتى. السادسة. موعدنا. السادسة. 

موعدنا.

ـ ماذا ؟!. ساعة واحدة !. 

ـ بالتمام. والكمال. دون. زيادة. أو. نفصان. الامتحانات. يا عزيزى. ويوم. الامتحان. يُكرم. المرء. أو. يُهان. هأهأ. هأهأهأ. هأهأهأهأ !. 

  وما يلبث أن ينادي "نادر"؛ لعبته "الروبوت": 

ـ لعبتي. إوزتي. 

ـ أنا. فى. انتظارك. يا. صديقى.

ـ هيا نلعب ونمرح.. 

ـ بكل. سرور. سأطير. إلى. الحديقة. كاك كاك. كاك كاك.

ـ لا وقت يا إوزتي. فلنلعب في البهو. 

ـ خطأ. رتب. الكلمات. الآتية: "اللعب. مكان. الحديقة". هيا.

ـ حتى أنت يا إوزتي ؟!. الحديقة مكان اللعب. 

ـ صح. عشرة. على. عشرة. فلتلحق. بي. إلى. الحديقة. كااك. كااك !. 

  وعلق "نادر" بطريقتها":

ـ مُجبرٌ. أخاكَ. لا. بطل. هأهأ. هأهأهأ. هأهأهأهأ !. 

  ثم يرفع صوته: 

ـ إلى الحديقة.

  ويبدو أن الإوزة اختبأت، وراح "نادر" يبجث عنها: أين أنت يا إوزتي ؟! 

ـ أنا. هنا. يا. صديقى. 

  ويتلفت "نادر" من حوله:

ـ إنني لا أراك. 

ـ ابحث. عني. كاااك. كاااك !.

ـ أبحث عنك !. أ هذه لعبة ؟!.

ـ طبعا. لعبة. الإستخفاء.

ـ الإستخفاء !. 

ـ يعنى. الأستغماية. يا. جاهل بالألعاب. هأهأهأ. هأهأهأ !. 

  كانت "نسمة" الصغيرة أخت "نادر"؛ تراقب ما يحدث بين أخيها

 ولعبته، وفوجئ بها "نادر"، حين أصابتها نوبة من الضحك: 

ـ هاهاها. هاهاها. هاهاها. هاهاها !. 

  ولم يعلق "نادر" ويقول لإوزته:

ـ إنني لا أحب لعبة الاستخفاء هذه.

ـ لا. عليك. أ نلعب. المسّاكة ؟.

ـ المساكة لعبة سهلة. أنت رائعة !. فلنبدأ اللعب. 

  وتحلق الإوزة من حوله: 

ـ هيا. إلحق. بي. كاك. كاك.

ـ سألحق بك. وأمسكك. 

ـ هراء. هيا. كاااك. كاااك !. 

  ويحاول "نادر" أن يُمسك بالإوزة، ولكنها تُفلت من بين يديه بين ضحكها:

ـ هأهأهأ. هأهأهأ. كاااك. كاااك.

ـ ياه !. كدتُ أمسك بك و. 

ـ ولا. فى. الأحلام. كاااك. كاااك. كاااك. 

  ويكرر "نادر" محاولاته ليُمسك بالإوزة، ولكنه لا يسـتطيع ويُخفق في كل مرة. وعندئذ تدخل "نسمة" قائلة: 

ـ سألعب معك يا "نادر". 

ـ لا يا نسمة. إنها لعبتي. 

ـ لعبتك !. 

ـ أجل، وقد اشتريتها من مصروفي.

ـ أ تلعب وحدك ؟!. 

ـ نعم. ابتعدِي يا "نسمة". والعبي بلعبتك. 

ـ تعرف أنها كُسرت. 

ـ إشتر غيرها. 

  وانزوت "نسمة" في أحد الأركان، وعندئذ قالت الإوزة في نفسها:

ـ "نادر" ولد. أناني. يحب. نفسه. دون. أخته. سألقنه. درسا. 

  كانت الإوزة فوق غصن شجرة، ويطلب منها "نادر" أن يواصلا اللعب:

ـ هيا نلعب يا إوزتي. انزلِ يا إوزتي. 

ـ معذرة. صديقي. لن. أنزل. ولن. ألعب. معك. 

ـ وما السبب ؟!. هل أغضبتك ؟. 

ـ بالطبع. لأنك. تريد. أن. تلعب. وحدك.

ـ ولكنك لعبتي أنا. إوزتي أنا. 

ـ إنك. أناني. 

ـ أناني ؟!.

ـ أي. تحب. نفسك. فقط. وهذه. رذيلة. أى. صفة. سيئة. تذكر. أن. فريقان. يلعبان. بكرة. واحدة. صح ؟. 

  ويشرد "نادر" قليلا. يبدو أنه كان يرى بعين خياله فريقيْ كرة القدم، أو فريقيْ كرة السلة، أو كرة اليد أو. إنهم يلعبون بكرة واحدة. 

ـ فعلا. عندك حق يا إوزتي. 

   وتصفق الإوزة بجناحيها، بين تهليلها وصياحها:

ـ هيه. هيه. نجحت. نجحت !.

  وما يلبث أن يقدم "نادر" اعتذاره لأخته "نسمة":

ـ معذرة "سلمى". هيا نلعب معا. لعبة واحدة تكفي. 

ـ أشكرك يا "نادر". 

ـ بل اشكرِي. إوزتي. عفوا. أقصد. إوزتنا. لعبتنا. 

  وما تلبث أن تهتف الإوزة قائلة:

ـ عندئذ. أنزل. حالا. كاااااك. كاااااك !. 

  ثم تعود لتؤكد:

ـ إننى أحب كل الأطفال. 

  ويقول "نادر" في صدق: 

ـ ليت أن يأتي أصدقاؤنا ليلعبوا معنا. 

  ويفاجأوا بدخول "عصام" صديق "نادر"، بصحبة أخته "جودي" هاتفيْن: 

ـ نحن هنا !. 

  ويتهلل الأخَوَان: 

ـ هييه. هيييه. هييييه !. 

   كما تضحك الإوزة، وتصيح معبّرة عن فرحتها:

ـ هأهأهأ. هأهأهأ. كاااك كاااك !. 

ويسأل المعلم:

ـ أذكر أكثر من حكمة وردت بالقصة..

ـ أذكر عدد اللعبات بالكرة.

ـ ضع عنوانا آخر للقصة.  

                                                                                                                                                                    تمت 

                                                                                                                                                                                                                                                                                                       حمدى عمارة 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

18

followers

181

followings

1

similar articles