قصة القلب الابيض
✨ مقدمة القصة:
التسامح لا يعني أن ننسى ما حدث، بل أن نختار أن نُحب رغم الألم.
قصة « القلب الأبيض» تُعلّمنا أن الاعتذار والشجاعة في المسامحة هما طريق الصداقة الحقيقية والسعادة.
🌼 محتوى القصة:
في صباحٍ مشرقٍ بمدرسةٍ صغيرةٍ مليئةٍ بالبهجة، كان سامي يجلس في فصله يجهز ألوانه للرسم. كان يحب الفن كثيرًا، ودائمًا يشارك زميله عمر أقلامه وأفكاره الجميلة.
لكن في ذلك اليوم، حدث شيء لم يتوقعه.
بينما خرج سامي لملء زجاجة الماء، سقطت لوحته الجميلة على الأرض دون قصد، فمرت أقدام عمر عليها وتلطخت بالألوان. عندما عاد سامي ورأى لوحته، شعر بالضيق الشديد وقال بصوتٍ مرتفع: – “لقد أفسدتَ لوحتي! لم أعد أريد التحدث إليك!” حاول عمر أن يشرح أنه لم يقصد ذلك، لكن سامي كان غاضبًا جدًا ولم يسمع. جلس عمر حزينًا في مقعده، بينما شعر سامي في قلبه بوخزةٍ صغيرة من الندم، لكنه تجاهلها.
في اليوم التالي، جاء المعلم حسام إلى الفصل بابتسامة وقال: “اليوم سنتعلم درسًا جديدًا… ليس في الرسم، بل في الحياة!” ثم رسم على السبورة قلبًا أبيض وقال: “هذا القلب الأبيض مثل قلوبكم عندما تكونون طيبين ومتسامحين.” ثم أكمل يرسم خطوطًا رمادية وقال: “لكن عندما نغضب أو نجرح أحدًا، تظهر هذه العلامات في قلوبنا.” ثم نظر إلى التلاميذ وسأل:
– "هل يعرف أحدكم كيف نجعل القلب يعود أبيضًا؟"
رفعت سارة يدها وقالت: "بالاعتذار!"
وأضاف مازن: "وبأن نسامح بعضنا."
ابتسم المعلم وقال: "صحيح جدًا، التسامح مثل الممحاة التي تمسح آثار الحزن من القلب."
جلس سامي يفكر في كلام المعلم، ثم نظر إلى عمر الذي كان يرسم بهدوء. شعر بالخجل، فاقترب منه وقال: "عمر، أنا آسف لأنني غضبت منك بالأمس. لقد كنت أحب لوحتي كثيرًا، لكني كنت مخطئًا في كلامي."
ابتسم عمر وقال فورًا: "لا بأس يا سامي، كنت سأعتذر لك أيضًا. لم أقصد أن أؤذي لوحتك."
مدّ كلٌّ منهما يده للآخر، وضحكا كما كانا يفعلان دائمًا. شعر سامي بخفةٍ في صدره، كأن قلبه أصبح أبيضَ نقيًا كما رسمه المعلم حسام.
في نهاية اليوم، قال المعلم وهو يودّع التلاميذ: "من يسامح يمتلك قلبًا قويًا، لأن التسامح ليس ضعفًا، بل شجاعةٌ تجعلنا نعيش بسعادة."
عاد سامي إلى بيته وهو يقول في نفسه: "الآن فهمت… القلب الأبيض هو قلبٌ يعرف كيف يغفر."
ومنذ ذلك اليوم، أصبح سامي كلما غضب، يتذكر قلبه الأبيض، ويبتسم قبل أن يقول أي كلمةٍ قاسية. لقد تعلّم أن التسامح لا يُغيّر الماضي، لكنه يجعل المستقبل أكثر إشراقًا. 🌤️
💖 الهدف من القصة :
ان التسامح لا يعني أن ننسى ما حدث، بل أن نُحب رغم الخطأ. عندما نسامح، نصبح نحن أول من يشعر بالراحة والسعادة.
و قال الله تعالي في سوره الشورى الايه 40 ( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ) صدق الله العظيم
و عن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله" صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم .