قصة التاجر والعفريت
حكاية التاجر والعفريت
من حكايات زمان
لمّا تنقذ الأمانة صاحبها
كان يا مكان في قديم الزمان في تلك المملكه البعيده ، كان هناك تاجر من التجار كثير السفر ، اشتد عليه الحر فجلس تحت شجره واكل قطعه من الخبز ،وحبة تمر ثم رمي النواة على الأرض ، واذا بعفريت طويل القامه ، يقف أمامه وسيفه بيده ، اقترب من التاجر وقال له :ساقتلك كما قتلت أبي ، تسائل التاجر بحيرة : كيف ذلك أيها الجني؟ فقال له :لمّا رميت النواه ، أصابت عين والدي، وكان ماشيا ،فسقط على الأرض ، وكان في ذلك موته !!! اعتذر إليه التاجر، وقال : إن كنت قتلته فلم يكن ذلك عن قصد ، وأرجو ان تعفو عني!!!
ردّ الجني : لابد أن أنتقم منك ،فقال التاجر : اعلم أنّ علىّ دينا ، دعني أعود إلى بيتي، وأعطي لكل ذي حق حقه ، ثم اعود لك رأس السنه ، و أتعهد أمام الله ، اني اعود إليك ، والله على ما اقول وكيل.
أخذ الجني منه العهود والمواثيق ، وتركه، فرجع الرجل إلى بلاده وقضي جميع ما عليه من الديون ، واوصل الحقوق إلى أهلها ،وأخبر زوجته واولاده بما حدث مع الجني ، فحزنوا ، وقعد عندهم إلى أن أتم السنة ، ودع اهله وجيرانه ، ومشي إلى أن وصل الى ذالك البستان ، و بينما هو جالس يبكي حاله وينتظر العفريت ، اذا بشيخ كبير قد اقبل عليه ومعه غزاله مربوطه بسلسله ، سلم على التاجر وقال له ما سبب جلوسك هنا في هذا المكان وانت بمفردك ، وهو مكان ووادي للجان .
فاخبره التاجر ما حدث معه مع الجني ، فقال الشيخ : والله يا أخي لا اترك هذا المكان حتى اعرف ما سيحدث مع العفريت، جلسا يتحدثان، و إذ بشيخ أخر ، قد أقبل عليهما ومعه كلبان من كلاب الصيد لونهما اسود ، فسألهما عن سبب جلوسهما في هذا المكان ، فاخبراه القصة، و لما جلس معهما حتى اقبل عليهما شيخ ثالث ومعه بغل، فسلم عليهم ، وسألهم عن سبب جلوسهم في هذا المكان ، فاخبروه ، بالقصّةوبينما هم كذلك اذا طلع عليهم دخان كثيف وظهر تحتها الجنّي، و لما هم بقتل التاجر ،قام الشيخ الأول صاحب الغزالة ، وقال له يا تاج ملوك الجان ، اذا حكيت لك حكايتي مع هذه الغزالة وأعجبتك هل تهبني ثلث دم هذا التاجر ؟ أجاب الجني : هات ما عندك وسنرى !!! فقال الشيخ هل رأيت تلك الغزالة؟ اعلم انها أبنة عمي ، وكنت قد تزوجت منها وهي صغيره السن، و عشت معها 30 سنه ، ولم أرزق منها بولد ، فتزوجت أخرى ورزقت منها بولد ذكر كانه البدر ، ولمّا أتم أبني 15 سنه من عمره ، ذهبت في تجاره ، و كانت بنت عمي قد تعلمت السحر منذ صغرها ، فسحرت أبني وحولته إلى عجل ، وسحرت أمّه بقرة ، وسلمتهم إلى الراعي ، و لما عدت من السفر سألتها عن ابني وامّه .
فقالت لقد هربا معا، ومر على غيابهما سنه ، ولما جاء عيد الأضحى طلبت من الراعي أن يعطيني بقرة سمينه ، لأذبحها فجائني بزوجتي التي سحرتها بنت عمي ، ولما هممت بذبحها اخذت تتصرف بغرابة، فأعطيتها إلى الراعي ليبيعها ، وطلبت منه عجلا بدل منها ، فجاءني بأبني المسحور ، وصار العجل يبكي فرقّ قلبي ، وقالت أبنة عمي : لابد من ذبح العجل ، ولكني وهبته له ولم أذبحه ، وفي اليوم التالي أقبل الراعي علي وقال: يا سيدي اني ساقول لك شيئا وأبشرك خيرا .
أجبته :قل أيها الرّاعي، ما هي البشارة ؟ قال : لي بنت تداوي من السحر ، لما وهبتني العجل أخذته معي وذهبت لرؤيتها في بيتها فلما دخلت عليها وهو في يدي ،نظرت إليه ،وبكت ثم ضحكت ، وقالت: كيف تدخل على ومعك رجل غريب؟ فتعجبت من كلامها ، فقالت لي أن هذا العجل ، ابن التاجر ، ولكنه مسحور ،وأخبرني أن زوجة أبيه هي من سحره هو وامه هذا سبب ضحكتي ، وسبب بكائي من اجل أمه التي بعتها ،وقد جئت اليك لأعلمك بالخبر يا سيدي !!!
فلما سمعت ايها الجني كلام هذا الرّاعي، فرحت جدا ، واتيت داره و،قابلت بنت الراعي ، وقبلت يدي ،وجاء العجل إلي وتمرّغ في ملابسي كما يفعل الابناء ، وسألتها : أحقا ما تقولين ؟ قالت: نعم يا سيدي، انه ابنك ، فقلت لها : إن خلصتيه لك عندي ما تريدين من المواشي والاموال ، فتبسّمت، وقالت يا سيدي: ليس في رغبه في المال الا بشرطين الاول ، أن اتزوج أبنك ، والثاني أن أسحر زوجتك حتى تتّقي شرها ، فلمّا سمعت أيها الجني كلام بنت الراعي ، وافقت على ما طلبت ، واما بنت عمي ، فأتركيها لي الإختيار لأحولها للحيوان الذي أريد.تكملة القصه فى العد الثاني