التاجر والعفاريت الجز الثاني

التاجر والعفاريت الجز الثاني

0 المراجعات

فلما سمعت كلامي احضرت بعض الماء وقرأت عليه بعض الكلمات ، ثم رشته على العجل وقالت له : ان كان الله خلقك عجل فأبق علي هذه الصّوره ، وان كنت مسحورا فعد الى خلقتك الأولى، وبلطف الله صار العجل انسانا ، فقلت له : بالله عليك يا ولدي احكي لي ما صنعت بك إبنة عمي أنت وأمك ، ولما أتم كلامه شعرت بالحزن وطلبت من ابنة الراعي أن تسحرها غزاله ، وجئت الى هنا فرأيت هذا التاجر ، وجلست معه .
قال العفريت : هذا حديث غريب واعجبتني فلك ثلث دم التاجر، عند ذلك تقدم الشيخ الثاني صاحب الكلبين السود ، وقال : يا سيدي ملك ملوك الجان ، لقد كان لي أخوان ، وأنا ثالثهم، مات والدي، وترك لنا ثلاثة آلاف دينار ، ففتحت دكان للتجارة ، لأبيع فيه وأشتري ،وبدد أخواي ميراثهم ، وغبت سنه للتجارة وكثر مالي ،لما عدت وجدتهما فقيرين ،وكنت ألبسهم أغلى الثياب وأعطيهم أفخم الطعام ،وعزمنا على ركوب البحر للتجارة ، وفي أحد البلدان صادفنا جاريه جميلة جدا ،أحبتني من دون أخواي ،لكنهما غارا مني،وإتفقا على قتلي عندما نركب السفينة وجعلي في كيس ،و الرمي به في البحر وأخذ مالي والجارية .
أحسست بنفسي في الماء وبدأت أغرق لكن الجارية كانت عفريته ، وحملتني الى جزيره نائية ،ولما أفقت أخبرتني بما حصل ، وأنها تريد عقابهم، فرقّ قلبي لأخوتي ، وقلت لها إني أسامحهم ، أحد الأيام عدت إلى داري فوجدتهم قد سكناها وأخذا دكّاني وتجارتي ،وأطرداني ،فجلست على حائط داري و بكيت على حظي ولما مسحت دموعي وجدت هذين الكلبين مربوطين ، فلما رأوني بكيا وتعلقا بي ، وجاءت الجارية، وقالت :هذان أخواك أبناء أمك وأبيك، وكنت في طريقي ، و رايت هذا التاجر ، فجلست معه، وهذه قصتي ، قال الجني : حكايه عجيبه ، لقد وهبت لك ثلث دم الرجل .وهنا تقدم الشيخ الثالث صاحب البغله ، وقال الى الجني : انا احكي لك حكايه اعجب من حكايه الأثنين ، يا سيد ملوك الجان ، إن هذة البغلة كانت زوجتي ، سافرت وغبت عنها سنه كامله ، وعندما عدت من سفري وجئت اليها في الليل ، رأيت رجلا في البيت ، ولما رأتني أتت بكوب ماء ، فتكلمت عليه ، وقالت اخرج من هذه الصوره الى صوره كلب ، ورشّتني بالماء، فطردتني من البيت ، همت على وجهي وجعت حتى وصلت الى دكان جزار ، فتقدمت من صاحب الدكان فاعطاني عظمة ،و اخذني معه إلى منزله .
دخلت بيت الجزار ، فلمّا رأتني إبنته ، أعجبتها ،فصارت تطعمني وأبيت بجوارها ،وذات يوم وذات يوم ذهبنا للغابة القريبة وجمعت فطرا ،ولما رجعت طبخته ،ووضعته فوق الطاولة ،فاشتهيته ،وأكلت منه ،فلمّا رأتني ضحكت ،وقالت أمرك عجيب ،لقد زال وبرك وأصبح جلدك ناعما وذيلك قصير ،نمت عند ساقيها كعادتي ،وفي الصّباح ،لما نهضت من النوم وجدتها تنظر لي بدهشة و،تسألني من أنت، وأين الكلب ،قلت لها أنا هو وقد أزال فطر الغابة عنّي السّحر
حكيت لها قصتي فتعجبت ولمّا رجع أبوها عرفني ،وقال حمدا لله على سلامتك وطلقت تلك المرأة ، وتزوجت إبنة الجزار ، وقلت له أريد أن أنتقم فدلني على ساحر أعطاني سحر وضعته في لحم ،حملته رجل لإمرأتي وعشيقها فلما أكلا منه أصبحا بغلين ،لما رأت حالتها أصبحت تبكي فتركتها معي شفقة عليها فلما فرغت من القصة ، اذا الجني يقول :يا لها من قصة عجيبة !!! سوف أهبك ثلت دم التاجر الباقي ،
وبعدها رحل العفريت وهو يقول : إن دم التاجر في يديكم أنتم الثلاثه وتركهم ورحل ، وهنا فرح الشيوخ الثلاثة، وقالوا له :لقد أرسلنا الله لما عرف أمانتك ،وأنك أوفيت بعهدك ، ورضيت بقدرك

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

19

متابعين

18

متابعهم

75

مقالات مشابة