professional members
Mohamed Elyamany Vip user hide earnings
Ahmed Adel Vip Founder user hide earnings
اسلام ابراهيم Vip user hide earnings
the most profitable subscribers this week
Ahmed Adel Vip Founder user hide earnings
Mohamed achieve

$6.03

this week
chandipa-dz user hide earnings
Azezasayed user hide earnings
رمزي الجرنه user hide earnings
noor owda achieve

$2.13

this week
MUSTAFA Hatam achieve

$1.99

this week
Mofarh achieve

$1.68

this week
mohamed achieve

$1.47

this week
Mohamed Elyamany Vip user hide earnings
العرافة - قصة خيال علمي

العرافة - قصة خيال علمي

 سأل " إمجي " صديقه " أوو" و هما يتمشيان على قارعة الطريق في أمسية يوم خريفي : " هل رأيت الفيلم الوثائقي الذي يتحدث عن حياة الديناصورات ؟ لقد عرض في التلفاز ليلة البارحة " ، رد عليه أوو قائلاً باندفاع : " أجل رأيته ، و كيف أفوت فيلماً كهذا ؟! لقد كان رائعاً حقاً ! شعرت أنني سافرت عبر الزمن إلى العصر الطباشيري " كان أوو متحمساً دائماً و يهوى المبالغة في الوصف ، و على الرغم  من إدراك إمجي لهذا الأمر ، إلا أنه قد وافقه الرأي تماماً بشأن روعة الفيلم الذي شاهداه . هبت نسمات الهواء العليلة التي ترطب الجو ، فاهتزت أفرع الأشجار الكبيرة التي تحف الجانب الأيمن من الطريق ، ملتصقة بالمنازل و النوافذ و متعلقة بالأسقف ، في حين كان الجانب الآخر من الطريق خالياً من تلك الخضرة و النباتات الكثيفة ، لا ترى فيه إلا بعض الأبنية القديمة و المتاجر المغلقة ، كان إمجي يوجه تركيزه إلى الجانب الأيمن و هو يقول بتأمل في أفكاره : " ما يجعلني أشعر بالحيرة  هو كيف عرف العلماء كل ذلك عن الديناصورات بمجرد عثورهم على بعض العظام المتهالكة ؟ كيف تمكنوا من فهم طبيعتها و فهم حياتها و إدراك العصر الذي عاشت فيه بل و طريقة حياتها أيضاً ؟ عندما تشاهد فيلماً وثائقياً عن الديناصورات ، فإنك تشعر بأن العلماء قد عثروا على دفتر مذكرات قديم لديناصور في ذلك الوقت  ، و قد أخبرهم ذلك الديناصور بكل شيء يتعلق بحياته و العصر الذي عاش فيه ، و لكنك تتعجب حين تدرك أن كل ما يعرفه العلماء عن الديناصورات قد تأتى فقط من هياكلها العظمية الرثة و أحافيرها " صمت إمجي و هو ينتظر رداً من أوو ، فتحدث الأخير قائلاً : " ما من شيء يدعو للعجب ، فالعلماء لديهم كل ما يجعلهم قادرين على فهم الطبيعة و خفاياها "

 لم تكن إجابة أوو دقيقة للغاية ، فسأله إمجي مستفسراً : " تقصد أن لديهم أسلوباً في ربط المعلومات و الآثار التي يعثرون عليها ببعضها البعض ، و من ثم استنتاج شيء ما ؟ "

لكزه أوو في كتفه و قال بسذاجة : " لا أيها المغفل ، بل إن لديهم قدرات خارقة و عجيبة ، و لهذا يستطيعون إدراك الأشياء التي يعجز عن إدراكها البشر العاديون أمثالك " أدار إمجي رأسه بامتعاض و تمتم قائلاً : "أنا الملام ،ما  كان علي أن أطرح سؤالاً معقداً كهذا على أحمق مثلك " و حين كانا يواصلان السير ، أبصر أوو على الجانب المقابل مبنى صغيراً و قديماً ، و قد علقت عليه لافتة كتب عليها بخط عريض و واضح ( العرافة سوزي ) ، شد صديقه من قميصه و قال بحماس : " يا فتى ، هل ترى ما أراه ؟ " توقف إمجي و حدق عن كثب إلى حيث يشير أوو ثم رد عليه بلا مبالاة : " إن كنت تعني هذا المبنى المتهالك المتداعي ، فنعم أستطيع رؤيته ، و لكن ما الذي يثير اهتمامك فيه إلى هذا الحد ؟ " أجاب أوو قائلاً  و أعينه تلمع تشويقاً : " انظر إلى اللافتة الكبيرة ، إنها تقول أن هذا المكان مخصص لعرافة ، لم يسبق أن تعاملت مع عراف حقيقي من قبل ، ما رأيك أن ندخل و نجرب الأمر ؟ أرجوك "  لم يكد أوو ينهي حديثه حتى تندت ضحكة ساخرة من إمجي و أتبعها بقوله : " عرافة ؟ إن كنت تعتقد أنني قد أدخل معك إلى مكان كهذا ، فلابد أنك قد فقدت عقلك تماماً يا صاحبي ، أنا لا أتعامل مع هؤلاء المخادعين الدجالين " و لم يكف أوو عن محاولة إقناع إمجي و الإلحاح عليه كثيراً ، حتى وافق الأخير على مضض أن يدخلا معاً إلى مبنى العرافة ، الذي كان يتألف من غرفة ضيقة و مظلمة ، و ما إن خطوا أولى خطواتهما إلى الداخل حتى سمعا صوتاً مفاجئاً يصيح باندفاع : " مرحباً بكم في وكر العرافة سوزي ! " انتفض كل منهما مذعوراً بما سمعه ، كان صوتاً غليظاً و عالياً بالرغم من أنه بدا كصوت امرأة ، و لما التفتا إلى مصدره تمكنا من رؤية امرأة ترتدي عباءة سوداء و برقعاً خفيفاً ، و كانت تجلس إلى طاولة صغيرة عليها كرة زينة بيضاء و أباجورة خافتة الإضاءة ، و على طرفها يقبع صندوق خشبي مغلق ، أخذ أوو أنفاسه برهبة و خوف ، و قد سرت في أنحاء جسده قشعريرة غريبة ، بخلاف إمجي الذي هز كتفيه استهانة و لا مبالاة ، ثم اقتربا من العرافة ، و ما إن وصلا إليها حتى سألتهما بنبرة بطيئة و ثقيلة : " ماذا تريدان أيها الشابان ؟! لما دخلتما إلى مقر العرافة سوزي ! " رد عليها إمجي باستهزاء : " المعذرة ، أنا لا أدري ، ألا يفترض أنك العرافة هنا ؟ ألست على علم بكل شيء ؟ " دهس أوو على قدم صديقه بتوتر و همس له قائلاً : " يا رجل ، لا تتصرف بوقاحة فقد تؤذينا " أجابه إمجي بخفوض مماثل : " دعني و شأني ، سأكشف لك كذب هذه المرأة المخادعة " و ما إن أتم جملته حتى عاد بتركيزه إلى العرافة و خاطبها قائلاً بتحد : " انصتي يا أختاه ، إن كنت عرافة كما تزعمين فأخبريني ما لون الجورب الذي أرتديه تحت حذائي الطويل ، خمني لونه و سأقر الآن بأنك عرافة حقيقية "  رفعت المرأة سبابتها فوراً و أشارت إلى إمجي  قائلة بنبرة لا تخفي الانزعاج : " أرى أنك تهزأ بي أيها الشاب ، هل تشك في قدراتي ؟ " ضحك إمجي ضحكة صامتة و ساخرة اهتزت لها أكتافه العريضة ،  و من ثم رد عليها متهكماً : " قدرات ؟ أتقصدين قدراتك الفائقة في الكذب و خداع الحمقى ؟ " شهق أوو بخوف من جرأة صديقه و قال ليلطف الأجواء : " أنا آسف سيدة عرافة ، تجاهلي صديقي فهو مجنون و لا يعني أياً مما قاله ، إنه يهلوس لا غير " دفع إمجي أوو و قال بعنف : " لست مجنوناً و لا مهلوساً ، و أؤكد لك بأنني أعني كل ما قلته أيتها المرأة ، و أتحداك أن تثبتي لي خلاف ذلك " ، كان من الواضح أن العرافة قد شعرت بالإهانة من أسلوب إمجي و سخريته منها ، فقد  لمعت عيناها المكحلتان لمعاناً يعبر عما في جوفها من غضب و استياء ، امتدت يداها تجاه الصندوق الخشبي و فرغته على الطاولة أمامها ، و قد كان يحتوي على بطاقات ورقية كتبت عليها أرقام و أعداد ، رتبتها المرأة باصطفاف فبدت واضحة تحت ضوء الأباجورة الخافت ، و ما إن انتهت من ذلك حتى رفعت رأسها و خاطبت إمجي بحدة : " اختر عدداً من بين هذه الأعداد المرصوفة قبالتك ، و سأخبرك حالاً بكل ما يخص حياتك ، ميولك ، مسكنك ، و العائلة التي تنتمي إليها ، سأخبرك بكل شيء عنك أيها الشاب ، هل تقبل هذا التحدي ؟ " ، اقترب إمجي أكثر و أسند يده على الطاولة ثم رمق البطاقات بنظرة استهتار و قال : " حسناً ، سأقبل هذا التحدي السخيف فقط كي أثبت لصديقي الساذج أنك مخادعة " تسمر قليلاً ليقرر الرقم الذي يود اختياره ، ثم تحدث بعدها ليقول : " اختار العدد اثني عشر" ساد الصمت لدقائق ، انتظر خلالها كل من إمجي و أوو رداً من العرافة ، و لكنها أغمضت عينيها و ظلت صامتة و مستكينة و لم تنطق بكلمة  ، و بقي الوضع على ما هو عليه لفترة من الزمن ، فشعر إمجي بالضجر و قال : " أيتها الآنسة ، هل غفوتي أم ماذا ؟ " لم ترد العرافة و ظلت على ما هي عليه من صمت و سكون ، فشد إمجي صديقه أوو من ذراعه و قال له : " أرأيت ؟ أخبرتك بأنها مجرد مخادعة ، إنها تحاول التفكير في كذبة سخيفة ترويها لنا ، هيا بنا لنذهب و لا نضيع المزيد من الوقت " ، مع أن أوو كان متحمساً للفكرة في البداية ، و لكنه قد مل مثل صديقه تماماً ، و سارا معاً ليغادرا المكان ، و حين كانا على وشك الرحيل سمعا المرأة تقول بصوتها الغليظ : " إلى أين ستذهب أيها الشاب ؟ إلى منزلك الذي يقع في الدور الثالث في العمارة الثانية على يسار شارع تيبل الرئيسي ؟ "         صعق كل من الشابين ، و بدا إمجي على وجه الخصوص و كأن أحداً قد سكب فيه دلو ماء بارد ، فقد وصفت له المرأة عنوانه بدقة ، تبادل هو و رفيقه نظرات مليئة بالرعب و الخوف ، اقترب إمجي بعدها من العرافة و تمتم بتعجب : " و لكن كيف ؟ كيف عرفتي أين أعيش ؟ هل كنت تراقبينني قبل الآن ؟ " ردت عليه بثقة و بشيء من الشماتة : " مالك تبدو مذعوراً هكذا ؟ إنني أعرف عنك أكثر من هذا بكثير "  أدارت كرتها الزجاجية اللامعة ، و من ثم أردفت قائلة : " أعرف أنك تنتمي إلى عائلة عريقة و معروفة ، إنها عائلة القلويات الأرضية ، و أنت الابن الثاني لهذه العائلة ، و لديك خمسة إخوة يشبهونك كثيراً ، كل منهم يعيش في دور مخصص له في عمارتكم التي تتألف من ستة طوابق ، ألست محقة ؟ " كانت مقلتا إمجي تتسعان أكثر مع كل كلمة تبوح بها المرأة ، و كانت نبضات قلبه تزداد تسارعاً ، ضحكت منه و هي تتأمل منظره ، ثم قالت بخيلاء : " هل صدقتني الآن ؟ دعني أخبرك بشيء آخر أعرفه عنك ، إن لديك ميولاً فلزية صرفة ، و هذا ما يجعلك دائماً تبحث عن أصدقاء من اللافلزات كي تقضي الوقت معهم ، لأنك ترى أنهم يختلفون عنك و يضيفون إليك خبرات جديدة ، و أنت تغار من النيون غيرة فاحشة و تسعى بكل الطرق لتصبح مثله ، إنه غريمك و مثلك الأعلى في الوقت ذاته ، وليس غريباً عليك أن تغار من الآخرين و تسعى دائماً لوضع أفضل ، فأنت نشط و غيور بطبعك الذي جبلت عليه ، أليس كذلك أيها الماغنسيوم ؟ أو دعني أقل إمجي " أنهت العرافة حديثها الذي سكبته كتيار كهربائي اخترق جسد الفتى المسكين و عقله ، كان واجماً كالتمثال مع ملامح تصف ذعره و خوفه ، و لا يلام الفتى على كل ما أبداه من صدمة و استغراب ، فلم يكن معتاداً على أن يقابله غريب و يحكي له كل شيء عن نفسه و يفضح جميع أسراره ، و لم يكن صديقه أقل رعباً منه ، أخرج إمجي محفظة من جيبه و وضعها على الطاولة ، ثم أطرق رأسه بخجل و قال مخاطباً العرافة : " لا أعلم كيف عرفتي كل ذلك عني ، و لكن الاتفاق هو الاتفاق ، أنا آسف على سخريتي منك ، أيتها العرافة الحقيقية " ، و بعد أن اعتذر إمجي انصرف هو و أوو ليتركا العرافة لوحدها ، وحينما تيقنت من مغادرتهما ، قامت بجمع البطاقات و وضعها في صندوق الأعداد الذرية ، ثم أزاحت كل شيء من على الطاولة ، فيما عدا الأباجورة الخافتة ، انحنت و فتحت بعض الأدراج لتخرج منها كومة أوراق و كتباً ثقيلة ، ثم ارتدت نظارة طبية و انكفأت على قراءة الكتب بتمعن و تركيز ، لم تكن سوزي عرافة في حقيقة الأمر ، بل إنها كانت عالمة .

comments (0)
please login to be able to comment
similar articles
...إخلاء مسئولية: جميع المقالات والأخبار المنشورة في الموقع مسئول عنها محرريها فقط، وإدارة الموقع رغم سعيها للتأكد من دقة كل المعلومات المنشورة، فهي لا تتحمل أي مسئولية أدبية أو قانونية عما يتم نشره.