قصص قبل النوم للأطفال ( الجزء الاول )
القصص وسيلة تعليمية وتربوية وترفيهية للأطفال
يستمتع كثير من الاطفال الأطفال بالاستماع إلى القصص الجميلة المسلية قبل النوم، وتمتاز هذه القصص بأنها نوعاً من الأدب الفني الرائع ، يُستوحى من الواقع أو الخيال، وتعتبر هذه القصص وسيلةً تعليميةً وتربوية وترفيهية ممتعةً ومسلية للأطفال، تغرس فيهم القيم الاخلاقية والنفسية والسلوكية وتساعدهم في بناء شخصيتهم ، وتوسع آفاقهم العقلية، وتعزز قدراتهم على التخيل والتفكير الابداعي ، في هذا المقال سوف نذكر قصتين من قصص الأطفال الجميلة والممتعةوالتى تصلح في أي وقت خاصة قبل فترة النوم .
قصة القنفذ الطيب والحيوانات الصغيرة
في قديم الزمان كان هناك قنفذٌ صغيرٌ طيب يعيش في غابةٍ جميلة وكان اسمه قنفود، وكان يحب اللعب دائما مع الحيوانات، إلّا أنّ الحيوانات كانت تخاف من اللعب معه، فظهره مليءٌ بالاشواك التي تؤذي الحيوانات عندتقترب من القنفذ الصغير، فمرة يثقب كرة أرنوب حين مشاركته في اللعب بها، ومرة أخرى يؤلم يد السلحفاة حين يمسك بها للسير معا في الغابة وفي يوم من الأيام قرّر القنفذ الصغير أن يدخل بيته وألّا يتركه أبداً لأنّه يحب أصدقاءه جداً ولا يريد أن يؤذيهم بأشواكه، مرّ ثلاثة أيام والقنفذ مختبئ في بيته لا يرى أحداً من اصدقائه ، سألت الحيوانات عن سبب اختفاء قنفوذ ، وحين عرفوا السبب قرّروا إحضار هديةجميلة له كمفاجأة . اجتمع الأصدقاء وأحضروا لقنفود هدية رائعة وذهبوا بها إلى بيته، وعندما طرقوا الباب فتح لهم ودموع الفرح تملأ عينيه، ابتسم الأصدقاء وطلبوا منه أن يفتح الهدية، فتح قنفود الهدية لكنّه لم يجد غير قطعاً صغيرة من الفَلِّين، فلم يفهم ما هذه الهدية الغريبة ! اقترب الأصدقاء جميعاً وأخذوا يضعون هذه القطع على الأشواك الموجودة على ظهر قنفود حتى غطوها كلها وحضنوه بقوّة وحب، ثم اسرع قنفود والأصدقاء للعب في الغابة دون خوف من الاشواك مرة اخرى ؛ فالصداقة أقوى من أن تغلبها أيّة مشكلة.
قصة الغرابين الخاسرين
في غابة جميلة مليئة بالاشجار العالية والازهار الملونة الرائعة سمعت الحيوانات صوت عراك بين غرابين واقفين على فرع شجرة عالِية، فجاء الثعلب المكّار وحاول أن يفهم ما سبب الخلاف بين الغرابين ، اقترب الثعلب أكثر وسأل الغرابين: ما ذا حدث أيها الغرابان؟ فقال أحدهما: اتفقنا على أن نتشارك معا قطعة الخبز هذه بعد قسمتها بالتساوي بيننا، لكنّ هذا الغراب الأحمق يحاول أخذ ما يزيد عن نصيبه، فابتسم الثعلب قائلا : ما رأيكما في أن أساعدكما في حل هذه المشكلة؟وأقسم قطعة الخبز بينكما بالتساوي؟ نظر الغرابان إلى بعضهما ووافقا على فكرة الثعلب، وأعطياه قطعة الخبز، فقسم الثعلب قطعة الخبز الى قسمين ولكنه توقف وقال: يا إلهي لقد أخطأت في قسمتها، فهذه القطعة أكبر من تلك، سآكل من القطعة الكبيرة قليلاً حتى تتساوى القطعتان معا ، فالعدل هو الأساس في الحكم ، وأكل من القطعة الكبيرة قضمة كبيرة حتى أصبحت أصغر من الأولى، فاعتذر الثعلب للغرابين على خطئه وقرّر أن يأكل من القطعة الأولى حتى تصبح القطعتين متساويتين في الحجم فهذا هو الحل الوحيد الان ، وظلّ الثعلب على هذه الحال يقسم القطعتين بشكل غير متساوِ عن قصد مرة بعد مرة ، ثمّ يأكل من قطعة فتصبح أصغر من الأخرى وهكذا في كل مرة حتى أكل الثعلب قطعة الخبز كاملة كماكان يخطط، ثم جرى من الغرابين هارباً، وهنا تعلّم الغرابان شيئا مهما وهو أهمية محاولة حل مشكلاتهما بنفسيهما دون طلب مساعدة من أحد.
بقلم ذ / مصطفى محمد
