قصص قبل النوم للأطفال ( الجزء الثالث )

القصص ليست وسيلة للتسلية فقط   

تعتبر القصص من الوسائل التربوية السليمة في تعليم الاطفال السلوكيات الصحيحة النافعة بطريقة جاذبة ومفيدة 

قصة العصفور والفيل   

يحكى ان في قديم الزمان كان هناك غابةٍ بعيدةٍ مليئةٍ بالأشجار العالية الجميلة، والحيوانات الكثيرةوالازهار الملونة ، عاش عصفورٌ صغيرٌ مع أمّه وأخواته في عشٍ صغيرٍ مبنيٍّ على إحدى الأشجار العالية، وفي أحد الأيام ذهبت العصفورة  للبحث عن طعامٍ لأبنائها الصغار الذين لا يقدرون على  الطيران، وأثناء غيابها عن العش هبت رياحٌ شديدةٌ هزت العش وحركته بشدة ، فوقع العصفور الصغير على الأرض. ولم يكن العصفور الصغير قد تعلم الطيران ، فبقي في مكانه  على الارض خائفاً ينتظر عودة أمّه، وفي أثناء ذلك جاء بجانبه  فيلٌ طيّبٌ يمشّى في الغابة بفرح، ويضرب الأرض بأقدامه الكبيرة، ويُغنّي بصوتٍ مرتفع  أحس العصفور المسكين  بالخوف الشديد، وحاول الاختباء من الفيل، إلّا أنّ الفيل رآه، فقال له الفيل الصغير الطيب : "هل أنت بخيرٍ أيها العصفور الصغير الجميل؟ هل سقطتَ من  هذه الشجرة؟" ولكنّ العصفور كان خائفاً جداً فلم يستطع أن يُجيب  على سؤال الفيل، وكان يرتعش بشدّة من الخوف والبرد، فحزن الفيل على حاله  وقرر إحضار بعض أوراق الشجر ووضعها حوله كي يدفئه. وبينما هم على هذا الحال حضر  ثعلبٌ مكّارٌ ورأى الفيل يتكلم مع العصفور ثم يذهببعيد ليحضر له ورق الشجر ، فاقترب  الثعلب من العصفور عند ذهاب الفيل بعيدا ، وسأله: "لماذا أنت هنا على الأرض يا  صديقى الصغير؟" أخبره العصفور الصغير أنّه وقع  من عشه، قال الثعلب المخادع : "إنّني أعرف مكان عشك أيها العصفورهيا بنا نذهب اليه ، ولكن عليك في البداية أن تتخلص من هذا الفيل، فهو حيوانٌ شرير ويريد أن يقتلك ". في هذه اللحظة عاد الفيل الطيب وهو يحمل الأوراق، فابتعد الثعلب واختبأ خلف الأشجار يراقب العصفور الصغير ، وضع الفيل الأوراق حول العصفور، والذي كان يشعر بالدفء، ثمّ قال العصفور للفيل: "أيها الفيل الطيب، أنا أشعر بالجوع، أيمكنك أن تحضر لي  الطعام؟" كانت هذه فكرة العصفور لإبعاد الفيل عنه حتى يستطيع الثعلب إعادته إلى أمه وإخوته، فالفيل كبيرٌ  وشكله مخيفٌ جداً، أمّا الثعلب فإنّه يبدو طيباً، ويمتلك فرواً ناعما  وله ألوان رائعة، ردّ الفيل: "بالتأكيد أيها العصفور، سوف أذهب حالا وأحضر لك بعض الحبوب، ولكن كن حذراً من الحيوانات الأخرى ولا تتحرك من مكانك حتى أعود". اقترب الثعلب من العصفور عندما  ذهب الفيل وقال له: "هيا نذهب إلى عشك أيها العصفور" وحمله وابتعد خلف الشجرة، وفجأة تغيرت شكل الثعلب وكشر عن أنيابه  ، ورمى العصفور على الأرض ثمّ هجم عليه يريد أكله ، بدأ العصفور بالصراخ عالياً: "أنقذووووووني! أرجوكم أنقذوووووني!". سمع الفيل الطيب  صوت العصفور فعاد بسرعة  ورأى الثعلب يحاول أكل  العصفور، فجرى بسرعة وضرب الثعلب  فهرب مبتعداً، حمل الفيل العصفور وقال له: "ألم أخبرك يا صديقي  ألّا تبتعد ؟". اعترف العصفور قائلا : "في الحقيقة لقد كنت أشعر بالخوف منك أيها الفيل، فأنت كبير ضخمٌ ، وأنا عصفورٌ صغيرٌ جداً"، ردّ الفيل بحزنٍ شديد: أنا لا آكل الحيوانات الصغيرة، ولست أريد غير  مساعدتك، وعليك أن تتعلّم أنّه لا يجب الحكم على أحد من خلال شكله أو حجمه،لكن يا صديقي الحكم يكون من خلال أفعاله معك ". ثمّ أخذ الفيلُ صديقه الصغير وأعاده إلى الشجرة التي وقع  منها، وكانت أمّه تبحث عنه بخوفٍ شديد، ففرحت جداً عندما رأته، وشكرت الفيل على مساعدته لها.

 قصة الثعلب والعنب    

كان هناك ثعلب صغير يمشّى في الغابة الجميلة ، فجأة رأى  الثعلب عنقودَاً من العنب ينزل من أحد الأغصان المرتفعة، فقال: "هذا ما كنت أحتاجه " قال الثعلب ذلك لنفسه  وهو مسرورً،ثم تراجع بضع خطوات للوراء، وقفز عاليا  محاولاً قطف  العنقود، لكنه فشل، فحاول مرّة ثانية وثالثة ويفشل في كل مرة ، واستمر في المحاولة دون فائدة ، وأخيرًا، وبعد أن فقد الأمل ابتعد الثعلب عن الشجرة، وهو يقول متكبّرًا: "إنها ثمار حامضة على أيّ حال ولن تنفعني ... أنا لم أعد أريدها!" نتعلم يا أصدقائي من القصةأنّه من السهل جداً انتقاد ما لا تستطيع الوصول إليه.

بقلم ذ / مصطفى محمد