- هتلر: الرجل الذي أشعل النار في العالم

كان هتلر رساما وجنديا في الحرب العالمية الأولى قبل أن ينضم إلى حزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني (الحزب النازي) في عام 1920. أصبح زعيم الحزب في عام 1921 وحاول تنفيذ انقلاب فاشل في عام 1923. خلال فترة سجنه، كتب كتابه "كفاحي" الذي يعبر عن رؤيته لألمانيا وأوروبا والعالم.

هتلر استغل الأزمة الاقتصادية والسياسية التي عانت منها ألمانيا بعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولى ووصوله إلى سدة الحكم كمستشار في عام 1933. قام بإلغاء الديمقراطية وإقامة نظام دكتاتوري شمولي يقوم على أساس التفوق العرقي والقومي للشعب الألماني. كما قام بإطلاق حملة من الاضطهاد والإبادة ضد اليهود والروما والسلاف والشواذ والمعارضين وغيرهم من المجموعات التي اعتبرها سفلى أو عدوة.

هتلر كان لديه خطط طموحة لتوسيع المجال الحيوي (Lebensraum) لألمانيا عبر غزو وضم أراض من دول أوروبية وآسيوية مجاورة. كان يرى أن فرنسا هي عدوه الرئيسي في أوروبا، وأن الاتحاد السوفياتي هو مصدر الموارد والأرض التي يحتاجها. كان يحتقر أمريكا باعتبارها دولة مختلطة وضعيفة، وكان ينوي مواجهتها بعد إنهاء حروبه في أوروبا.

في عام 1939، شن هتلر هجوما على بولندا، مما دفع فرنسا وبريطانيا إلى إعلان الحرب على ألمانيا. بدأت بذلك الحرب العالمية الثانية، التي شارك فيها أكثر من 60 دولة، وخلفت نحو 50 مليون قتيل، وأدت إلى تدمير آلاف المدن والقرى. استخدم هتلر استراتيجية "الحرب البرقية" (Blitzkrieg) لغزو سريع وفعال لدول أوروبية مثل هولندا وبلجيكا والنرويج والدنمارك وفرنسا. كان يستخدم أسلحة جديدة مثل الطائرات والدبابات وصواريخ V-1 وV-2. كما شكل تحالفا مع إيطاليا واليابان ودول أخرى تحت مسمى "دول المحور".

في عام 1941، قرر هتلر مهاجمة الاتحاد السوفياتي، رغم اتفاقية الهدنة التي كان قد وقعها معه في عام 1939. كان يأمل في الاستيلاء على موسكو ولينينغراد وستالينغراد، والسيطرة على الأراضي الواسعة والثروات الطبيعية لروسيا. لكنه تعرض لمقاومة شرسة من قبل الجيش الأحمر، وتأثر بالظروف المناخية القاسية للشتاء الروسي. تحولت الحرب إلى حرب استنزاف، وبدأت ألمانيا تتراجع تدريجيا.

في عام 1941 أيضا، دخلت الولايات المتحدة الحرب بعد قيام اليابان بمهاجمة قاعدة بيرل هاربر الأمريكية في هاواي. بدأت أمريكا بتزويد حلفائها بالمعدات والذخيرة والقوات، وشاركت في فتح جبهات جديدة في شمال أفريقيا وإيطاليا وفرنسا. كان هتلر يواجه ضغطا متزايدا من قبل الحلفاء، وكان يعاني من مشاكل صحية ونفسية. كان يصدر أوامر غير منطقية وغير واقعية، وكان يفقد ثقة جنوده وقادته.

في عام 1944، حاول مجموعة من الضباط الألمان اغتيال هتلر بواسطة قنبلة، لكن المحاولة فشلت، وأدت إلى إعدام المتورطين. في عام 1945، اقتحم الجيش الأحمر برلين، حيث كان هتلر يختبئ في قبو تحت الأرض. في 30 أبريل 1945، انتحر هتلر بإطلاق النار على نفسه بعد أن تزوج من حبيبته إيفا براون. أمر جثته بإحراقها لمنع سقوطها في أيدي السوفيات.

هكذا انتهى حكم هتلر، الذي كان مصدر شقاء ودمار للعالم. كان هتلر شخصية مثيرة للجدل والبغضاء، ولا يزال يثير الكثير من التساؤلات والدراسات حول دوافعه وأهدافه وإرثه..