مواقف وقصص من الحياة الواقعية ؟؟!! ( عندما يخلو قلب الطبيب من الرحمة ) (3  )

مواقف وقصص من الحياة الواقعية ؟؟!! ( عندما يخلو قلب الطبيب من الرحمة ) (3  )

0 المراجعات

بدأ يقص على صديقه هذه الحكاية التي عرف منها أن زوجته تعمل ممرضة في مستشفى خاص لطبيب مشهور من أطباء أمراض النساء والتوليد تساعده بمرتبها على مواجهة متطلبات المعيشة الضرورية .

 فقال له : لقد فوجئت بها بالأمس تدخل البيت وتبحث عن ولدنا الوحيد وتأخذه في أحضانها وتبكي بشدة .

.. وعندما سألتها وأنا في ذهول عما حدث أنكرت وقالت لم يحدث ألح عليها أن تطمئنني وتقص على ما اعتراها فأطرقت برأسها شيء 

ثم قالت: فأخذت إنه منذ ثلاثة أسابيع جاءت إلى المستشفى الذى تعمل فيه ممرضة سيدة في حالة إعياء شديد تصرخ من شدة الألم.. 

ومن العجيب أن الذي جاء بها إلى المستشفى سائق تاكسي أدخلها إلى حجرة الكشف ووقف يصرخ قائلاً : ما ليش دعوة أنا باعمل عمل إنساني لوجه الله ...

 الست دی كانت راكبة معاي من المطار وفى الطريق أخذت تصرخ وتبكي وتتلوى.. أحضرتها لأقرب مستشفى .. ما ليش دعوة . . . . .

 ثم استطردت قائلة: المهم  استدعيت لها الطبيب الذى قام بالكشف عليها .. وأكد أنها حالة ولادة .. ولابد أن تجرى لها فوراً عملية جراحة قيصرية لأن الحبل السرى التف حول رقبة الجنين 

ولابد من إنقاذه وإلا سيموت في بطنها .. وفي البداية اعترضت المرأة وأصرت أنها ما زالت في الشهر الثامن ولكن أمام الآلام المبرحة 

استسلمت ووقعت باسمها على الإقرار وأوراق المستشفى وأدخلت إلى غرفة العمليات ونجحت الجراحة ... وجيء إلى بالمولود وكان ذكراً جميلاً ..

 أذكر أن أهم ما كان يميزه عيناه الواسعتان .. خيلَ لى أنه ينظر بهما نحوى.. ويرمقني بهما - عكس كل الأطفال الذين يولدون بعيون مغمضة 

 وكانت صحته طيبة ووزنه ثلاثة كيلو جرامات ومائتي جرام وعندما أفاقت الأم وعرفت أنها وضعت مولوداً ذكراً فرحت كثيراً .. 

وطلبت منى أن أحضره إليها من حجرة المواليد فأحضرته إليها فاحتضنته وهي تبكي برغم آلام جراح بطنها . وفي اليوم التالي عرفت أن الطبيب الذى أعمل عنده  والذي هو صاحب المستشفى 

 طلب من السيدة ألف جنيه أجر الجراحة ... وعندما أخبرته أنها لا تحمل معها هذا المبلغ .. أصدر تعليماته إلى كل العاملين بالمستشفى بمراقبة السيدة حتى لا تهرب.. 

وأيضاً إبعاد المولود عنها حتى لا تأخذه ويظل رهينة لحين دفع المبلغ . وتصف الممرضة رد فعلها فقالت: في الحقيقة لقد أثر فى هذا كثيرًا .. ولم ألتزم بهذه التعليمات فكنت أحضر الطفل الوليد إلى أمه لترضعه من ثديها حتى لا يجف اللين منها ...

 وكنت أقضى الكثير من الوقت معها أسامرها ... وعرفت منها أنها كانت في طريقها من المطار بعد أن ودعت زوجها والد طفلها الذى ذهب للعمل في المملكة العربية السعودية

 وأنها كانت في طريقها إلى ركوب القطار للذهاب إلى بلدها كفر الشيخ .. ولكن في التاكسي جاءتها آلام المخاض ولم تدر ما حدث إلا بعد أن دخلت المستشفى.. 

وأنها لم تحمل معها سوى سبعين جنيها فقط وأسورة ذهبية من المستشفى .. المهم أننى طمأنتها  تبلغ قيمتها أربعمائة جنيه.. 

وأنها على استعداد كامل لدفع المبلغ بعد أن تخرج ومضت الممرضة في سرد الحكاية وهي تقول: كنت أظن أن إنسانية الطبيب سترتفع فوق كل الماديات 

ولكن بعد مرور أسبوع أخذ منها الطبيب الأسورة وترك لها فقط عشرة جنيهات وأصر على أن تترك وليدها في المستشفى حتى تعود ببقية المبلغ وأيضا بأجر إقامتها بالمستشفى...

 وأمام الأمر الواقع قبلت المرأة وخرجت على أن تعود في اليوم التالي . ولكن مر اليوم الثاني والثالث . ثم عدة أيام بدون أن تعود الأم .. 

ولم يكن لها عنوان فى المستشفى سوى اسم قرية من قرى كفر الشيخ. رعايته زميلتي فأخبرني كنت أتولى خلال فترة عملي بالمستشفى رعاية المولود..

. وفي المساء تتولى  حتى عدت يوما فلم أجده فسألت عنه .... الطبيب أن الطفل على ما يبدو قد أصيب بحالة اختناق وأنه نقله إلى مستشفى آخر ليتلقى فيه رعاية طبية تحت إشراف أطباء متخصصين في طب الأطفال ... وفي المساء وقبل خروجي من المستشفى التقيت بزميلتي التي تسهر بالليل وأخبرتني بالشيء الذي هزني حيث أكدت أن الطفل بصحة جيدة 

وأن الطبيب قد أخبرها أن أمه على ما يبدو قد حملت به من حرام وأنها تركته تخلصاً وأنه رحمة به وحتى لا يوضع في ملجأ سيضعه لدى أسرة ثرية تتبناه ... وأنه في العاشرة مساء حضرت امرأة أنيقة المظهر يبدو عليها أنها في الأربعين من عمرها ومعها رجل عجوز في سيارة فاخرة وأخذا الطفل معهما  وتشاء الظروف أنه في اليوم التالي مباشرة .. تجيء الأم ومعها المبلغ كاملاً 

ودخلت حجرة الطبيب وطالبته بالمولود. وكانت المفاجأة التي هزتني عندما أكد لها الطبيب أن ولدها قد توفى وأن هذه إرادة الله ولكن المرأة لم تصدق أن ولدها قد توفى.. 

فأخذت تبكي وتولول وتقبل يد الطبيب ترجوه أن يعطيها الطفل ويأخذ كل ما يريده ... وأكدت له أن معها أكثر من ثلاثة آلاف جنيه هي كل ما تملكه .. 

ويكفى أن والدها وهو كل ما بقى لها في الحياة قد توفّى خلال الأيام التي تغيبتها عن المستشفى ولم تستطع أن تحضر قبل أن تبيع عدة قراريط من الأرض لتجيء بثمنها وتفك رهن ولدها من 

ولكن الطبيب - الذى خلا قلبه من الإنسانية - أكد لها أن الطفل قد مات، ثم لم يتورع أن ينهر المرأة بعنف ويطردها فخرجت تولول وتصرخ وهى تستعطفه أن يعطيها ولدها .... 

والطبيب من خلفها يأمر عماله وموظفي المستشفى أن يطردوا المرأة إلى الخارج وأسرع هو قبلها خارجا من المستشفى عنده . ... مستقلاً سيارته وانصرف .

 ولكن المرأة ظلت تبكي وتصرخ حتى وقعت مغشيا عليها... فحملتها إلى غرفتي حتى أفاقت وفتحت عينيها ورمقتني بنظرة استجداء طالبة منى أن أعطيها ابنها كي ترضعه كما كنت أفعل .. 

ولابد أنه جائع ... كانت تتكلم وكأنها نسيت كل ما أخبرها به الطبيب أن ولدها قد مات وأخذ زوج الممرضة يقص على صديقه ما سردته زوجته 

قائلاً: لقد شعرت زوجتي أن قلبها يتمزق فهي أم وتعرف قلب الأم ولكن ماذا تستطيع أن تفعل ؟ . . . 

فكرت  لقد عثرت على هذا العمل بعد مشقة ونحن في حاجة إلى المرتب الذى تتقاضاه من المستشفى. 

وإذا تكلمت بما تعرف ولا يعرفه أحد سواها من البشر فسوف يطردها الطبيب .... فواست الأم. وسألتها أين تقيم؟ . . 

وأوصلتها بنفسها إلى منزل أقاربها الذين تقيم عندهم. وعندما عادت وجدت الطبيب في حجرته كان شيئا لم يحدث. حدث نظر نحوى بدهشة 

وقال: «الأمر لا يعنيك.. لا يمكن إعادة الطفل فقد سافرت العائلة التي أخذته .. وعلى كُلِّ لا يوجد بالمستشفى الآن أي أوراق تؤكد أن هذه السيدة وضعت هنا أو جاءت إلينا . 

أخبرته بما ثم أضاف صاحبنا لقد ذهبت زوجتي بصفتها ممرضة في المستشفى إلى قسم الشرطة لتقديم بلاغ ضد الطبيب الذى خلا قلبه من الإنسانية ..

 وبالتالي ذهب رجال الشرطة لإحضار المرأة التي فقدت ولدها فلم يجدوها في العنوان الذي تركته . . فذهبوا إليها في بلدتها وتمكنوا من العثور عليها وهى فى حالة يرثى لها من الإرهاق والمرض والهذيان فقد كانت محمومة تردد كلمة واحدة ولدى .. ثم تسأل : ماذا أقول لوالده؟! .

 وحملها رجال الشرطة إلى المستشفى الحكومي .. وظلت يومين غائبة عن الوعى تهذي .. حتى عادت إليها بعض قواها فسألوها .. 

و تطابقت أقوالها مع أقوال زوجتي الممرضة . ولم يجد كبير ضباط الشرطة بدا من استصدار أمر من النيابة بالقبض على الطبيب الذي خان أمانة رسالته السامية 

والذى أنكر  بكل برود أنه قد رأى  هذه المرأة من قبل .. ولما واجهوه بأقوال زوجتي الممرضة وزميلتها اتهمهما بالكذب ومحاولة الادعاء عليه لأنه قد طردهما من عملهم بسبب إهمالهم . 

وكانت المفاجأة التي لم تكن في الحسبان.. أن يأتي طبيب التخدير ويؤكد أن المرأة قد وضعت بالمستشفى وانضم إليهم في شهادتهم كل العاملين بالمستشفى .. 

لم تهمهم لقمة العيش فالله قد كفل الرزق لعباده وتعاطفوا مع المرأة وشهدوا ضد الطبيب الذى لم يجد مفراً سوى الاعتراف والإرشاد عن الأسرة التي تبنت الطفل

  وكانت المفاجأة الأخرى أن الطفل كان عند شقيقة الطبيب التي حرمها الله من نعمة الإنجاب وتزوجت بثرى عربي فأرادت أن تنسب إليه المولود لترث منه ثروته ...

 ولكن إرادة الله شاءت أن تفضحها هي وشقيقها الطبيب الخائن وتحول الأمر إلى القضاء ليفصل فيه ليلقى هو وشقيقته جزاء ما اقترفوه في حق الأم التي سلبًا منها طفلها الوليد الذى عاد إلى أحضان أمه وهي تبكي فرحة وسروراً  .

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

38

متابعين

28

متابعهم

2

مقالات مشابة