مقالات اخري بواسطة Emad Mohamed
معاً منذ الصغر

معاً منذ الصغر

0 المراجعات

ذات مرة، في حقول كاليفورنيا المشمسة، التقى طفلان.  صبي وفتاة، كلاهما في السادسة من العمر، وجدا الرفقة في بعضهما البعض وسط مساحة شاسعة من المزارع المجاورة لهما.  كانت صداقتهما غير عادية، واتسمت بالمضايقات المرحة والمشاجرات العرضية، لكنها كانت رابطة تزداد قوة مع مرور كل يوم.  وكانوا يجتمعون عند السياج الذي يفصل بين ممتلكاتهم، ويتقاسمون الأسرار والأحلام تحت سماء كاليفورنيا الشاسعة.

ومع تقدمهم في السن، تباينت مساراتهم خلال ساعات الدراسة، حيث كان لكل منهم مجموعته الخاصة من الأصدقاء.  لكن بمجرد عودتهم إلى المنزل، كانوا دائمًا يجدون طريقهم إلى السياج، إلى بعضهم البعض.  كان الصبي هادئًا، مستمعًا صبورًا، وكان يجد عزاءه في قصص الفتاة.  من ناحية أخرى، وجدت الفتاة أنه من السهل التحدث إليه، وكان وجوده مريحًا يمكنها الوثوق به.

استمرت صداقتهما خلال المدرسة الثانوية والكلية، على الرغم من انتقال الصبي إلى نيويورك للحصول على وظيفة بعد التخرج.  كانت الفتاة، التي أصبحت الآن محللة ناجحة، سعيدة به ولكنها حزينة أيضًا.  لقد وقعت في حبه على مر السنين لكنها لم تستجمع شجاعتها أبدًا للاعتراف بمشاعرها.  شاهدته وهو يستقل الطائرة، وقلبها مثقل بالكلمات غير المنطوقة والمشاعر غير المعلنة.

ومرت السنوات، وتلقت الفتاة دعوة لحضور حفل زفاف الصبي.  حضرت الحفل الكبير وكان قلبها يتألم عندما شاهدته وهو يتبادل الوعود مع امرأة أخرى.  ورقصت معه في حفل الاستقبال متظاهرة بالسعادة وهي تخفي دموعها.  بعد الزفاف، عادت إلى المنزل، في محاولة لنسيان ذكريات نيويورك المؤلمة.

وفي أحد الأيام، تلقت رسالة من الصبي.  لقد طلق زوجته وأراد مقابلتها في مكان لقائهما القديم، وهو السياج.  عندما التقيا، كان رجلاً مكسورًا، تحطمت روحه بسبب الزواج الفاشل.  لقد أمضوا اليوم في استرجاع ذكريات طفولتهم، وهم يضحكون ويبكون معًا.  ولكن مرة أخرى، لم تستطع الفتاة الاعتراف بحبها له.

عاد الصبي إلى نيويورك، تاركًا للفتاة مذكرات تؤرخ حياته.  وعندما قرأتها اكتشفت أنه يحبها منذ أول يوم التقيا فيه.  لقد أراد الاعتراف بمشاعره عدة مرات لكنه كان خائفًا جدًا.  وانتهت المذكرات بملاحظة مفجعة: "اليوم سأخبرها أنني أحبها".  لكن ذلك اليوم لم يأتِ أبدًا، حيث قُتل الصبي بشكل مأساوي في حادث.

لقد تركت الفتاة بقلب مليء بالندم ومذكرات مليئة بالوعود التي لم يتم الوفاء بها.  لقد أدركت أهمية التعبير عن مشاعر المرء قبل فوات الأوان.  قصتها بمثابة تذكير مؤثر بأنه إذا كنت تحب شخصًا ما، فلا تنتظر حتى الغد لتخبره، لأن ذلك الغد قد لا يأتي أبدًا

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

2

followers

1

followings

1

مقالات مشابة