الماء و النار

الماء و النار

0 المراجعات

الماء و النار 


وفاء فيك يا قلبي و صبر منك تحديدا

 يوجعني الابتعاد عنك و لا استطيع  الاقتراب منك 

فارحم قلبي 

وقل لي اي الوجعين اخف 

اه لقلب متيم و بنار العشق محترق 

اه يا قلبي يسائلني من انتي و هو عليم بذاتي 

الذنب فقط ذنبي اني احببتك نعم الذنب ذنبي فلا ادري اتحبني ام     بالجفاء تبادلني.

لا تبحثوا عن الحب فقط بل ابحثوا عن الصدق الذي يُغلّف الكلمات       والإخلاص الذي يستند خلف الأفعال.. ابحثوا عن ثقة لا تهزها عواصف الدنيا، عن لهفة دائمة وشغف لا ينقطع.. لا تبحثوا عن الحب بل ابحثوا عن السند، عن من يحنو مودةً ويدنو رحمةً، عن الأمان الذي لا يعقبه خوف.

حكايتي عن فتاة اسمها نغم جميلة جداً ،فتاة في العشرون من العمر بيضاء شعرها طويل و اسود ،ذات عينان لوزيتان سوداوان تحب الغناء و مساعدة من حولها .

ذات يوم كانت نغم واقفة على حافة جبل عالي تنظرمن فوق و تمعن النظر في البحر الأزرق الصافي الذي تنعكس عليه صورة وجهها الجميل البريئ وكان هناك رجل طويل ذو جسد ممشوق و لحية سوداء خفيفة كان يبحر بقاربه قرب ذاك الجبل و ينظر لتلك الفتاة الجميلة و فجأة تقوم تلك الفتاة المسكينة بالقفز في البحر لتنتحر بعد ان اكتشفت انها تعاني من السرطان .

غرقت تلك الفتاة في البحر بين امواجه المتلاطمة و من حسن حظها ان ذاك الرجل البحار الذي يدعى ماهر قفز ورائها لانقاذها و حملها و اخذها لمنزله . 

بعد ما افاقت نغم في بيت ماهر و لم تجده بجانبها وجدت جهاز الهاتف فيه الكثير من التسجيلات فقد كان ماهر من اشهر الملحنين الشبان في كل المدينة .

اخذت نغم الجهاز تستمع لتلك الالحان و خرجت للسوق لتشتري الخضار و تطهو الفطور لماهر تعبيرا على شكرها له بطريقتها الخاصة و كان ماهر قد راها و هي تاخذ الجهاز و تخرج فظن انها تسرقه فلحق بها بسرعة من مكان لمكان لكن لم يجدها فخاب امله و عاد لمنزله فوجدها هناك تطهو الفطور فقال لها :

أأنت مجنونة ام غبية انقذت حياتك فتسرقينني مجنونة المرة القادمة عندما تريدين الانتحار اختاري مكانا لا اتواجد فيه"

ضحكت نغم ضحكة فيها كثير من الحزن و قالت : 

لعلها لن تكون هناك مرة قادمة كانت تقصد في نفسها انها بسبب السرطان لم يظل لها سوى شهر لتعيشه .

قال ماهر '" 

ماذا تقصدين " 

ضحكت و قالت لا شيء هذا الفطور لك انا سأذهب الان شكرا لك لانقاذك حياتي . 

ذهبت نغم الى منزلها بعد ثلاثة ايام كان هناك حفل ظخم في مطعم في المدينة فذهب ماهر  هناك لقضاء وقت ممتع و بالصدفة وجد نغم هناك تعتلي المسرح الكبير و تغني فيه اغنية حب من تاليفه فاندهش من جمال صوتها فقد كانت خامة صوتها نادرة الوجود فقرر في نفسه ان يكون الملحن الرسمي لها و ان يساعدها لتصبح فنانة مشهورة 

ذهب ماهر و اصطحب نغم معه لمطعم و اقترح عليها العمل معه فوافقت و بدأو تسجيل الاغاني بصوتها الجميل.

و بدأت رحلة حبهم الكبير و تقربوا كثيرا من بعضهما البعض .

ذات يوم اخذها للتجول في المدينة فقالت نغم له اسمعت موسيقى المدينة من قبل .

فقال لها ماهر:

ماذا تقصدين 

فقالت 

الحياة كلها معزوفة موسيقى جميلة صوت المطر موسيقى صوت الباخرات و هي تشق الامواج ، صوت العصافير موسيقى صوت قطرات الندى و هي تسقط على اوراق الزهور 

الموسيقى يجب ان تحس قبل ان تسمع.

  انا كلما  ما تهيَّأت للنوم .. يأتي الكَمان🎻؟

فأصغي له .. آتياً من مَكانٍ بعيد

فتصمتُ هَمْهمةُ الريحُ خلفَ الشَّبابيكِ

نبضُ الوِسادةِ في أُذنُي

تَتراجعُ دقاتُ قَلْبي

وأرحلُ .. في مُدنٍ لم أزُرها!

شوارعُها: فِضّةٌ!

وبناياتُها من خُيوطِ الأشعَّةِ

ألْقى الذي واعدني  على ضَفَّةِ النهرِ .. واقفً!

وعلى كَتفيه يحطُّ اليمامُ الغريبُ🕊️

ومن راحتيه يغطُّ الحنانْ!

أُحبُّكِ..🥀🖤!

صارَ الكمانُ .. كعوبَ بنادقْ!

وصارَ يمامُ الحدائقْ

قنابلَ تَسقطُ في كلِّ آنْ

وغَابَ الكَمانْ!!

وغَابَ الكَمانْ..🎻!

ثم سكتت قليلا و 

بكت وقالت له : أخاف أن تتركني فقد صرت موسيقى حياتي  😢

فأجابها : يامجنونه حين أتركك لن يكون إسمي رجلا

ً 💪💓😍

فقالت له 

‏لا أريدك أن تحبّني لأنني مرحًة ومُمتعًة، أو لأن وجهي جميل وشخصيتي عميقة ، أو لأن أفكاري تعجبك وثيابي تجذبك ، أريدك أن تحب السوء الذي أكرهه بي ، عيوبي التي أتجنّب إظهارها ، أودّ أن تشعرني بالراحة في رؤيتها ، أن تحبّ خوفي الذي لا يطيقه أحد ، ومزاجيتي التي ترعب الجميع ..!

بقولها هذا كانت تقصد في نفسها لا تتركني بسبب مرضي اللعين فانا بأمس الحاجة اليك الان .

عاد كل منهما الى منزله في المساء و كانت نغم قد نسيت هاتفها النقال مع ماهر 

فعندما رجع لمنزله و راى الهاتف راى فيه تقاريرها الطبية و عرف انها ستموت  انها مريضة بالسرطان فقرر ان يتركها لكي لا يحبها اكثر و يتعلق بها اكثر و ينهار لفراقها 

فكتب لها رسالة فيها 

سامحيني حبيبتي لاني ساتركك في منتصف الطريق انا لست قويا مثلك لاتحمل وجعك و معاناتك بسبب المرض 

سامحيني على تقصيري فلم اتعود ان ارى الامرأة التي أحبها تتالم و هيا اعتادت ان تكون مصدر قوتي 

مع السلامة اكيد ستنسينني اعرف انك قوية الى اللقاء .

وصلت هذه الرسالة لنغم و كانت مثل الصاعقة فتسببت بدخولها المستشفى و قررت ان تباشر علاجها للتخلص من هذا المرض القاتل الذي ينهش جسمها .

ساد الصمت بين ماهر و نغم و افترقا .

بعد شهر من العلاج شفيت نغم بارادة الله عزوجل 

ذات يوم وصلتها رسالة على هاتفها مكتوب فيها  

تسعة أشهر منذ افترقنا

لم تكن كافية لخفت صوت انثى

تُقيم صلاتها في ذاكرتي كل ليلة !

من قال ان الزمن كفيلٌ بالنسيان !

كانت هذه الرسالة من ماهر فقد كان كان يراقبها من بعيد و عندما علم انها شفيت راسلها 

اجابته نغم و قالت 

الزمن كفيل بتعميق الذكريات و زرع  الاثر اكثر في شضايا الروح

فألم خذلانك لي لا يزال محفورا في قلبي .

كتبتك

حتى أشتاق رؤيتكِ من لا يعرفك

و صنعت منكِ نوراً في عيون القارئين

لكن بربك أخبرني  

متى كان الخذلان جزاءً للإحسان ؟

فقال 

و إن أتى اليوم الذي تقرأين فيه 

بربك لا تمري مرور الكرام 

لا تقرأي كمن لا يعنيه ماهو مكتوب

تحدثي معي ولو بلسان حاقد  

ليس من الضروري أن تكوني نار ابراهيم !

فقالت 

تمنيت ان نكمل الحرب معاً

لم أتخيل يوماً ان تكون نقطة ضعفي

و سلاحاً يهزمني به اللائمين ...!

فقال 

ماذا لو عدت معتذرا عن خطيئتي من منا لا يخطئ 

فقالت 

ماذا لو عدت تعتذر ؟

لا تعود فقد تصحّرت جميع بساتيني

لا تتوب فقد إلتهم جحيمكِ كل الشعور !

لم أتغيّر .. هذه أنا

مازلت كما عرفتني أنانية في أشيائي 

فلماذا وهبتِ نفسكِ لغيري 

وقد جعلتكِ كل أشيائي ؟ 

لا ترجع .. فلا مكان لكِ اليوم !

لا تعتذر .. فأنا لم أكتب لعودتكِ شيء 

و أصبحت أكتب لتقرأ فقط

ما كان لك و فاتك !

لقد كنت كل شيئ في حياتي 

ذات ليلة ترددت على بالي كثيرا حتى إذا نمت كنت أنت الرؤيا وغيرك أضغاث أحلام ... انتظرت الصباح بفارغ الصبر حتى إذا جاء .. سابقت الشمس لألقى عيناك .. تلك العينان اللاتي كانتا تلامس قلبي من الداخل وتربط على روحي لتزرع فيها طمأنينة العالم من وحي هواك  ... 

تسارعت خطواتي نحوك  كطفلة تريد معانقة السحاب بطائرتها الورقية .. ها أنا أخيرا .. وهاهو مكان لقاءنا دقات القلب قد تسمع من به صمم..  وانفاس متقطعة بلهفة الشوق .. لحظات بزمن .. حتى ترأءى لمسامعي صوت خطواتك من بعيد كصوت مفاتيح تقترب من زنزانة سجين بريء ... وتتزايد وتتعالى النبضات حتى إذا احتضنتني تلاشت كل الأطر والمعايير وحتى المقومات الكونية انعدمت للحظة ولم يتبقى من الوجود عدانا ... أغمضت عيناي واستندت على قلبك قبل ذراعيك وأخيرا يداي تعانق يداك  ... رباه انها الجنة وما عساي أطلب منك ربي فهل بعد هذا النعيم نعيم عينان قمر مضيء..  وثغر كوثر يسقيني شهدا من عيناك.  وانفاس مسك وعنبر تعطر جسدي وتلهب ما بي من فعل هواك ... حنون هو  يا إلاهي،  حنون كابتسامة بعد لحظة بكاء ... يا إلاهي .. أمان وإطمئنان كأنك تمسك بدل يداي  قلبي بيداك   .. 

أنا معك الٱن .. أنا لك الٱن .. أنا منك وبك وإليك ... امتلأت بك حتى لم يعد بي مكان لسواك .. 

صرت حتى وأنت لست أمامي بعين الحب أراك ...

 ولا أرى في الوجود إلاك ... ❤️🍂🍁

بما جازيتني انت جازيتني بالخذلان و الخيانة 

لقد خنت ثقتي و حطمت كبريائي 

 " ففي النهاية، لا يستطيع البشر الحصول على أي شيء من دون التضحية بشيء آخر 🖤".

فانا بحبي و عشقي لك تنازلت عن قلبي و هذه نتيجة تضحيتي ألام  خذلان  لا تنتهي .

انت قد خسرت اكثر انسانة كانت صادقة في حبها لك و الان لم يعد بيننا اي شيئ يربطنا الى اللقاء 

تسمر ماهر في مكانه و ايقن انه فعلا بتصرفه الطائش خسر حب حياته و انها لن تعود مطلقا 

في اليوم التالي ذهب إليها ماهر ليراها فلمحته من بعيد نظرة حزينة جعلته يدرك انه سيظل آسفا طوال حياته . 

النهاية 

تاليف اماني مرواني  

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

7

followers

28

followings

48

مقالات مشابة