قصه تحت عنوان البائع المتجول

قصه تحت عنوان البائع المتجول

0 reviews


تحكي هذه القصة عن تاجر جوال يجوب البلاد والمدن، ولكن ما الذي يبيعه؟ يحمل معه حمار يحمل أشياء لا يعرف أحد ماهي. دخل هذا التاجر إلى إحدى المدن وصاح بصوت عال: "عقول، عقول، عقول للبيع! عقول من جميع الأنواع، عقول عباقرة، عقول مخترعين، عقول أذكياء! هيا وداعاً للغباء، تعالوا أيها المجانين!".

فاستوقفه شخص وسأله: "هل حقاً تبيع عقول؟". فرد التاجر بابتسامة: "نعم بالطبع، وليس فقط عقولاً، بل أبيع السعادة والتفاؤل والضحك، وقريباً سأبيع التواضع". فقال له الشخص: "هل بإمكانك أن تبيع لي عقل؟". فرد التاجر بسرور: "طبعاً، أي عقل تريده؟". فأجاب المشتري: "أريد عقلاً عبقرياً". فقال التاجر: "لدي لك، ولكنه غالي الثمن". فرد المشتري: "لا يهم". فقال له التاجر: "حسناً، إذاً أريدك أن تخبرني عن بياناتك أولاً". وأخرج التاجر ورقة وقلم وبدأ يسأل المشتري عن عمره وطوله ووزنه.

بعد أن حصل التاجر على هذه المعلومات، قال للمشتري: "الآن سعر العقل العبقري خمسة آلاف دينار، وستعطيني الآن نصف المبلغ، وغداً صباحاً سيكون عقلك جاهزاً". فقال المشتري: "ولماذا لا تعطيني عقلي الآن وأعطيك نقودك كلها؟". فرد التاجر: "لا أستطيع أن أعطيك عقلاً عبقرياً بطريقة عشوائية، فلابد لي أن أصنع العقل الذي يناسبك". شك المشتري في صدق التاجر، ثم قال: "أنا موافق، لكن بشرط أن تصنع لي عقلي في منزلي". فرد التاجر: "بكل سرور، ولكن أريد أن تجهز لي غرفة لا يدخلها أحد غيري". وافق المشتري وقال: "متى ستأتي؟". فقال التاجر: "في المساء".

أعطى المشتري التاجر العنوان وقال إنه سيعطيه المال عند انتهائه. وبعد الاتفاق، عاد التاجر يصرخ: "عقول، عقول!"، فجاءت إليه امرأة ومعها طفلها وكان وجهه عابساً. فقالت للتاجر: "أرجوك أن تبيعني ضحك لطفلي هذا". فأخرج التاجر ورقة وقلم وسأل الأم عن اسم الطفل وعمره ووزنه. ثم قال للأم: "خذي هذا".العنوان واحضري طفلك إلى هذا المكان عند غروب الشمس، وفي الصباح ستأخذين طفلك وهو يضحك. فقالت الأم: ولماذا يجب أن أنتظر حتى الصباح؟ ألست تملك ضحكات جاهزة للبيع؟ فرد البائع: لا يمكنني بيع ضحكة عشوائية لطفلك، فأنا أريد أن أعطيه ضحكة تناسب عمره. فإذا أعطيته ضحكة عشوائية، فقد تكون مناسبة للكبار وقد تتسبب في موت طفلك. فقالت الأم: حسنًا، ولكن بشرط أن أكون مع طفلي في ذلك المكان. ووافق البائع، وبعد الاتفاق، جاء رجل وزوجته إلى البائع وكانت علامات الحزن واضحة على وجوههما. وقال الزوج للبائع: أرجوك أن تبيعنا السعادة، فنحن متزوجين حديثًا ولم نشعر بالسعادة. فرد البائع: حسنًا، لكنكم لا تحتاجون إلى سعادة واحدة فقط، بل تحتاجون إلى أربع سعادات ستكفيكم طوال حياتكم. وأخذ منهما نفس المعلومات التي أخذها من الآخرين، وأعطاهم عنوان منزل أول شخص يأتي إليه وهو الذي يريد عقلاً عبقريًا. ثم جاء رجل متشائم إلى البائع وطلب شراء التفاؤل. فأخذ منه ما أخذه من الآخرين من معلومات. وعند المساء، وبينما كان صاحب المنزل ينظر من النافذة ينتظر بائع المتجول بفارغ الصبر، إذا به يرى الكثير من الناس قادمين إلى منزله ومعهم البائع. فاندهش من ذلك وخرج مسرعًا وقال للبائع: من هؤلاء الناس الذين أحضرتهم معك؟ فرد البائع: إنهم زبائن سيمكثون عندك الليلة، فلا يمكنني أن أنتقل إلى منازلهم جميعًا. فدخل الناس منزل صاحب العقل العبقري حتى امتلأ، باستثناء غرفة تم تفريغها للبائع. ودخل البائع الغرفة وحده وأصبح يفكر في كيفية الاحتيال على الناس ليسلبهم أموالهم. فخرج إليهم وقال لهم: كل واحد منكم يجب أن يعطيني ألف دينار لشراء أدوات العمل. ووافق الجميع على شرط أن يذهب معهم أحدهم ليضمن عودته. ووافق البائع وذهب معه صاحب العقل العبقري، وذهبا وظلوا يمشيان إلى مكان بعيد حتى وصلا إلى محل لبيع الخردة. يتبع 

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

8

followers

2

followings

1

similar articles