فيلا يعقوب: غموض و إثارة - حلقة ٣

فيلا يعقوب: غموض و إثارة - حلقة ٣

0 المراجعات

أشارت عقارب الساعة إلي تمام التاسعة و النصف مساءً حينما إرتشفت هبة رشفة طويلة من فنجان قهوتها المفضل لديها و هي مغمضة العينين، قبل أن تعاود الإتصال بسهي لآخر مرة، قبل أن تنادي مسئول الصالة مرة أخري فأتي إليها ذلك الشاب مبتسماً إبتسامة واسعة للغاية عادةً ما يرسمها أمام الحسناوات أمثالها، فلم تعيره هي إهتماماً و هي تقول:
صاحبتي كلمتني و قالت إنها مستنياني هنا قبل ما أوصل بحوالي عشر دقايق، معقول تكون لحقت تمشي .. أنا دخلت الحمام قلت يمكن تكون جوا بس برضه مش موجودة .. طيب شوف كدة ....
قامت بفتح هاتفها ثم فتحت ملفات الصور و أخذت تبحث عن صورة لسهي إلي أن وجدت واحدة فقامت بفتحها و ظنت أنه ما إن يراها فسوف يتذكرها فوراً و يخبرها بأي شئ عنها و لكن ....
نظر الشاب إلي الصورة في الهاتف ثم أدار وجهه إلي هبة مرة أخري محبباً:
لا يا فندم ..
فعلاً أنا دلوقتي متأكد إني ماشوفتهاش، خصوصاً إنك بتقولي إنها كانت من المفترض تكون هنا قبل ما حضرتك تيجي بعشر دقايق تقريباً، يعني لو كانت هنا و مشيت فأكيد مش هلحق أنساها.
       إعتذرت هبة له بأسلوب مهذب عما قد سببته من إزعاج، ثم إرتشفت رشفة أخري من الفنجان و قامت بدفع الحساب و غادرت المكان بسرعة نظراً لتأخر الوقت، بينما ظل هو يراقبها و عيناه تتفحص كل تفاصيلها حتي غادرت المكان و غابت عن عينه، فقال محدثاً نفسه:
معقولة في جمال كدة؟!!!...
أوعدنا يا رب!...
اما هي فلقد غادرت المكان و لسان حالها يتوعد سهي حين تراها علي هذا الموقف السخيف، و إن كانت الحيرة تملؤها و أخذت تسأل نفسها:
انتي فين؟
يا تري جالها تليفون و مشيت؟
طب ازاي و الشاب بتاع الكافيه أكد إنها مش موجودة .. مش موجودة ايه بس دا المكان زحمة أوڤر هياخد باله من مين و لا مين ..
علي ما أروح أنا هتكون هي فتحت تليفونها و أفهم إيه اللي حصل و ....
إزاي ما أخدتش بالي من ده؟
قالتها و هي تنظر إلي ذلك البدين المسؤل عن موقف السيارات، و الذي كان جالساً علي كرسيه علي الرصيف يستمع إلي أحد أغاني المهرجانات التي إنتشرت كالوباء في الشوارع و سيارات الميكروباص و التوك توك، و كان منهمكاً فيما يسمعه لدرجة تجعله فاقد الشعور بما حوله، و لكنها أخذت تقترب منه حتي أصبح لا يفصلها عنه سوي أقل من متر فأخذت تناديه بصوت عالي حتي يستطيع سماعها وسط ذلك الضجيج الذي يحيط به نفسه:
يا عم ....
انتزعه صوتها مما كان فيه، و من إن رآها حتي قفز من مكانه واقفاً بصورة جعلتها تكتم ضحكتها بسبب شكله المستفز و جسمه الذي أخذ يهتز يميناً و يساراً، و قد أقترب منها قائلاً بصوته العالي و أسلوبه الفج:
خير يا جميل .. أأمر يا عسل و ....
أثار إشمئزازها بأسلوبه السمج فقاطعته قائلة:
انتا أكيد تعرف في أنواع العربيات صح؟
صمت قليلاً و لا أحد يدري من إن كان صمته نتيجة لمقاطعتها له؟ أم أنه فقط يستوعب سؤالها؟ او أنه مزيجاً بين الإثنين معاً، إلا أن صمته هذا لم يدم طويلاً فلقد إنفجر ضاحكاً بصوت علي جداً جذب إنتباه كل المارة، مما أثار غضبها و أحمر وجهها و ....
" في عربية لانسر سودا موديل السنة اللي فاتت ركنت عندك هنا و اتحركت قبل ما أنا أجي بحاجة بسيطة " ....
أخرسه أسلوبها الغاضب في السؤال، فأبتلع ما تبقي من ضحكته ثم أخذ يحك في ذقنه و هو يتلعثم قائلاً:
و لمؤاخذة يا هانم؛ هو احنا سنة كام؟
أدركت هبة أنها أتت إلي الشخص الخطأ، فألقت نظرة علي يده التي كانت تلوّح في الهواء ....
كانت تمسك بسيجارة علي وشك الإنتهاء ....
و تبدو أنها كانت منتفخة بعض الشئ فأدركت هبة علي الفور أنها ليست إلا سيجارة حشيش، و أن تلك الرائحة التي أخترقت أنفها هي رائحته بلا شك، فتراجعت تاركة إياه، و توجهت إلي سيارتها و أنطلقت بها علي الفور، تاركة خلفها هتاف ذلك المأفون و هو ينادي عليها:
انتي يا آنسة .. يا ست .. يا مدام .. يااا .. رايحة فين ....

تابعونا

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
اسلام ابراهيم
المستخدم أخفى الأرباح

articles

460

followers

610

followings

115

مقالات مشابة