قصة قصيرة بعنوان مفتاح الدار

قصة قصيرة بعنوان مفتاح الدار

0 المراجعات

 قصة قصيرة بعنوان مفتاح الدار

قالت براءة أصغر حفيداتي: متي تنتهي يا جدي؟


كنت أعمل نجاراً بلدياً فيما مضى قبل ان تختفي المهنة ويستبدل الناس بواباتهم القديمة ببوابات معدنية فجّة.
أجلس على الأرض أباعد بين ساقيّ، أضع أدواتي بجواري، قادوماً ومبرداً ومنشاراً، أمسك المفتاح الخشبي للبوابة القديمة والذي قُدّ من شجرة زيتون عتيقة، تهشمت أسنانه الأشبه بأسنان المشط لأستبدلها بأسنان اخري جديدة أزرعها مكانها.
قالت براءة: أين ذهبت جدتي؟
للبيت سور كان عالياً قبل أن ينحسر تحت آثار رصف الطريق والقصف المتكرر، له بوابة كبيرة مغلقة منذ زمن والتي أقوم بإصلاح مفتاحها، وباب جانبي صغير ندخل ونخرج منه، يحيط السورُ حديقة صغيرة بها أشجار للتين والزيتون مغروسة من قبل بناء البيت.
قلت: ألن تذهبي إلى الكُتّاب اليوم؟
رفعت عينيها إلى السماء تلاحق طيارة مزمجرة في الأفق، يتبعها خيط دخان ثم علا صوت انفجار اهتزت له الأرض، وضعت اصبعيها بأذنيها قبل أن تقول: كنت أريد أن أذهب لكن أمي منعتني تقول إن القصف شديد.
حضرت زوجتي من الباب الجانبي، تقافزت الأطفال على قفص الخبز يطاولونه قبل ان تنهرهم بانها لحظات ويجهز الطعام.
الآن انتهيت، وضعت المفتاح في المزلاج، أحركه يمنة ويسرة، تتحسس أسنانه أماكن فجواتها حتى استقرت مكانها، رفعت المفتاح قليلا ثم سحبته ليتحرك المزلاج ويخرج لسان القفل من مكانه بالحائط، تهلل الأطفال وتركوا جدتهم ليتجمعوا حولي يرقبوا الشارع من فرجة البوابة الكبيرة.
حين دفعنا البوابة علا صوت صريرها مع ارتفاع صوت زمجرة الطائرات واقترابها، نزيح التراب من طريقها فتغبر نسمات الهواء المحملة بالدخان والبارود وصرخات الجرحى.
حتى إذا انفتحت البوابة على آخرها ورفعت "براءة" عينيها إلى السماء ترقب طيارة محلقة فوق رؤوسنا تفلت من حمولتها كرة ضخمة للموت، اصطكت البوابة بالحائط بينما كانت "براءة"تضع اصبعيها بأذنيها حتي لا يؤذيهما صوت الانفجار. 

 

حتى إذا انفتحت البوابة على آخرها ورفعت "براءة" عينيها إلى السماء ترقب طيارة محلقة فوق رؤوسنا تفلت من حمولتها كرة ضخمة للموت، اصطكت البوابة بالحائط بينما كانت "براءة"تضع اصبعيها بأذنيها حتي لا يؤذيهما صوت الانفجار

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

1

followers

4

followings

4

مقالات مشابة