قصة خداع الجائع

قصة خداع الجائع

0 المراجعات
قصة خداع الجائع

الفصل الأول: جبري الجائع

كان جبري الغراب جالسا على غصن شجرة كبيرة في قلب الغابة. نظر بحنق إلى السماء المقفرة، إذ لم يسقط مطر منذ أيام طويلة. شعر بالجوع الشديد، فمعدته ترن نتيجة عدم وجود طعام.

تنهد جبري بحزن وقال: "يا ربي، أنا محتاج للطعام جداً اليوم. أرجوك أن ترزقني بشيء ما يشبعني ويقضي جوعي."

فجأة، لفت انتباه جبري صوت خفيف قادم من أسفل الشجرة. التفت حوله بسرعة وشاهد قطعة جبنة صفراء كبيرة ملقاة على الأرض. تألقت عيناه من الفرح والأمل. "الحمدلله! الله أجاب دعائي."  

هبط جبري بسرعة إلى الأرض وأمسك بالجبنة بمنقاره. لكن عندما حاول رفع رأسه إلى العالي، شعر بضغط على منقاره. التفت حوله بدهشة فوجد ابتسامة مريبة على وجه ثعلب رمادي اسمه فهد.

"أهلاً جبري! لقد وجدت هدية رائعة اليوم" ضحك فهد بخبث. "لكن هذه الجبنة اللذيذة ملكي الآن."

ضغط فهد على الجبنة بقوة حتى أفلتت من منقار جبري. ثم أكلها بسرعة قبل أن يتمكن جبري من الرد.

غضب جبري لهذا السلوك المتهور والخادع. "فهد الماكر! كيف تسرق طعامي؟ أنت كلب خائن!"

ضحك فهد مرة أخرى. "أنا الأذكى هنا يا جبري الغبي! هذه الغابة ملكي، فاحذر من التعرض لي مرة أخرى."

بعد ذلك، أقلع فهد بسرعة باتجاه الأشجار الكثيفة تاركا جبري وحيداً وجائعاً. غلى دم جبري من هذا التعامل، وقرر ألا يترك فهد يفلت بسهولة. اليوم سوف ينتقم من ذلك الثعلب المخادع بأي طريقة.

ظل جبري جالسا على الغصن يفكر بعميق في خطة للانتقام من فهد. بعد فترة وجيزة، تبادرت فكرة رائعة إلى ذهنه. "لقد وجدت الحل! سوف أخدع فهد بنفس طريقته. سأضعه في مصيدة وأجعله يدفع ثمن تصرفاته."

ضحك جبري بفرح عندما بدأ يتخيل تعابير وجه فهد عندما يكتشف خدعته. "تابعوني لمعرفة المزيد!"، توجه جبري بسرعة نحو البحيرة القريبة ليبدأ تحضيرات خطته الثأرية.

قصة خداع الجائع

الفصل الثاني: خداع مكروه

 

بعد فترة قصيرة وصل جبري إلى ضفاف البحيرة الواسعة التي كانت ملجأه المفضل. قام بالبحث بعناية حتى عثر على إناء فخاري كبير مملوء بالماء. نقله بمجهود إلى تحت أحد الأشجار القريبة.

فتش جبري في الغابة دون كلل حتى وجد عدة قطع صغيرة من الجبن اللذيذ الذي كان يحلم به. قام بوضعها بحذر في الإناء المائي. ضحك بفخر عندما شاهد الجبن يطفو على سطح الماء بدون أن يغرق.

إنها اللحظة المناسبة لاستدراج الفهد الخائن! قرر جبري استدعاء فهد إلى المكان. ارتقى إلى أعلى الشجرة وهتف بأعلى صوته: "يا فهد! تعال سريعاً، أنا بحاجة ماسة لمساعدتك".

بدا أن صوت جبري وصل إلى آذان فهد، لأنه بدأ يتوجه بسرعة نحو مصدر الصوت. ظهر فهد من بين الأشجار وسأل: "ما المشكلة يا جبري؟ ألم تكن تكرهني؟"

غضب جبري من تلك الكلمات لكنه أخفى غضبه. "نعم كنت أكرهك بسبب سرقتك لطعامي. لكنني الآن في مشكلة أخرى."

أشار جبري باتجاه الاناء "دعني أشرح لك. كنت أحاول أكل بعض الجبن الذي وجدته، لكن الإناء عميق وأنا لا أستطيع الوصول إلى الجبن الموجود على السطح. هل تستطيع مساعدتي؟"

تهلل وجه فهد عندما شاهد الجبن. "طبعاً سأساعدك! دعني أرى ماذا يمكنني فعله"، تقدم فهد ببطء نحو الاناء.

"هل ترى الآن لماذا لا أستطيع الوصول إليه؟ الماء عميق وأنا لست قادر على السباحة. إذاً هل تستطيع أنت الوصول إليه؟ بالطبع ستحصل على جزء من الجبن إذا استطعت جلبه إلي" قال جبري بصوت مهذب.  

لم يكن فهد بحاجة للتفكير مرتين. حلمه بأكل الجبن اللذيذ سياد عقله. دون تردد قفز داخل الاناء الفخاري بسرعة. لكن عندما لامس الماء، صدمته الحقيقة. كان الاناء ضيقاً للغاية بحيث لا يستطيع الخروج! بدأ يدور بعنف داخل الماء محاولاً بدون جدوى الخروج.

ضحك جبري بقسوة "كانت خطتي ناجحة تماماً! الآن أنت محاصر ولن تتمكن من الخروج. دعني أعلمك أنه لا أحد يستطيع خداعي دون أن يدفع ثمناً."
 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
Mohamed Mamdouh
حقق

$0.24

هذا الإسبوع

articles

507

followers

161

followings

21

مقالات مشابة