فيلا يعقوب: غموض و إثارة - حلقة ١٤

فيلا يعقوب: غموض و إثارة - حلقة ١٤

0 المراجعات

 أصطحب الدكتور مصطفي الراوي كل من المقدم هشام و الرائد حسام إلي غرفة التشريح حيث جثة و أغلق بابه خلفه بإحكام، ثم ألتفت إلي كلاهما قائلاً بنبرة غلفها الهدوء الشديد:
عشان أقطع الشك باليقين، أنا أشتغلت علي الجثة دي بطريقة معينة عشان أقدر أوصل لتفسير غير منطقي بس في نفس الوقت مقبول برضه، عشان كدة لازم تركزوا معايا جداً في اللي هقوله ....
ثم أخذ نفساً عميقاً، أخرجه كله دفعة واحدة قبل أن يزيح الستار من أمام الجثة الأمر الذي جعل حسام يتراجع سنتيمترات قليلة إلي الخلف من هول المنظر، في حين كان الثبات يسيطر علي هشام الذي بدا و كأنه تمثال من الصخر تم تثبيته علي الأرض بإحكام، لا يتحرك حتي خيل إلي الدكتور مصطفي أن أنفاس هشام قد توقفت تماماً قبل أن يلتفت هو إلي الجثة و قد تابع حديثه قائلاً:
      أولاً أجهزة الجسم كلها سليمة تقريباً، بس لما تيجي تبص علي الشرايين هتلاقيها متمددة و واسعة بشكل ملفت علي عكس الحالة اللي المفروض تكون عليها في الوضع الطبيعي ....
و ده يخلينا نقول إن القلب هنا قام بضخ كمية كبيرة جداً من الدم، الكمية دي دخلت و مشيت بشكل أسرع من الطبيعي خلال الشرايين دي و دا خلي الشرايين تتوسع زي ما انتوا شايفين كدة  عشان تستوعب كمية الدم الكبيرة اللي دخلت فيها ....
دا بقا يخلينا ندور علي السبب اللي ممكن يكون عمل كدة،  و برضه كل المعلومات اللي جمعتها عن العسكري دا لو حللتها هتلاقي كل دا منطقي جداً ....
إجهاد أدي لإرتفاع ضغط الدم أدي إلي الوفاة، و ده سبب طبيعي جداً، غصب عنك و عني و عن أي حد ....
صمت قليلاً و هو ينظر إلي عين هشام مباشرةً قبل أن يتابع:
لحد كدة يا باشا لا انتا و لا أي حد ليه عندي حاجة، عشان لو جبت أي طبيب شرعي في مصر مش هتطلع منه بحرف زيادة عن اللي أنا قلته ....
إبتسم هشام إبتسامة هادئة قبل أن يدور حول السرير الذي ترقد فوقه جثة العسكري، و تابع بعينه ذلك الجسد المفتوح من كل جانب ثم توقف فجأة قائلاً:
العسكري اتعرض لموقف معين، ضغط خارجي شديد، أو حس بخطر مفاجئ، الخطر ده خلي الغدة الكظرية عنده تفرز كمية أدرينالين بشكل غير عادي كنوع من رد الفعل لمقاومة الخطر المفاجئ ده، و ده رفع معدل ضربات القلب عنده و ....
إتسعت إبتسامته فور رؤية الدهشة و الإنبهار التي كست ملامح كل من حسام و الدكتور مصطفي، و خصوصاً الأخير، و لكنه لم يلتفت لذلك كثيراً حيث تابع في منتهي الثقة و الحزم:
و ده يعتبر تكملة اللي انتا كنت عايز تقوله ....
ده حل اللغز من منظور اللامنطق ....
ده اللي خلاني طلبت من الإدارة إن دكتور مصطفي الراوي هو اللي يشرح الجثة ....
عشان زي ما انتا قلت إن أي حد غيرك كان هيبقي أخره عند حدود العقل و المنطق ....
و أنا مكنتش عايز أي حد ....
أنا عايزك إنتا ....
إنتا مش أي حد يا مصطفي ....
ساد صمت رهيب لبضع دقائق نظر كلاهما إلي الأخر نظرة جمعت بين الفخر و الإنبهار و الإعجاب، أما حسام فقد قال في قرارة نفسه أنه محظوظ بحق لأنه يعمل بجانب شخص مثل هشام عبد الرحمن، ضابط يعمل خارج حدود العقل و المنطق ....
مجنون و الجنان أحياناً يكون مطلوب كنوع من المغامرة في مثل هذا المجال و ....
 

تابع

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
اسلام ابراهيم
المستخدم أخفى الأرباح

articles

460

followers

610

followings

115

مقالات مشابة