قصه البيت المهجور
في أطراف بلدة صغيرة وسط الغابات الكثيفة، كان هناك بيت مهجور يعتبر منبوذًا من السكان المحليين. كان يطلق عليه الجميع "بيت الظلال"، وذلك بسبب الأحداث الغريبة التي حدثت فيه على مر السنين. تسود الشائعات حول تلك الهيكل المهجور، وكان القليل من الشجعان الذين جربوا استكشافهم يعودون بقصص مرعبة تضفي على البيت سمعة سيئة.
في إحدى الليالي الباردة، قررت ماريا، الفتاة الشابة ذات الشجاعة الكبيرة، أن تواجه خوفها وتكشف للجميع ما إذا كانت قصص الرعب عن "بيت الظلال" صحيحة أم لا. كانت تحلم منذ فترة طويلة بالكشف عن أسراره، وكان يومها الكبير قد حان.
ارتدت ماريا ملابس دافئة وحملت مصباحًا قويًا. مشيت وحيدة في الليل المظلم، وصلت إلى أمام أبواب البيت الكبيرة والمهجور. كانت الهواء يتحرك بشكل غريب، وأوراق الأشجار الميتة تتطاير حولها. دخلت بحذر إلى البيت، وسمعت صوتًا خفيفًا كأنه يصرخ من بعيد.
بينما كانت تتجول في الهالات الظلام، لاحظت ماريا أن الجدران كانت تروي قصة. كانت اللوحات متهالكة، لكنها كانت تحمل رسومات لأشخاص وأحداث غريبة. واصلت استكشاف الطوابق العليا، وكلما اقتربت من القاعة الرئيسية، زادت حدة الأصوات.
في القاعة، انكشفت لها منظرٌ مروع. كانت هناك أظلال تتحرك ببطء وتتلاشى وراء الأعمدة القديمة. سمعت أصواتًا همسية تتلاطم في جدران البيت، وكأنها كانت تحاول أن تقول لها شيئًا. اكتشفت ماريا ممرًا سريًا في الأرض، وعندما انحنت لتلقي نظرة عن كثب، اكتشفت سلمًا يؤدي إلى غرفة تحت الأرض.
نزلت ماريا السلم ببطء، وكلما اقتربت من الغرفة، زادت كثافة الهمسات والأصوات. فتحت الباب بحذر، وكانت مفاجأة مرعبة تنتظرها. في الغرفة، كان هناك تمثال غريب الشكل يشع أضواءًا خافتة. أمام التمثال، وجدت مجموعة من الأرواح الضائعة التي كانت تنظر إليها بأعين فارغة.
فجأة، بدأت الأرواح تحكي قصتها بلغة لا تفهمها إلا ماريا. كانت همساتهم تروي قصة عن زمنٍ بعيد حين كان هذا المكان ملجأ للأموات. وكانوا يبحثون عن أمل وإحياء، لكنهم تحولوا إلى أشباح ظلمتهم.
ماريا شعرت بالرعب يسري في عروقها، ولكنها لم تستسلم. بدأت تتفاعل مع الأرواح، واكتشفت أنهم كانوا يحتاجون إلى مساعدتها للخروج من هذا العالم البائس. بدأت رحلة ماريا في إيجاد طريق لتحرير هذه الأرواح من قيود البيت المهجور، وكلما اقتربت من الحلاقة، زادت غموض ورعب هذا المكان الغامض.
