مغامرة في سوق الخضار

مغامرة في سوق الخضار

0 المراجعات

مغامرة في سوق الخضار

كان يوم خميس مشمسًا، وقررت عائلتنا الذهاب إلى سوق الخضار لشراء احتياجات الأسبوع. أنا، ريم، فتاة في الثالثة عشرة من عمري، أكره التسوق بكل أنواعه، لكنني أحب قضاء الوقت مع عائلتي، فوافقت على الذهاب.

وصلنا إلى السوق، وكان مزدحمًا للغاية. كان هناك باعة متجولون ينادون على بضائعهم، وأطفال يركضون بين البسطات، ونساء يتفاوضن على الأسعار. ضاعت أمي بين أكوام الخضار، بينما انشغل أبي بالبحث عن أفضل أنواع الفواكه.

شعرت بالملل، فقررت التجول بمفردي. وفجأة، لفت انتباهي صوت عالٍ قادم من أحد الباعة. اقتربت من مصدر الصوت، لأجد رجلاً ضخمًا يرتدي قبعة كبيرة، ويصرخ على امرأة عجوز.

"هذا البصل فاسد! لقد خدعتني يا امرأة!" صرخ الرجل بصوت غاضب.

"لا يا سيدي، البصل طازجٌ تمامًا!" ردت العجوز بصوت خافت.

"كذابه" صرخ الرجل مرة أخرى، ورفع يده ليضرب العجوز.

في تلك اللحظة، شعرت كأن شيئًا ما قد تغير بداخلي. لم أعد أشعر بالملل، بل شعرت بغضب عارم تجاه هذا الرجل الظالم.

"لا تضربها!" صرخت بأعلى صوتي.

التفت الرجل نحوي بدهشة، ورمقني بنظرة غاضبة.

"ماذا قلتِ يا صغيرة؟" سألني بصوت غليظ.

"قلت لا تضربها!" رددتُ بثقة. "إنها امرأة عجوز، ولا تستحق أن تُعامل بهذه الطريقة."

ازداد غضب الرجل، وبدأ وجهه يتحول إلى اللون الأحمر.

"من أنتِ حتى تتدخلي في شؤوني؟" صرخ في وجهي.

"أنا فتاة صغيرة، لكنني أعرف ما هو الصواب!" قلتُ له بكل شجاعة.

في تلك اللحظة، تدخل بعض المارة، وبدأوا في توبيخ الرجل على سلوكه. شعر الرجل بالخجل، واعتذر للعجوز، وغادر السوق مسرعًا.

شعرتُ بالسعادة لأنني تمكنتُ من مساعدة العجوز. لقد تغلبتُ على خجلي، ودافعتُ عن شخص مظلوم. لقد كان ذلك درسًا مهمًا تعلمته في ذلك اليوم، وهو أننا جميعًا لدينا القدرة على إحداث تغيير، حتى لو كنا صغارًا.

بعد ذلك، أكملنا جولتنا في السوق، واشترينا ما نحتاجه. وعندما عدنا إلى المنزل، حكيتُ لأمي وأبي ما حدث، فشعروا بالفخر بي.

منذ ذلك اليوم، لم أعد أكره التسوق، بل أصبحتُ أراه فرصة لمساعدة الآخرين، وإحداث تغيير في العالم.

 

  • في مرة أخرى، كنتُ أتجول في السوق، ورأيتُ طفلاً صغيرًا ضائعًا. ساعدتهُ في العثور على عائلته، وفرحوا كثيرًا عندما اجتمعوا مرة أخرى.
  • في مرة أخرى، كنتُ أشتري بعض الفواكه، ولاحظتُ أن البائع يُعطي سيدة فقيرة كمية قليلة جدًا من الفواكه مقابل كل ما دفعته. أعطيتهُ بعض المال لكي يُعطيها المزيد من الفواكه، وشعرتُ بالسعادة عندما ساعدتُ تلك السيدة.

 

سوق الخضار ليس مجرد مكان لشراء الطعام، بل هو مكان مليء بالحياة، ومليء بالقصص. في كل مرة أذهب فيها إلى السوق، أتعلم درسًا جديدًا، وأكتشف شيئًا جديدًا عن نفسي وعن العالم.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

8

followers

4

followings

0

مقالات مشابة