خولة بنت الازور

خولة بنت الازور

0 المراجعات

مسلمات صنعن التاريخ 
خولة بنت الازور
اول فارسة محاربة فى الإسلام

الله اكبر... الله اكبر...
صيحات اهتزت جوانب الارض خاشعه لسماع صوت الحق ، وانصتت الدنيا في ذهول الى هذه الفئه القليله التي خرجت من البقعه الجرداء التي عاشوا فيها معزولين زمانا ليسودوا ..ويتملكوا ..وينشروا ..
دينا لله جديدا في الارض.
وكان النصر حليفهم اين ماحلوا .. حتى اتجهت الانظار الى الشام حيث فلول جيوشا هرقل هناك 
ودوى نفير الجهاد وخرج الرجال في اثر الرجال لتلبيه الدعوه..
كان ضرار ابن الازور في جمله الملبين بل انه كان من اشدهم شوقا الى معاوده الكفاح حيث طابت له حياه الميدان ..
وهو من خيره فرسان المسلمين الذين عرفتهم ميادين فارس 
وفي حماسه قدسيه راح الفارس ضرار يحدث اخته خولة عن امانيه وعن خطته التي اعدها لتحطيم الروم والقضاء على فوارسهم..
كانت خوله ماخوذه بهذا الحديث وتتمنى أن يكون لها فيه نصيب..
لقد كانت خوله فتاه فتانة  حلوه تزخر بالجمال والشباب والحيويه وفي دمائها العربيه حب النجده والاستهانه بالمخاطر والاهوال، وكانت بارعه في ركوب الخيل وحمل السلاح ..
واسرت الى اخيها برغبتها بالخروج للقتال معهم ولكنه صارحها بخوفه عليها مما تجره الحرب على مغاوير الرجال فكيف بالنساء ..
ولكن خوله لم تنصت إلى أخيها وقالت له في ايمان قوي..
اخرج أنت إلى كرك وفرك ولأخرج معك لأقوم في الحرب بنصيبي نصيب المرأة وسأحمل لكم الزاد والماء سأضمد الجرحى والمصابين..
أطال ضرار النظر إلى وجه أخته الذي تهلل بنور عجيب فمال على جبينها ليطبع عليه قبله اعجابه وحنانه..
وضمها إلى صدره وهو يتمتم في نبره عميقه..
اعدي نفسك يا خوله وكوني جديره بحمل مشعل  الجهاد في سبيل الله والله معنا..
اخذت خوله مكانها في الصفوف وأسعدها إن كان لها شرف القيام بخدمه المجاهدين بين كثيرات من بنات جنسها اللائي خرجنا وراء الجيش..
شهدت خولة موقعة صحورا واكتوت بلضاها وشاء لها الحظ السيء أن تقع مع كثيرات من زميلاتها المجاهدات في أسر الروم ووضعن تحت الحراسه حتى تتجلى الموقعه 
غير أن خوله كان تفكيرها ألا تستسلم في خنوع ..
واستعرضت خوله الامر على صاحبات لها فى الأسر ، وصارحتهن بمادار بخاطرها فاسعدها ان وجدت لديهن جميعا اصداء ما دار في خلدها..
فقالت لهن يا بنات حمير  اترضين لانفسكن علوج الروم  ؟! ويكون اولادكن عبيدا لهم...
 وسنحت الفرصه لتنفيذ الخطه فقد ذهب أكثر المحاربين من الروم إلى ميدان المعركه وضعفت الحراسه المفروضه عليهن واذا بصوتها الهادئ يجلجل في صويحباتها يا بنات العم ان الريح لمواتيه فهيا فقد حان وقت العمل إن الموت أشرف من فضيحة تلحق بنا إلى آخر الزمان ..
الهبت خوله قلوب النسوه فاقتلعنا الاعمده والاوتاد واندفعنا في قوه وعنف نحو حراسهن ففروا امام بساله النساء المندفعات وراء خوله بنت الازور التى  تشق  بهن طريق الخلاص..
وعادت الفتاه الباسله ورفاقها إلى معسكر رجالهن وقد تخلصن جميعا من الأسر ومحون عن أنفسهن عاره..
وقد أذهلت أخاها ضرار بما فعلت
وعادت رحى الحرب من جديد وعاد ضرار الى مكانه في الصفوف الاولى وبقيت خوله في مكانها بين النساء..
وسمعت خوله ان ضرارا في المقدمه وأنه استطاع أن يطيح من الروم بفوارس لا عدد لهم ..حتى جاءها النبأ بأن ضرارا وقع في أسر الروم.. ومادت الارض تحت قدميها واسودت الدنيا في عينيها وهانت عليها الحياه...
ووجدت الفتاه الجريئه نفسها تتسلل من صفوف النساء في خفه وحذر داخل صفوف الجنود..
ورأى المسلمون عجبا وهم يصاولون الروم ..رؤا فارسا لم يروه من قبل في صفوفهم وقد اندفع كالصاعقه والعدو يتمزق ويرتد امام ضرباته ..
نظر خالد بن الوليد إلى الميدان وقد راعه أمر ذلك الفارس الغريب الذي لا يبين من وجهه إلا حدقتان وقد بدا في ثيابه السود وحزامه الاخضر وكانه القضاء الذي حم.  وهتف خالد..
ليت شعري ..من يكون هذا الفارس..؟!
وشد المسلمون وراء ذى الثياب السود الذي حمل على عساكر الروم فزعزهم ....
قال رافع ابن عميره لبعض من سألوه عن ذلك الشهم الجريء لابد انه خالد بن الوليد ...
ولكن خالد ما لبث أن أشرف عليهم..
فثارت الدهشه رافع واقبل على قائده يسأله عن من يكون ذاك الفارس الذي انزل الرعب في قلوب الاعداء..
قال خالد بن الوليد
وانا والله لاشد عجبا منكم.. واطال القائد الظافر النظر الى الميدان وتبدت له بوارق النصر فإذا هو يصيح يا معاشر الرجال احملوا باجمعكم وراء هذا الفارس..
ووصل الفارس الغامض اخيرا حيث كان خالد وقد تخضب بالدم ردائه وصاح فيه خالد لله درك من فارس ابليت احسن البلاء في سبيل الله اكشف عن لثامك لنعرف ان تكون وقف الفارس في مكانه بثوبه الاسود وظل في صمته
ولثامه على وجهه  وابتعد قليلا عن مجلسه 
واذ بخالد يهيب به ان يتكلم..
وتكلم الفارس اخيرا ..
وتراجع خالد امام نبره الصوت الناعمه.. واستمع الى صاحبته وهي تقول..
لقد اعرضت عنك يا امير حياء منك فاغفر لي صمتي واصراري على السكوت
وسأل خالد محدثته في دهشه 
من انت اذا ؟؟!
انا خوله بنت الازور وقد كنت مع النساء فسمعت باسر اخي ضرار فركبت..
تأمل خالد محدثته مليا واكبر فيها جرائتها وحبها لاخيها 
واذا به يقول لها ستحمل والله عليهم مره ثانيه وسنصل الى حيث ضرار ..
ودارت رحل معركه من جديد وخاضتها خولة بنفس الجراءه التي اذهلت الجميع حتى تخاذلت قوى العدو ففر من فر وألقى السلاح من آثر التسليم وتجلت أيه النصر.. ص ولكن دون ان يتحقق املهم في العثور على ضرار .. في هذا الوقت وقع في أسر المسلمين فرقه من الروم ألقت السلاح وطالبت بالأمان فأحضرهم الجنود إلى خالد بن الوليد فسألهم عن ضرار ووصفه لهم ..
وقال احد الجنود من  الاسرى..
لعل الامير يقصد ذلك الشاب عاري الجسد الذي قتل منا من قتل انه اسير قائدنا وقد اصدر امره بان يذهبوا به الى حمص وجعل حراسته 100 فارس..
صرخت خوله فرحه وارادت ان تتكلم فاسكتها خالد وارتفع صوته مناديا يا رافع بن عميره انك لخبير بمسالك هذه البلاد ودروبها فخذ معك 100 فارس والحقوا بالروم حيث وصلوا ثم عد ومعك ضرار ابن الازور..
ارتمت خولة على قدمي قائدها متوسله وجعلت تقول اسمح لي ان اذهب معكم معه فمر بذهابي مع القوم اني استطيع ان اخوض غمارها..
اذن خالد بن الوليد لخولة ان تخرج مع رافع ورجاله... ووصل المسلمون الى سلميه مجتازين دروبا مجهوله وسألوا القوم عن 100 جندي من الروم في صحبتهم أسير عربي فأكدوا لهم إنهم لم يمروا بعد بهذا المكان..
فرح رافع واكد لخولة إن الأسير العزيز سيأتي بعد ساعات وأن عليها أن تصبر..
واشرف الروم أخيرا على سليمه وانقض الرجال على الأعداء وبرز الفارس الغامض من جديد في ثيابه السود وحزامه الاخضر  وراحه سيفه يطيح بالرؤوس ويلقي الرعب في القلوب حتى انجلت الموقع اخيرا عن فرار من بقي حيا من الروم ..
ووقف ضرار ينظر حواليه في دهشه واعجاب بالفارس الذي استطاع أن يفعل ما لا يكاد ان يقوى عليه الفرسان من الرجال وقبل أن يفيق من دهشته كان الفارس المجهول يقفز عن جواده ويرمي بنفسه بين ذراعيه وصاح ضرار في ذهول
خولة أهذه أنت ..؟
اجل يا ضرار !
ويل لي كدت اقضي عليك بالموت وهل للحياه بعدك قيمه يا ضرار لكأني بالقدر قد أراد خروجي لحكمه أرادها من يدري قد تكون هي هذه ..
لا بل لتجعل من خوله بنت الازور فارسه لا يشق لها غبار ورمزا خالدا للبطولة بين العربيات المسلمات الخالدات

بقلم / ايمان جمعة رمضان

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

11

متابعين

1

متابعهم

9

مقالات مشابة