(عتمه_الانتقام) part 1

(عتمه_الانتقام) part 1

0 المراجعات

في الساعة السابعة والنصف صباحًا يوم السبت، مع نسمات هواء رائعة وهبوب الرياح الباردة، يستيقظ مدحت من سريره ليصنع كوبًا من القهوة الساده كما يحبها دائمًا. يجلس على الشرفة ليتمتع برائحة الهواء النقي وصفير العصافير، وفي هذه اللحظة يُشعره جرس هاتفه النقال بوجود مكالمة غير معروفة.
_الوو 
_السلام عليكم استاذ مدحت معايا 
_ايوة اتفضل مين 
_انا موظف استقبال في مستشفى دار الفؤاد
بداء القلق يظهر على وجه مدحت وسكت ولم يرد 
كسر حاجز السكوت موظف الاستقبال عندما قال 
_استاذ مدحت حضرتك سامعني 
_اه....اه سامعك 
_طيب حضرتك عايزينك تيجي حالا عشان والدتك واخوك عاملو حادثه 
وأغلق الخط دون حتى أن يقول وداعاً. نزل مدحت دون تغيير ملابسه المنزلية، ولم يتأخر لأنه يسكن قريبًا من المستشفى. وأثناء الطريق، تذكر كلام موظف الاستقبال، وكأنه لا يبالي بما حدث ولا بالطريقة التي تحدث بها. وصل المستشفى ودخل الاستقبال، وسأل عن أسامة، أخيه الأصغر بثمانية سنوات، وعن والدته بعد أن دفع المبلغ المطلوب. ووجد أن أسامة في غرفة لأنه بدأ يستفيق، لكن والدته في العناية المركزة. ذهب للعناية المركزة ولكنهم رفضوا دخوله في الوقت الحالي. لكنه أصر حتى جاء إليه الطبيب الذي يتابع حالة والدته وهدأه قليلاً.
_اهدي يا استاذ ؟؟
_مدحت يا سيدي 
_طيب استاذ مدحت متقلقش الوالده كويسه ومفهاش حاجه هيا بس الخبطه جات ف دماغها ومأثره شويه لاكن الاشعه بتقول أن كل حاجه كويسه 
_دكتور مين لو سمحت ؟
_دكتور مصطفي 
_حضرتك عايزني اهدي وامي ف العنايه المركزة ومش فايقه حتي وبتقولي انها كويسه والاشعه بتقول انها كويسه طب هيا ليه مش فائقه وليه مش عايزني اشوفها تقدر تقولي اهدي ازاي 
_استاذ مدحت انا بحاول بس افهمك مقصدش حاجه ده غير أن العصبيه ديه مش هتفيدك ب حاجه ومش هتغير حاجه عموما بعتذرلك بس مش هينفع تدخل ونا هسيبك لحد متهدا كده وبعد كده هرجعلك تؤمرني ب اي حاجه قبل ممشي ؟؟
_لا وبعتذرلك علي انفعالي 
_ولا يهمك 
ذهب مدحت ليطمئن على أخيه أسامة، لكن وجده نائمًا ولم يكن يعلم هل هو نائم أم مخدر. ثم ذهب ليشرب كوبًا من القهوة ليرتاح ويهدأ قليلاً حتى يتمكن من التفكير في كيفية التعامل مع الطبيب وفهم الوضع بشكل أفضل. جلس على كرسي، وفجأة تذكر حادثة من ماضيه عندما كان في الخامسة عشرة من عمره، حينما غادر والده دون عودة، ولم يعرف مكانه الي الآن. أخرج ورقة من محفظته، وكانت رسالة من والده تحمل في طياتها كلمات قاسية لا تغفر لما فعله. بدأ في قراءة الرسالة بعينيه التي كادت تنهار بالدموع.
مدحت ابني البكر الرشيد انا عارف انك كل متقراء الرساله ديه هكون وحشتك لانك لو قطعتها هتكون كرهتني خلاص كان غصب عني اني اسيبكوا بس انا كبرتك لحد مبقيت راجل وقادر تصرف علي امك واخوك مش هطلب منك مسامحه لان انا اناني ومش هطلب منك تفضل تحبيني لانك اكيد هتسأل ليه افضل احبه وهوا مش موجود انا متأكد انك هتكون حاجه كبيرة ومش عايزك تدور ورايا ولا تعرف انا فين دور علي نفسك وعلي سعاده اسامه ووفاء مامتك .
اغلق الرساله مدحت وكان كوب القهوة قد انتهي ف ذهب ليستمع للدكتور مرة أخري وهوا مبتسم هذه المرة
خبط ع باب المكتب وفتحه 
_دكتور مصطفي مممكن ادخل 
_طبعا طبعا اتفضل 
_انا بس حبيت اعتذرلك ع الطريقه اللي اتكلمت بيها معاك من شويه بس اكيد حضرتك مقدر اللي انا فيه 
_ولا يهمك والله انا مقدر كويس اوي 
_طيب حضرتك ممكن تفهمني ايه اللي في والدتي واخويا 
_اخوك اسامه كويس وهوا نايم عادي بس من التعب واول ميصحي هيكون تمام عنده كسر ف أيده وطبيعي شويه كدمات وعنده برضه كسرين ف الضلوع بس متقلقش مش حاجه جامده اوي وخلال شهر بأذن الله هيكون راجع تاني زي الاول واحسن 
_طيب الحمدالله....وامي يادكتور 
_بص انا مش هضحك عليك بس والدتك دخلت ف غيبوبه ومش عارفين سببها الرئيسي بس اكيد بسبب الخبطه بس احنا مش عارفين المشكله الرئيسيه عشان نبداء نعالجها بس من ناحيه الاشعه هيا معندهاش اي كسور ف اي مكان لأن اصلا الخبطه كلها كانت من ناحيه كرسي السواق 
_ازاي طيب امي سليمه والخبطه كلها كانت من كرسي السواق
_اوسامه اخو حضرتك هوا اللي كان سايق
_اسامه ...ازاي ده مبيعرفش يسوق 
_معرفش والله يا استاذ مدحت ممكن تبقا تسأله لما يفوق انت كل اللي عليك انك تدعي لولدتك وتفضل جمب اخوك وانا اوعدك أنها هتبقت كويسه و أنا اللي هتابعها بنفسي وانشاء الله خير وتفوق ف اسرع وقت 
سكت اسامه قليلا وتذكر هذا الكلام وتذكر أنه نفس الكلام ونفس الوعد الذي قاله له دكتور مجدي علي ابنته 
تكلم مصطفي بنبرة حزن شديده وكانت عيناه احمرت من كثرة كتمت الدموع وقال 
_عارف يادكتور مصطفي ...عارف انا كنت هنا من تلت سنين بالظبط واتقالي نفس الكلمتين بالظبط علي بنتي 
عارف يعني ايه بنتك تروح من ايدك بعد اربع سنين من محاربه السرطان الحمدالله على كل شئ انا مش معترض 
بس انت فاهم يعني ايه بنت عندها سنتين لسه بتفتح عينها علي الدنيا تلاقي عندها ورم قعدت اربع سنين بتتعذب 
ونا كنت كل يوم بتعذب معاها وراحت من ايدي.... راحت من ايدي ف لمحه بصر امنيتي الوحيده ف الدنيا جت وراحت ملحقتش اشبع منها ونتي جي تعملي زي الدكتور اللي قبلك 
وتوعدني بأنك هتخليها كويسه طيب يادكتور خليها كويسه 
_استاذ مدحت...يا استاذ مدحت 
خرج مدحت دون الالتفات للدكتور مصطفى أو الاستماع لمناداته، وذهب إلى غرفة أخيه حيث نام حتى استيقظ في وقت العصر. بعد ذلك، قام بالتوضُّؤ وأدى صلاة الظهر التي فاتته، ثم صلاة العصر. وعندما عاد إلى غرفة أخيه بعد استيقاظه، وجد نفسه في المكان نفسه بجوار سرير أخيه.
_اوسامه انت كويس ياحبيبي ؟
_انا اسف يا مدحت والله مكنش قصدي 
_بطل عياط طيب مفيش حاجه ماما كويس ونت كويس وفداك العربيه ياعم استني ميت سنه كده ونجيب غيرها 
مدحت كان يحاول اضحاك اخوه لانه ف حاله صحيه سيئه ضحك اسامه وهوا يتألم وقال له 
_يعم هوا ده وقته 
_اوسامه بطل تمثيل وقوم انا عارفك من ونت لسه بتحبي كنت بتمثل 
_لا المرة ديه بجد مش بمثل وبعدين في ايه ياعم كنت عيل صغير متسيبني أمثل 
_عارف يحبيبي انا بهزر معاك بس مش اكتر 
_ماما كويسه ...بس بالله عليك لتقول الحقيقه 
_متخفش ياحبيبي كويسه بس هيا ف غيبوبه وهتفوق قريب 
_سامحني يامدحت ونبي ونا مش هعمل كده تاني اخر مرة انا عارف اني وعدتك قبل كده بس من النهاردة خلاص.
انهار أسامة في البكاء، وبدأت نفسه تضيق وارتفع صوت الإنذار من الجهاز الذي يراقب حالته، فأخرج الممرضون مدحت من الغرفة. ظل مدحت واقفاً لكنه تراجع عندما خرجوا الممرضون والطبيب من غرفة أسامة، فتحدث الطبيب معه وأوضح له أن حالة أسامة الصحية لا تسمح بالبكاء والحديث الكثير، وأنه يجب أن يرتاح. ظل مدحت يتذكر أشياء مختلفة، بعضها سعيد وبعضها حزين.
"مدحت و سمر"
بعد تخرج مدحت من كلية الهندسة، وجد عملاً في مكتب ترجمة، لم يعمل بشهادته، إذ كان يجيد اللغة الإنجليزية والألمانية، وجد العمل في وقت قصير جداً. كان مدحت في سن الثالثة والعشرين عندما قابل سمر لأول مرة، وكانت المقابلة طبيعية جداً، لم تكن كحكايات الرومانسية الأخرى، حيث كانت سمر فتاة جديدة ستعمل معهم. كان مدحت لا يزال جديدًا على العمل، لأنه لم يكمل سوى الشهرين. عندما دخلت سمر المكان ونظر إليها مدحت، كان وكأنه تائه في جمالها الطبيعي الذي لا يمكن مقارنته. شعرها أسود داكن وعيناها سوداوان مائلتان إلى البني، وملامح وجهها كانت ناعمة، ولم يكن هناك بها علامات كثيرة من المكياج. وهنا بدأ مدحت يشعر بشعور غريب عليه، لم يكن يعرفه من قبل. في الأسبوع الثاني من تواجدهم معًا، جاءت سمر لتتحدث معه ولتتعرف عليه، وبدأت هي الحديث قائلة:
_مدحت..مش كده؟
رد مدحت ببعض من التوتر والكسوف وكأنه طفل صغير وهذه الفتاه قادمه لتلاعبه 
_ايه....اه...اه مدحت
_انا سمر اعتقد يعني خدت بالك اني شغاله معاكوا مش محتاجه اقولك 
ضحك مدحت ولكنه لم يفهم سبب المجئ لتتحدث معه 
ف سكتت سمر ثم قال مدحت وكان بداء يتشجع 
_انتي عندك كام سنه ؟
ردت سمر بضحكه خفيفه
_ليه
_حاسك صغيرة بصراحه يعني اديكي ١٧ أو ١٨ سنه 
_ليه ياعم ونا ماشيه بمصاصه ف بوقي 
ضحك مدحت وكان قلبه يضحك معه في هذه اللحظة لم يتوقع أنها جريئه كان يظنها قليله الكلام ولكنه اكتشف عكس ذالك
_ايه ياستي خلاص متقولي طيب عندك كام سنه 
_عندي واحد وعشرين سنه ارتحت 
_طب عايزة ايه ياكبيرة ياعقله
نظرت له بغضب ولكنها كانت مبسوطه من الداخل
_انت بتتكلم الماني مش كده 
_اه بتكلم ليه يعني شاكه فيا 
_ياعم بطل تريقه بقا متتحسسنيش انك ملك الكون ..عايزاك تعلمني 
_هتدفعي كام ؟
قالت سمر في اعجاب غريب من الذي قاله مدحت الان 
_اي ده.....هتعمل مصلحه عليا عشان انا غلبانه يعني
_لا ياستي خلاص اعزميني علي كوبايه قهوة كل متيجي عشان أعلمك ونا هتكون كده خدت حقي 
_موافقه يا سيدي 
_بس تكون ساده 
_خلاص يعم مقولنا ماشي
ضحك مدحت مرة أخرى، وهذا كان أول حديث بينهم قبل زواجهم بسنة واحدة.

وبعد ١١ شهرًا من زواجهم، أتت فريده، أمنية مدحت، إلى الدنيا أخيرًا ونالت كل الحب. كان مدحت وسمر يعشقانها، ليس فقط يحبونها، بل كانوا وكأنها جزء منهم خرج ليتحرك في الدنيا، وأصبح لديه رجول وأيدي. كانت فريده مثل الملاك لمدحت، وكانت طوق النجاة لسمر، تشعرهم بالسعادة في أشد الأوقات.

وبعد اكتشاف مرض فريده، دخل مدحت في حالة اكتئاب شديدة، كان سينفجر من كثرة الحزن، ولكن كان عليه الظهور أمام سمر ولا يبدو عليه الحزن.

بعد سنتين من اكتشاف حالة فريده، بدأت سمر تتغير في معاملتها، كأنها لا تهتم، وخسر مدحت عمله في هذا الوقت، لأنه كان يأخذ الإجازات بشكل متكرر، حيث كان يرغب في العناية بفريده.

وهنا بدأ كل شيء يتدهور في حياة مدحت. بعد سنة من تركه للعمل، طلبت سمر الطلاق منه، وكأنها نسيت فريده ونسيت المرض ونسيت حبها لمدحت. كسر تفكير مدحت صوت ممرضة.
_استاذ....يا استاذ 
_نعم اتفضلي 
_حضرتك لو هتبيت هنا ف ممكن تدخل الاؤضه بس مينفعش تنام هنا 
_تمام 
_محتاجني اجبلك حاجه 
_لا شكرا تسلم
وقف مدحت ثم ذهب ليأخذ بعض الملابس من منزله وليستحم 
عاد ودخل غرفه اسامه ونام الي اذان الفجر ف ذهب ليصلي ويدعي لامه 
وبعد صلاة الفجر عاد مرة أخري اللي الغرفه ليريح جسمه قليلا 
وبعدها بعده ساعات آفاق علي هاتفه يرن 
_الووو 
_انت فين مجتش ليه كل ده 
_اسف يا استاذ محمود والله بس انا في المستشفى من امبارح
_خير أنشأ الله في ايه 
_اخويا وامي عملوا حدثه وهما راجعين من عند خالتي 
_طب انت في مستشفي ايه 
_لا متتعبش نفسك كلها يومين ويكون كل حاجه كويسه استأذنك في إجازة بس لو تسمحلي
_اكيد ياحبيبي اول ما الأمور تتظبط ابقي ارجع الشغل ولو احتجت حاجه ف انا زي اخوك الكبير متتكسفش
_تسلم يا استاذ محمود...سلام 
ذهب مدحت كالعادة ليحضر كوب قهوة بدون سكر، حيث أحضر القهوة ومن ثم ذهب ليرى السيارة التي تعرضت للحادث.

قال مدحت باندهاش: "سبحان الله، كيف خرج اسامه سليماً بهذا الشكل؟ الحمدالله يارب."

كانت السيارة مقطوعة إلى نصفين، ولم يكن هناك باب للسائق، هذا الحادث كان من الأصعب الخروج منه سليماً.

فكر مدحت للحظة، لماذا عاد أسامه وأمه في هذا الوقت، ولماذا قال له أسامه: "أنا وعدتك قبل كده بس ديه اخر مرة."
ذهب مدحت للدكتور مصطفى 
_دكتور مصطفي 
_اهلا اذيك يامدحت 
_سؤال واحد ومش عارف انت تعرفه ولا لا 
_اتفضل 
_هوا اسامه كان سكران وقت الحادثه ولا لا ؟
_الشرطه لما وصلت للمكان والاسعاف عشان فيه ناس بلغت طبعا
لاقوا زجاجه خمرا ف العربيه والحادثه انا معرفش انت عارف هيا حصلت ازاي أو لا بس هما داخله في سور اسمنتي يفصل الشارع ف اعتقد اه اسامه كان سكران 
_ونت ليه مقولتليش
قالها مدحت بطريقه اخافت الدكتور منه 
_مكنتش متخيل أنها حاجه هتفيدك ومكنش وقته ساعتها 
_ونت مين عشان تتخيل وتعرف ايه اللي هيفدني 
دخلت ممرضه ع الصوت العالي وبداءت الناس تتجمع في هذه اللحظة فقط هداء مدحت وخرج خارج المستشفى ليستنشق بعض الهواء ليهداء قليلا 
"اسامه" 
كان أسامة شابًا مضطرب الحال، يغرق في عالم الخمر والمشاكل. كانت عائلته تعيش في حزن وقلق بسبب تصرفاته السيئة. ومن بين هؤلاء الذين كانوا يعانون أكثر كان شقيقه مدحت، الذي كان يعمل بجد لإعالة الأسرة وكان يحاول جاهدًا مساعدة أسامة للتخلص من إدمانه في أحد الأيام، بعد أن شرب أسامة ليلة كاملة، قرر الوقوف أمام شقيقه مدحت بوجه محطم، معلنًا أنه قد فهم الآن الخطأ الذي ارتكبه ووعد أن يترك الخمر نهائيًا. وبكلمات صادقة ومليئة بالندم، قال لمدحت: "هحاول يا اخويا والله بس انت خليك جنبي اوعدك اني هبطلها وبوعدك وعد ربنا يشهد عليا فيه."صدق مدحت كلمات أخيه، لكنه كان يعرف أن الطريق للتغيير لن يكون سهلاً. بدأ أسامة في إجراء تغييرات جوهرية في حياته، وبدأ بالبحث عن دعم ومساعدة من المجتمع وأصدقائه. كان مدحت دائمًا إلى جانبه، يقدم له الدعم الذي يحتاجه في كل خطوة من هذا الطريق الصعب مع مرور الوقت، وبفضل إرادته القوية ودعم أخيه، استطاع أسامة تحقيق التحول الذي كان يسعى إليه. تمكن من التغلب على إدمان الخمر وبدأ في بناء حياة جديدة له، مليئة بالأمل والإيجابية.
"موت وفاء"
بعد عده ساعات من معرفه مدحت بأن أخيه خان الوعد الذي وعده به احس مدحت بضيقه تخنقه في صدره وكأن قلبه مقبوض 
دخل مدحت ليطمئن علي والدته من دكتور مصطفي وكان قد غلبه البؤس 
_دكتور مصطفي ايه أخبار والدتي؟
_اقعد يا مدحت 
_في ايه يا دكتور امي كويسه ؟
_للاسف يا مدحت والدت حضرتك تعيش انت 
سكت مدحت وكان دكتور مصطفى يتكلم معه ولاكن مدحت لم يستجيب ولم ينطق بأي كلمه سكت دكتور مصطفى الي أن قام مدحت من كرسيه وتحرك نحو الباب 
_استاذ مدحت انا بعتذرلك جدا بس ده قدر ومكتوب 
نظر له مدحت نظرة لم يفهمها دكتور مصطفى ولكن هذه النظرة اخافته كثيرا 
لم ينزل مدحت في هذا الوقت اي دمعه وكأنه لم يتأثر ب شئ دخل مدحت ليري أمه للمرة الأخيرة قبل دفنه ف أمه كانت هيا الوحيده التي تشعر به وهيا الوحيده التي كان يرتاح معاها في الكلام
دفنت وفاء والدت مدحت ثاني يوم من وافتها في محافظة القليوبية بجانب أهلها الذين سابقوها 
ولم يفعل مدحت اي عزاء لوالدته لاكن خالته فعلته مكانه وكانت تظن أنه غير قادر بسبب الأحداث ولكنها لمت تعلم ما الذي يدور في عقل مدحت .

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
ali

articles

1

followers

1

followings

1

مقالات مشابة