خسائر  الطمع ومكاسب القناعة بين الأخوة

خسائر الطمع ومكاسب القناعة بين الأخوة

0 المراجعات

القناعة كنز لايفني والطمع يفني ما تم جمعه 

يحكي ان رجلا كان له ولدان الولد الأكبر مزارع والولد الأصغر 

كان متعلما وموظفا 

وقد كتب أبيهم تقسيم الميراث بينهم بالتساوي لكل منهم نصف المنزل ونصف الأرض الزراعية 

وتوفي والدهم وكانوا يعيشون فى مودة وبعد فترة دخل الطمع عن طريق زوجة الأخ الأكبر الذي ملأه الطمع على أخيه 

ممارسة الطمع والجشع 

وفى ذات يوم طلب الأخ الأكبر الذى طمع من أخيه الأصغر ان يترك له نصيبه من الأرض الزراعية دون مقابل 

وعندما حاول الأخ الأصغر ان يستفسر عن سبب ذلك وجد أن الطمع قد ملأقلب أخيه وقد أغشي على عينية حتى أنه لم يراعي الله ولم يراعي صلة الرحم ولا شئ من المحبة التى كانت بينه وبين أخيه 

فما كان من الأخ الأصغر إلا كل حب وقال له هون عليك فليس هناك ما يتسبب فى الفرقة بيننا 

لك ما طلبت فأخذت الأخ الأكبر نصيب أخيه فى الأرض الزراعية 

وعاشوا فترة من السنوات القليلة 

ثم بدأ الأخ الأكبر استكمال طمعه على أخيه الأصغر 

فطلب منه أن يترك له نصيبه فى المنزل وأن يأخذ أولاده ويرحل 

فكر الأصغر ووجد ان الشر داخل قلب أخيه وحاول التصرف بكل حكمه 

ولبى الأخ الأصغر لأخيه ما طلب وترك له ميراثه 

وأحتضن الصغير أخيه الكبير ليودعه وعيناه ترقرقان بالدموع 

مقابل كل جفاء من أخيه الكبير 

رحل الأخ الأصغر وذهب إلى بلد أخر أقام فيه هو وأسرته 

مصير الأخ الأكبر وما حصده بسبب الطمع : 

أثار الطمع فى الأخ الأكبر التعدي على الأخرين فحدث خلاف بينه وبين جاره المزارع فطمع على الحد بينه وبين جاره 

وحدث شجار بينهم فقام بالتعدي على جاره بالعصي حتي فارق الحياة وتمت محاكمة الأخ الأكبر واودع بالسجن المشدد 

وكان للأخ الأكبر ولد   وهو ابنه الأكبر ليس له عمل وقد أصبح يشرب الخمر بعد دخول ابيه إلي السجن 

وكان في كل مرة يبيع جزء من الأرض ليسدد اتعاب المحامين وما يصرفه على ابيه فى السجن وما يصرفه على نزواته من شرب الخمر وخلافه 

مرت السنوات وخرج الأخ الأكبر من السجن بعد أن انهكت صحته وخارت قواه التي كان يعافي بها علي الأخرين طامعا

وذهب إلى بيته فوجد البيت قد رهنه ابنه ولم يجد من الأرض شيئا فقد باعها أبنه كلها وأصبح خالى الوفاض ولا يوجد بين يديه ما يعينه علي قوت يومه هو وأسرته 

وذات يوم وأثناء جلوسه تقدم عليه احد اهل البلدة وسأله عن حالة وعما سيفعله فوجده قد فقد الأمل وأصبح لايملك شيئا وأن الندم من طمعه علي أخيه أصبح ملازمه دائما 

بريق من الأمل بدأ يشع فى حياة الأخ الأكبر:_ 

شع بريق من الأمل فى حياة الأخ الأكبر عندما أخبره أحد من أهل القرية انه فى أحد المحافظات وأثناء سفره لمح أحد اللافتات مكتوب عليها أسم احد أبناء أخيه الأصغر 

فبعد وقت من التردد ذهب الأخ الأكبر إلى هذه المحافظة علي العنوان الذي أخبره به الرجل من بلدته 

فوجد اللافتة لطبيب جراح كبير هو فعلا أبن أخيه الأصغر 

وسأل حتي عثر علي عنوان أخيه….

تعويضات المحبة والعطا ء وعدم مقابلة الشر بالشر وهذه كانت صفات الأخ الأصغر  : - 

عمل الأخ الأصغر في وظيفته وتدرج ناجحا في المناصب حتي وصل لمكانة مرموقة وعلم أولاده بأفضل المدارس والجامعات حتي تخرج أولاده من الجامعات 

أحدهم وكيلا للنائب العام 

والآخر طبيب وجراح ماهر واستاذ دكتور بكلية الطب 

وابنة طبيبة ومعيدة بالجامعة 

وأصبح الأخ الأصغر لديه بجوار وظيفته أرض زراعية يقوم عليها مزارعين يعملون بمزارعه 

ولديه منزلين بمساحات شاسعة كل منهم عبارة عن فيلا بها من الكماليات ماغلا وما ثمن 

لقاء الأخوة بعد سنوات من الفراق وما يخفيه القدر : - 

ذهب الأخ الأكبر إلي أخيه الأصغر ملقيا نفسه فى حضن أخيه باكيا نادما خجولا 

وحكي لأخيه كل ماصار معه منذ أن طمع عليه وكنت ان تركه أخيه ورحل 

وما أصابه واصاب نجله وأهل بيته وكيف تدهور بهم الحال حتي لم يجدوا قوت يومهم ولاحتي دارا تأويهم 

وما خلفته له سنوات قليله حصد فيها من الطمع ما دفعه وأضعاف مضاعفه من سنوات عمره وأمانه وأمان أسرته التى عاشت بلا عائل طيلة سنوات سجنة 

وأنه نادما عن كل مافعل 

تصرفات الحب والقناعة ومخافة الله التى عاش بهم الأخ الأصغر: - 

فقام الأخ الأصغر حاضنا أخيه الأكبر بكل حب وصدق وأمانة مهونا عليه ما أصابه ومقدما له حياة جديدة 

فقال له هون عليك ياشقيقي الأرض بدلا منها كثير من المساحات اعتبرها كلها ملكك 

وبدل المنزل فلل اختر منها ما تريده وتاتى انت وأولادك لنحيا معا في مودة كما تركنا والدينا علي حب ومودة 

اذهب وخذ معك سيارة بسائق وأتى بأسرتك إلي بيتك الجديد والقى عنك كل هذه الهموم 

وشكرا وحمدا لله الذي جمعنا ثانيا نحن وأولادنا ….

الطمع يدمر صاحبة    والقناعة كنزا لايفني 

ومخافة الله هى فوق كل شئ 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

0

متابعهم

1

مقالات مشابة