على صفحات الماضي الحلقة(٥)

على صفحات الماضي الحلقة(٥)

0 المراجعات

وفي يوم من الأيام وبينما مها عائدة من منزل والدها باتجاه منزلها رأت مجموعة من الرجال قد وقفوا بجوار منزل جارهم رامي واخذوا يتحدثون حاولت مها أن تبطئ بخطواتها علها تسمع خبراً يوصلها بجارها لكنها لم تستطع أن تفهم شيئاً ، أسرعت مها إلى منزلها وفتحت النافذة وأخذت تراقبهم من بعيد لم يدم مكوثهم كثيراً فقد انصرفوا بعد أن تبادلوا أرقام التلفونات ، شعرت مها بحزن كبير وبلهفة شديدة لمعرفة أخبار جارها الذي طالما راقبته من نافذة عرفتها وكانت تتمنى أن تكمل حياتها معه.

شردت بتفكيرها هل يعقل أن يكون قد أصابه مكروه ، ولماذا يتواجدون هنا ، وما الذي يريدونه من منزل مغلق من سنوات، كانت مها قد علمت بأن  جيرانهم قد تركوا المنزل بعد وفاة والدتهم التي مرضت بعد أشهر من رحيلها وتوفت ليتم نقلهم إلى مكان مجهول لم يعلموا أين ذهبوا.

قالت مها محدثة نفسها هل من المعقول أن يكون قد نساني ، هل يتذكرني مثلما أتذكره، أم أن كل هذه السنوات الطويلة كفيلة بأ تنسيه الذكريات الوردية التي كانت تجمعنا، وتنهدت واغرورقت عيناها بالدموع ، فكم حلمت بنفسها وهي ترتدي الفستان الأبيض بصحبته وسط زغاريط الأهل والأحباب ، لكن عريسها الذي جاء فجأة هو من بدل الحلم إلى كابوس ، وأنهى قصة حب حقيقية، تذكرت والدها وكيف أجبرها على الزواج من هذا الرجل ، وكيف لم يرحمها وهي تتوسل له بأنها لا تريد الزواج وأنها تريد إكمال دراستها ، وكم حاولت والدتها منعه من هذا الزواج إلا أن والدها أصر على الزواج حيث والعريس ثري يعيش في دولة أوروبية وسوف يدفع مهر كبير .

سالت دموع مها وهي تتذكر نفسها وهي تزف لرجل لا تعرفه وكيف تنقلت من دولة لأخرى حتى وصلت إلى المطار حيث كان باستقبالها زوجها، وبينما هي غارقة بتفكيرها وعيناها اغرورقت بالدموع سمعت باب منزلها يفتح فأسرعت بمسح دموعها وعلمت بعودها وليد وجنى من المدرسة، صرخ وليد أنني أتضور جوعاً يا أمي ، فردت الأم : دقائق ويكون الطعام جاهزاً يا عزيزي.

أخذ وليد يأكل بسرعة كبيرة وكان جائعاً كثيراً وأخذت الأم تراقب وليد وجنى أثناء الغداء لاحظت الأم بأن جنى لا تأكل وأنها تلعب بالطعام بالملعقة، وقالت ماذا بك يا عزيزتي ألم يعجبك الطعام ، لكن أسرعت جنى بلا بلا يا أمي وهمت بالأكل، كانت الأم قلقة على جنى فقد لاحظت تغيرات على تصرفات ابنتها في الأيام الأخيرة ، وكانت تعلم أن هذا السن خطير ويجب التعامل معه بطريقة معينة، وفضلت أن تواصل مراقبة تصرفات ابنتها ، وفي أحدى الأيام دخل على ابنتها غرفتها في المنزل الجديد واستئذنتها بالدخول قائلة : هل تسمح لي صغيرتي بالدخول لغرفتها.

قالت جنى نعم يا أمي تفضلي.

حاولت الأم التحدث مع ابنتها في مواضيع كثيرة حتى تعرف ما الذي يشغل تفكير ابنتها فسألتها عن المدرسة والمعلمات والزميلات ولكنها لم تصل إلى ما تربوا إليه فلم تستطيع التوصل إلى الشيء الذي يشغل بال صغيرتها وكانت إجابة جنى أغلبها المدرسة جيدة ، المدرسات ممتازات ، الزميلات لطيفات، غادرت مها غرفة ابنتها وهي قلقة بشأنها ودخلت على ابنها الذي كان يشتغل على جهازه المحمول ، كان وليد واضح ولم يتعب والدته في تربيته منذ الصغر فهو ابن مطيع ، يسمع الكلام ، ويحسن التصرف حتى في المواقف الصعبة ، وكذلك جنى لكنها في الفترة الأخيرة كانت متغيرة قليلاً.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

18

followers

30

followings

34

مقالات مشابة