قصة قصيرة بعنوان : " عيد ميلاد .. سعيد"
ﻳﻘﻒ أﻣﺎم اﻟﻤﺮآة.. ﻳﻬﻨﺪم ﻣﻼﺑسه ﻳﺘﻬﻴﺄ ﻟﻠﺨﺮوج.. ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻓﺠﺄة .. ﻳﺤﺪق ﻓﻲ اﻟﻤﺮآة..يلحظ اﻟﺸﻴﺐ اﻟﺬي ﺑﺪأ ﻳﺘﺴﻠﻞ
إﻟﻲ ﺷﻌﺮه و ﻫﻮ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺴﻦ اﻟﻤﺒﻜﺮة.. ﻳﺘﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﻣﻼﻣﺢ اﻟﺸﻘﺎء اﻟﺘﻲ إﻛﺘﺴﻲ ﺑﻬﺎ وﺟﻬﻪ ﺛﻢ ﻳﺨﺎﻃﺐ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺎﺋﻼ : ﻫﻞ ﻫﺬا وﺟﻪ ﺷﺎب ﻓﻲ ال 35.. أم ﻋﺠﻮز ﺗﺨﻄﻲ
ال 70.. ﻳﺒﺘﺴﻢ ﺳﺎﺧﺮا..ﻫﻪ ﻳﺒﺪو أﻧﻚ اﺻﺒﺤﺖ ﻋﺠﻮزا ﻓﻲ ﺳﻦ ال 30.. ﺛﻢ ﻳﺴﺘﻄﺮد ﻻ ﻳﻬﻢ ..اﻟﻤﻬﻢ أن اﻟﻴﻮم ﻫﻮ
ﻋﻴﺪ ﻣﻴﻼدي ..اﺟﻞ ﻋﻴﺪ ﻣﻴﻼدي ال 35.. ﻻ أﺗﺬﻛﺮ ﻣﺘﻲ أﺧﺮ ﻣﺮة اﺣﺘﻔﻠﺖ ﺑﻪ و ﻻ اﺗﺬﻛﺮ ﻛﺎن ﻣﻊ من.. ﻣﺮ زﻣﻦﻃﻮﻳﻞ ﻋﻠﻲ ذﻟﻚ.. أرﻳﺪ أن اﺣﺘﻔﻞ اﻟﻴﻮم.. أرﻳﺪ ان ﻳﻜﻮن
ﻳﻮﻣﺎ ﻣﻤﻴﺰا..و اﺣﺘﻔﺎﻻ راﺋﻌﺎ.. رﻏﻢ أﻧﻲ ﺳﺄﺣﺘﻔﻞ ﺑﻪ وﺣﺪي !! ..و ﻣﺎ اﻟﺠﺪﻳﺪ ؟ اﻧﺎ وﺣﻴﺪ ﺑﺎﻷﺳﺎس.. ﻻ ﻳﻬ.ﻢ .. ﻳﺠﺐ أن أﻓﺮح ..ﻫﻜﺬا ﻳﻘﻮل ﻟﻨﻔسه.
ﻳﺮن اﻟﺠﻮال اﻟﺨﺎص ﺑﻪ ﻳﺘﻨﺎوﻟﻪ ﺑﻴﺪه ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻲ اﺳﻢ اﻟﻤﺘصل ﺛﻢ ﻳﻘﻮل : إﻧﻪ ﻓﺆاد ﻻﺑﺪ اﻧﻪ ﺳﻴﻜﻮن اول ﻣﻦ ﻳﻬﻨﺌﻨﻲ ب ﻋﻴﺪ ﻣﻴﻼدي اﻟﻴﻮم
ﻳﺮدﻋﻠﻲ ﻓﺆاد : آﻟ.ﻮ
ﻋﻠﻲ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻷﺧﺮ ﻓﺆاد : آﻟﻮ ﻛﻴﻒ ﺣﺎﻟﻚ ﻳﺎ ﺳﻌﻴﺪ
ﺳﻌﻴﺪ : اﻟﺤﻤﺪ لله ﺑﺨﻴﺮ
ﻓﺆاد : واﻟﺪ ﺻﺪﻳﻘﻨﺎ أﺣﻤﺪ ﺗﻮﻓﺎه الله اﻟﻴﻮم و ﻏﺪا ﺟﻨﺎزﺗﻪ .. ﺳﻨﺬﻫﺐ ﻣﻌﺎ ﻻ ﺗﻨﺴﻲ
ﺳﻌﻴ:ﺪ اﻟﺒﻘﺎء لله.. ﺣﺴﻨﺎً
ﻓﺆاد : اﺗﻔﻘﻨﺎ ﺳﻼم
و أﻏﻠﻖ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﺠﻮال.. ﺛﻢ أردف ﺑﻨﺒﺮة آﺳﻲ ﻟﻢ ﻳﺘﺬﻛﺮ ﻋﻴﺪ ﻣﻴﻼدي.. ﻟﻢ ﻳﻬﻨﺌﻨﻲ ..ﺣﺴﻨﺎ..ﻻ ﻣﺸﻜﻠ..ﺔ ..ﻋﺎدي .
رن اﻟﺠﻮال ﻣﺮة أﺧﺮي.. ﻧﻈﺮ إﻟﻲ اﺳﻢ اﻟﻤﺘﺼﻞ ﻓﺈذا ﺑﻪ ا.ﺻﻔﺎء .. ﻳﻘﻮل : رﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن اﻟﻤﻔﺎﺟﺄة ان ﺗﻜﻮن ﻫﻲ أول ﻣﻦ ﻳﻬﻨﺌﻨﻲ .
ﺻﻔﺎ:ء اﻟﻮ
ﺳﻌﻴﺪ :آﻟﻮ
ﺻﻔﺎء : ﺳﻌﻴﺪ أرﻳﺪك ان ﺗﺄﺗﻲ ﻏﺪا ﻣﺒﻜﺮاﺳﺎﻋﺔ ﻋﻠﻲ اﻷﻗﻞ ﺳﺘﺠﺪﻧﻲ ﺑﺈﻧﺘﻈﺎرك أﻣﺎﻣﻨﺎ ﺷﻐﻞ ﻛﺜﻴ.ﺮ ﻻ ﺗﺘﺄﺧﺮ
و ﻗﺒﻞ ان ﻳﺮد ﺳﻌﻴﺪ أﻧﻬﺖ اﻟﻤﻜﺎﻟﻤﺔ ﻧﻈﺮ ﺳﻌﻴﺪ إﻟﻲ اﻟﺠﻮال و ﺑﻨﻔﺲ ﻧﺒﺮة اﻵﺳﻲ ﻟﻢ ﺗﻬﻨﺌﻨﻲ ﻫﻲ اﻻﺧﺮ.ي..ﻋﺎدي.
ﻧﻈﺮ ﺳﻌﻴﺪ ﻓﻲ اﻟﻤﺮآة ﻳﺴﺘﻜﻤﻞ ﺗﻬﻴﺌﺔ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻠﺨﺮوج ﻓﺈذا ﺑﺎﻟﺠﻮال ﻳﺮن ﻣﺮة أﺧﺮي ﻛﺎﻟﻤﻌﺘﺎد ﻧﻈﺮ إﻟﻲ رﻗﻢ اﻟﻤﺘﺼﻞ
ﻓﺈذا ﺑﻪ ﻋﺎدل .. ﻗﺎل ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ : أﺟﻞ ﻫﻮ ﻋﺎدل ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺳﻴﺘﺬﻛﺮ ﻋﻴﺪ ﻣﻴﻼدي و ﻳﻬﻨﺌﻨﻲ
ﻋﺎدل : آﻟﻮ
ﺳﻌﻴﺪ : آﻟﻮ
ﻋﺎدل : ﺻﺪﻳﻘﻨﺎ ﻛﻤﺎل مريض و ﺗﻢ ﻧﻘﻠﻪ ﻟﻠﻤﺴﺘﺸﻔﻲ اﻟﻴﻮم ﺟﻬﺰ ﻧﻔﺴﻚ ﺳﻨﺬﻫﺐ ﻟﻪ ﻏﺪا ﻣﻌﺎ..
ﺳﻌﻴ.ﺪ : ﻻ ﺗﻘﻠﻖ ﻫﺬا واﺟ،ﺐ
و أﻧﻬيا المكالمة معا.
ﻧﻈﺮ ﺳﻌﻴﺪ ﻟﻠﻤﻮﺑﺎﻳﻞ ﺑﺤﻨﻖ ﺛﻢ أردف ﻗﺎﺋﻼ : ﻻ أﺣﺪ ﻳﺘﺬﻛﺮ ﻋﻴﺪ ﻣﻴﻼدي.. ﻓﻘﻂ ﻳﺒﻠﻐﻮﻧﻲ ﺑﺎﻷﺧﺒﺎر اﻟﻜﺌﻴﺒﺔ ﺛﻢ ﻳﺼﺮخ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻪ : أﻳﻬﺎ اﻟﻨﺎس.. اﻟﻴﻮم ﻋﻴﺪ ﻣﻴﻼدي.. ارﺣﻤﻮﻧﻲ ..
ﻻ أﺧﺒﺎر ﺣﺰﻳﻨﺔ ﺛﻢ أﻏﻠﻖ ﺟﻮاﻟﻪ ﺗﻤﺎﻣﺎ..ﺛﻢ ﻗﺎل ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻫﺬا عيد ﻣﻴﻼدي ﺳﺄﻋﺰل ﻧﻔﺴﻲ ﻋﻦ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﻴﻪ ﻻﺑﺪ أن أﻛﻮن ﺳﻌﻴﺪا ﻓﻴﻪ ..أﻟﻴﺲ إﺳﻤﻲ ﺳﻌﻴﺪ!؟.. و إن ﻗﺎل
أﺣﺪﻫﻢ ﻟﻲ ﻏﺪا ﻛﻨﺖ اﺗﺼﻞ ﺑﻚ و ﺟﻮاﻟﻚ ﻛﺎن ﻣﻐﻠﻘﺎً ﺳﺄﺟﻴﺒﻪ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻓﺼﻞ ﺷﺤﻦ او أﻧﻲ ﻛﻨﺖ ﻧﺎﺋﻤﺎ.. أي شئ.. اﻟﻤﻬﻢ ﻻ أرﻳﺪ إزﻋﺎج اﻟﻴﻮم ..ﺛﻢ ﻳﺴﺘﻄﺮد و ﻟﻜﻦ أﻳﻦ
ﺳﺄﺣﺘﻔﻞ اﻟﻴﻮم ؟! ﻓﻜﺮ ﻗﻠﻴﻼ ﺛﻢ ﻗﺎل: أﻫﺎ ..ﺳﺄذﻫﺐ إﻟﻲ ذاك اﻟﻜﺎزﻳﻨﻮ اﻟﻤﺸﻬﻮر أي ﻧﻌﻢ ﺳﺄﻧﻔﻖ ﻣﻌﻈﻢ اﻟنقود التي ﻣﻌﻲ
و ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻬﻢ.. اﻟﻤﻬﻢ أن أﻓﺮح.. ﻧﻈﺮ ﻟﻠﻤﺮآة ﻟﻠﻤﺮة اﻷﺧﻴﺮة و أﻃﻤﺎن ﻋﻠﻲ ﻫﻴﺌﺘﻪ و ﻫﻨﺪاﻣﻪ ﺛﻢ ﺧﺮ.ج .
وﺻﻞ إﻟﻲ اﻟﻜﺎزﻳﻨﻮ ..ﻛﺎزﻳﻨﻮ " happy end.." ﻫﻜﺬا اﺳﻤﻪ ..ﺑﺎت واﺿﺤﺎً ﻣﻦ اﺳﻤﻪ ﻟﻤﺎذا ﻳﻘﺼﺪه اﻟﻌﺸﺎق.. ﻫﻬﻪ
و ﻟﻜﻦ ﻓﻌﻼً ﻛﺎزﻳﻨﻮ راﻗﻲ ﺟﺪا ﻣﻨﻈﺮه ﻣﻦ اﻟﺨﺎرج ﻳﺴﺘﻔﺰك ان ﺗﺘﺼﻮر أﻣﺎﻣﻪ ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻚ ان ﺗﺠﻠﺲ ﻓﻴﻪ.. ﻫﻴﺎ ﻳﺎ ﺳﻌﻴﺪ.. ﻫﺬا ﻳﻮﻣﻚ ..ادﺧﻞ و اﺳﺘﻤﺘﻊ.. ﻛﻦ ﺳﻌﻴﺪا ﻳﺎ ﺳﻌﻴﺪ.. ﻫﻬﻪ ..ﻳﻘﻮﻟﻬﺎ ﺑﺎﺑﺘﺴﺎم .
دﺧ.ﻞ اﻟﻜﺎزﻳﻨﻮ.. ﺗﺨﻴﺮ إﺣﺪي اﻟﻤﻮاﺋﺪ و ﺟﻠﺲ ﻋﻠﻴﻬﺎ.. ﺗﻠﻔﺖ ﺣﻮﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﻜﺎن ﻣﻨﺒﻬﺮاً.. ﺛﻢ ﺗﻨﺎول " اﻟﻤﻨﻴﻮ.. " و ﺗﻔﺤﺺ بﺷﻜﻞ ﺳﺮﻳﻊ أﺳﻌﺎر ﻣﺎ ﻳﻘﺪﻣﻮﻧﻪ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺄﺗﻴﻪ اﻟﻨﺎدل
ﻓﻮﺟﺪ ان ﻣﺎ ﻣﻌﻪ ﻣﻦ نقود ﻳﻔﻲ ﺑﺎﻟﻐﺮض ﻓﺎﻃﻤﺄن ﻓﻲ جلسته.. ﻟ.ﻢ ﻳﻤﻀﻲ ﺳﻮي دﻗﺎﺋﻖ ﺣﺘﻲ ﺟﺎءه اﻟﻨﺎدل و ﺳﺄﻟﻪ ﻋﻤﺎ ﻳﻄﻠﺒﻪ ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﺳﻌﻴﺪ : اﺳﻤﻊ ﻳا ....ﺛﻢ اردف ﻣﺎ اﺳﻤ.ﻚ.؟
اجابه النادل : إﺳﻤﻲ ﺣﺎﺗﻢ.. اﺳﺘﻄﺮد ﺳﻌﻴﺪ اﺳﻤﻊ ﻳﺎﺣﺎﺗﻢ اﻟﻴﻮم ﻋﻴﺪ ﻣﻴﻼدي.. ﻟﺬﻟﻚ ﻗﺪم ﻟﻲ اﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻛ.ﻢ و ﻻ ﻳﻬﻤﻚ اﻟﺜﻤﻦ و اﺑﺘﺴﻢ.. ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﺣﺎﺗﻢ : ﻛﻞ ﺳﻨﺔ و ﺣﻀﺮﺗ.ﻚ ﻃﻴﺐ ﺗﺤﺖ أﻣﺮك ﺳﻴﺪ،ي ﺛﻢ ﺗﻤﻨﻲ ﻟﻪ اﻟﻌﻤﺮ اﻟﻄﻮﻳﻞ و اﻧﺼﺮف ﻟﻴﺠﻬﺰ ﻣﺎ ﻃﻠﺒﻪ ﺳﻌﻴﺪ .
أﺧﺬ ﺳﻌﻴﺪ ﻳﺮﻗﺐ اﻟﻤﻜﺎن و ﻳﺘﻤﻌﻦ ﻓﻲ اﻟﺰائرﻳﻦ ﻣﻦ ﺣﻮﻟ.ﻪ
ﻟﻔﺖ ﻧﻈﺮه رجلان ﻳﺠﻠﺴﺎن ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺋﺪة اﻟﺘﻲ ﺑﺠﻮاره
اﻻول ﻳﻜﺴﻮ ﻣﻼﻣﺤﻪ اﻟﻮﻗﺎر و اﻟﻬﻴﺒﺔ و اﻵﺧﺮ ﺷﺎب ﻋﺎدي .. ﻳﺠﻠﺴﺎن ﻗﺒﺎﻟﺔ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ.. ﺛﻢ ﺑﺪا اﻟﺸﺎب ﺑﺎﻟﺤﻮار
اﻟﺸﺎب : اﺷﻜﺮك ﺟﺪا ﻳﺎ دﻛﺘﻮر ﻋﻠﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﻜﺎن اﻟﺮاﺋﻊ
اﻟﺪﻛﺘﻮر (ﻣﺒﺘﺴﻤﺎ): ﻫﻞ أﻋﺠﺒﻚ!؟
اﻟﺸﺎب : ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻜﺮة راﺋﻌﺔ ان ﻧﺄﺗﻲ ﻫﻨﺎ اﻟﻴﻮم
اﻟﺪﻛﺘﻮر : أﺟ.ﻞ التغيير ﻣﻄﻠﻮب اﻟﻤﻬﻢ ان ﻳﻌﺠﺒﻚ..
اﻟﺸﺎب ﻳﺒﺘﺴﻢ و ﻻ ﻳﻌﻠ.ﻖ .
ﺳﻌﻴﺪ : ﻳﺒﺪو أﻧﻪ ﻣﺮﻳﺾ و ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﻄﺒﻴﺐ اﻟﻤﻌﺎﻟﺞ ﻟﻪ و ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻣﺮﺿﻪ و ﻣﺎ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺣﺎﻟﺘﻪ!؟
ﺛﻢ ﻳﺴﺘﻜﻤﻞ اﻟﺸﺎب : ﺣﻘﺎً ﻳﺎ دﻛﺘﻮر ﻟﻢ أﻛﻦ اﺗﻮﻗﻊ ان تتحسن ﺣﺎﻟﺘﻲ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻣﻌﻚ ﻟﻬﺬا اﻟﺤﺪ
اﻟﺪﻛﺘﻮر : أﻧﺎ ﻟ.ﻢ اﻓﻌﻞ ﺷﻴﺌﺎ ﻳﺎ ﺻﺪﻳﻘﻲ
( اﻟﺸﺎب ) ﻣﻤﺎزﺣﺎ : ﻫﻞ ﻫﺬا ﺗﻮاﺿﻊ ﻣﻨﻚ ام اﻧﻪ ﺗﺤﺎﻳﻞ ﻟﺴﻤﺎع اﻹﺷﺎدة و اﻟﻤﺪح .
اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺒﺘﺴﻤﺎ: ﻻ ﻫﺬا و ﻻ ذاك.. ﻫﻮ اﻟﻮاﺟﺐ و ﻓﻘﻂ
ﺳﻌﻴﺪ : أﻫا.. ﻫﻮ ﻣﺮﻳﺾ ﻧﻔﺴﻲ إذ..ﺳﻌﻴﺪ ﻳﺤﺪث ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺸﻐﻒ هيا أﻛﻤﻞ اﻳﻬﺎ اﻟﺸﺎب دﻋﻨﺎ ﻧﺤﻔﻞ ﺑﺸﺊ ﻣﻦ اﻹﺛﺎرة.
اﻟﺸﺎب : ﻫﻞ ﺗﻌﺘﻘﺪ اﻧﻲ ﺳﺎﺷﻔﻲ ﺳﻴﺪي؟
اﻟﺪﻛﺘﻮر : ﻻ ﺗﺨﺸﻲ ﺷﻴﺌﺎ..ﻛﻦ واﺛﻘﺎ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻚ ﺛﻢ ﻳﺮدف ﻣﺒﺘﺴﻤﺎ و اﻷﻫﻢ ان ﺗﻜﻮن واﺛﻘﺎ ﻓﻲ أﻧﺎ اﻻﺧﺮ ..ﻫﻬﻪ
اﻟﺸﺎب : ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻳﺎ دﻛﺘﻮر.. ﻓﺄﻧﺖ اﺻﺒﺤﺖ اﻵن ﺻﺎﺣﺐ ﻓﻀﻞ.
اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺑﻠﻄﻒ : اﻟﻤﻬﻢ أﻻ ﺗﺴﺘﺴﻠﻢ و ﺗﻨﺘﺼﺮ ﻋﻠﻲ ﻧﻔﺴﻚ ﻟﺘﻌﻮد اﻷﻣﻮر ﻋﻠﻲ ﻣﺎ ﻳﺮام ..ﻻ ﺗﻘﻠﻖ
ﺳﻌﻴﺪ : ﻣﺎ ﻫﺬا اﻟﺤﻮار اﻟممل..ﻻ ﺗﺸﻮﻳﻖ ﻓﻴﻤﺎ أﺳﻤﻊ ﺣﺘﻲ اﻵن ..ﻟﻢ اﻋﺮف ﻣﺎ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺮﺿﻪ و ما ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺣﺎلته
ﺳﻴﺪي..ﻛﺎن ﻫﺬا ﺻﻮت اﻟﻨﺎدل ﻣﻘﺎﻃﻌﺎ.. اﺗﻤﻨﻲ ان ﻳﻨﺎل ﻫﺬا اﻟﺼﻨﻒ إﻋﺠﺎﺑﻚ و ﻫﻨﺄه ﻣﺮة أﺧﺮي و ﺷﻜﺮه ﺳﻌﻴﺪ
ﺛﻢ اﻧﺴﺤﺐ ﻓﻲ ﻫﺪو.ء و ﺗﻮﺟﻪ النادل إﻟﻲ اﻟﻤﺎﺋﺪة اﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ل سعيد.. ﻛﺎن ﻳﺠﻠﺲ ﻋﻠﻴﻬﺎ رﺟﻞ ﻋﺠﻮز ﺗﻨﻄﻖ ﻣﻼﻣﺤﻪ اﻧﻪ ﺗﺠﺎوز ال 60 ﻣﻦ ﻋﻤﺮه ..وﺿﻊ اﻟﻨﺎدل اﻟﻄﻌﺎم ﻋﻠﻲ ﻣﺎﺋﺪة اﻟﻌﺠﻮز و اﻧﺼﺮف و اﻟﻌﺠﻮز ﻟﻢ ﻳﻌﻴﺮه اﻧﺘﺒﺎﻫﺎ ﺑﺄي ﻋﺒﺎرة ﺷﻜ.ﺮ ﻧﻈﺮ اﻟﻌﺠﻮز إﻟﻲ اﻟﻄﻌﺎم .. ﺛﻢ ﺳﺮح ﻗﻠﻴﻼ.. ﺛﻢ اﻟﺘﻔﺖ ﻧﺎﺣﻴﺔ اﻟﻴﺴﺎر ﺣﻴﺚ اﻟﺸﺎرع ﺑﺎﻟﺨﺎرج ..و راح ﻳﺘﺄﻣﻠﻪ ﺳﺎرﺣﺎ..ﻛﻞ ﻫﺬا ﻓﻲ ﺻﻤﺖ ﺗﺎم .
ﺳﻌﻴﺪ ﺳﺎﺧﺮا : ﺷﻜﺮا اﻳﻬﺎ اﻟﻌﺠﻮز ﻋﻠﻲ ﻫﺬا اﻟﻔﺎﺻﻞ ..ﻟﻨﻌﺪ اﻵن إﻟﻲ ﺣﻴﺚ اﻹﺛﺎرة.. و ﻧﻈﺮ ﺳﻌﻴﺪ ﺻﻮب ﻣﺎﺋﺪة اﻟﺪﻛﺘﻮر
و اﻟﺸﺎب ﻓﻮﺟﺪﻫﻤﺎ ﻗﺪ ﺑﺪأا ﻓﻲ ﺗﻨﺎول الطعام
ﻗﺎل : ﺣﺴﻨﺎ.. ﺳﺄﺑﺪا اﻧﺎ اﻷﺧﺮ و ﻟﻜﻦ ﺳﺘﻈﻞ أذﻧﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺘﻨﻔﺎر ﻛﺎﻣﻞ ﺣﻴﻦ ﻳﻌﺎودا ﺣﺪﻳﺜﻬﻤﺎ ﻣﻌﺎ
ﻟﻢ ﻳﻤﺾ سوي دﻗﺎﺋﻖ ﺣﺘﻲ ﻋﺎودا ﺣﺪﻳﺜﻬﻤﺎ ﻣﺠﺪدا.
الشاب : ﻛﻨﺖ أﺷﻌﺮ و ﻛﺄن اﻟﻮﺣﺪة ﻗ،ﺪ ﺷﻴﺪت ﺳﺪا ﺑﻴﻨﻲ و ﺑﻴﻦ اﻟﺸﻤﺲ ..ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻣﺸﻬﺪ واﺣﺪ ﻻ ﻳﺘﺒﺪل.. اﻟﻠﻴﻞ و اﻟﻨﻬﺎر ﻳﺴﺘﻮﻳﺎن ﻛﻼﻫﻤﺎ أﺳﻮد ..اﻟﺮوح ﺣﺒﻴﺴﺔ ﺟﺪران اﻟﺼﻤﺖ ..ﻻ ﻧﺎﻓﺬة ﺗﻄﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺘﻄﻠﻊ إﻟﻲ اﻟﻐﺪ.. اﻟﺼﻤﺖ رﻫﻴﺐ ..اﻟﺨﻮف و اﻟﻘﻠﻖ ﻳﺴﻴﻄﺮا.ن .. ﻓﻘﻂ ﺻﻮت واﺣﺪ ﻛﺎن ﻗﺎدرا ﻋﻠﻲ إﺧﺘﺮاق هذي اﻟﺠﺪران .. ﺻﻮت ﻳﻘﻮل : أﻧﺎ اﻟﻤﻮت ..ﻫﻠﻢ إﻟﻲ ..ﺳﻠﻢ ﻧﻔﺴﻚ ﻟﻲ ﻛﻲ ﺗﺮﺗﺎح.. الصوت ﻣﺮﻋﺐ و اﻧﺎ ﻓﻘﻂ اﺣﺎول اﻟﻔﺮار ﻣﻨﻪ و ﻟﻜﻦ ﺣﺘﻲ ﻣﺘﻲ!؟.. ﻓﻲ ﻛﻞ ﻟﺤﻈﺔ ﻳﺘﺮﺳﺐ داﺧﻠﻲ إﺣﺴﺎس أﻧﻨﻲ ﻋﻠﻲ ﺷﻔﺎ اﻹﺳﺘﺴﻼم
ﺳﻌﻴﺪ : أﺟﻞ .. اﻟﻌﻤﺮ ﻫﻮ رﺣﻠﺔ و ﺻﺮاع ﺑﻴﻦ ﻣﻮت ﻧﺨﺸﺎه
و ﺣﻴﺎة ﻧﺘﻤﻨﺎﻫﺎ و ﻣﺎ اﻟﻤﻮت و ﻧﺤﻦ و اﻟﺤﻴﺎة إﻻ ﻛﻤﺜﻞ ﻗﻨﺎص ﻳﻄﺎرد ﺻﻴﺎداً.. و اﻟﺼﻴﺎد ﻳﻄﺎرد وﻫﻤﺎً.. و ﻟﻦ ﻳﺨﻄﺊ اﻟﻘﻨﺎص ﻫﺪﻓﻪ و ﻟﻦ ﻳﺒﻠﻎ اﻟﺼﻴﺎد ﻏﺎﻳﺘﻪ و ﻳﺒﻘﻲ اﻟﺸﻘﺎء ﻫﻮ ﻋﻨﻮان اﻟﺤﺎﻟﺔ و ﻟﻴﺲ ﻣﺎ ﻳﻬﻮن او ﻳﻌﻴﻦإلا ....." إﻳﻤﺎن.. " ﻫﻜﺬا ﺳﻤﻊ ﺻﻮت ﻓﺘﺎة ﺗﻨﺎدي ﺑﺬﻟﻚ و ﻛﺄن ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻳﻘﺮأ أﻓﻜﺎره.. ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ ﺳﻌﻴﺪ ﻧﺤﻮ اﻟﺼﻮت.. ﻓﺈذا ﻫﻲ ﻓﺘﺎة ﺗﺠﻠﺲ وﺳﻂ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﺻﺪﻗﺎء ..ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻓﺘﻴﺎت و ﺷﺒﺎب.. ﻛﻠﻬ.ﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ.. ﻳﺒﺪو اﻧﻪ اﺣﺘﻔﺎل او ﺗﻜﺮﻳﻢ او ﻣﺎ ﺷﺎﺑﻪ و ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻲ ﻣﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺎدي و ﺗﻘﻮل : إﻳﻤﺎن ..ﻳﺘﺴﺎءل ﺳﻌﻴﺪ!؟ ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺎدي ﻋﻠﻲ ﻓﺘﺎة ﻗﺎدﻣﺔ ﻧﺤﻮﻫﻢ. ﻓﺠﺄة ﻳﻨﺒﻬﺮ ﺳﻌﻴﺪ ﺛﻢ ﻳﻌﻘﺐ ﻳﺎﻟﺮوﻋﺔ اﻟﺠﻤﺎل.. اﻻﻧﻄﺒﺎع اﻻول ﻳﻮﺣﻲ إﻟﻴﻚ و ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻣﻼك ﺳﻜﻦ اﻷرض.. ﻣﺎ ﻫﺬا اﻟﻮﺟﻪ اﻟﺬي ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ اﻟﺒﺮاءة و اﻟﺠﺎذﺑﻴﺔ و ﻣﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺣﻲ ﺑﺎﻹﻟﺘﺰام و اﻹﺣﺘﺮام و اﻟﺴﻜﻴﻨﺔ ﻓﺘﺎة ﺗﻠﻴﻖ ﺑﺄن ﺗﻜﻮن ﻓﺘﺎة أﺣﻼم..
ذﻫﺒﺖ إﻳﻤﺎن ﺣﻴﺚ ﻳﺠﻠﺴﻮن .. ﻗﺎﻣﺖ إﻟﻴﻬﺎ ﺻﺪﻳﻘﺘﻬﺎ .. ﺳﻠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ و اﺣﺘﻀﻨﺘﻬﺎ ﻳﺒﺪو اﻧﻬﺎ اﻟﺼﺪﻳﻘﺔ اﻟﻤﻘﺮﺑﺔ ..ﻓﺎﻟﺤﻔﺎوة اﻟﺘﻲ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺗﻔﻀﺢ ذﻟﻚ ﺟﻠﺴﺖ إﻳﻤﺎن ..رﺣﺐ
ﺑﻬﺎ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﺛﻢ ﺑﺎدرت ﺻﺪﻳﻘﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻜﻼ.م و ﻫﻲ ﺗﺮﺗﺴﻢ ﻋﻠﻲ وﺟﻬﻬﺎ ﻣﻼﻣﺢ اﻟﻔﺮح و اﻟﺴﻌﺎدة .ﻧﺮﻳﺪ ان ﻳﻜﻮن اﻟﻴﻮم ﻳﻮﻣﺎﻣﻤﻴﺰا و ﺣﻔﻼ ﻧﺘﺬﻛﺮه ﺟﻤﻴﻌﺎ..اﻟﻴﻮم ﺳﻨﺤﺘﻔﻲ
ﺑﻌﺮوﺳﺘﻨﺎ إﻳﻤﺎن.. زواﺟﻬﺎ ﺗﺤﺪد ﺑﻌﺪ اﺳﺒﻮع ﻣﻦ اﻵن
ﺗﻌﺎﻟﺖ ﺻﻴﺤﺎت اﻟﺠﻤﻴﻊ ..ﻣﺒﺮوك ..اﻟﻒ ﻣﺒﺮو..ك ﺛﻢ ﻋﻘﺒﺖ إﻳﻤﺎن ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻛﻠﻜﻢ ﻣﻌﺰوﻣﻮن ..ﻟﻦ اﺳﻤﺢ ﺑﺄن ﻳﺘﺨﻠﻒ أحد
ﺛﻢ ﺧﺘﻤﺖ ﻛﻼﻣﻬﺎ ﺑﺨﺎﺗﻢ إﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻬﺎ اﻟﺮﻗﻴﻘ.ﺔ .
ﻻﺣﻆ ﺳﻌﻴﺪ ان ﻫﻨﺎك ﺷﺎﺑﺎ ﻻ ﻳﺒﺪو ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻼﻣﺎت اﻟﺴﻌﺎدة ﻣﺜﻞ اﻟﺒﺎﻗﻴﻦ.. ﻓﻘﻂ ﻣﺮﺳﻮﻣﺔ ﻋﻠﻲ ﺷﻔﺘﻴﻪ ﺷﺒﺢ اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ
ﻳﻐﻠﻔﻬﺎ اﻟﺤﺰن..ﻳﻘﻮل ﺳﻌﻴﺪ : ﻻ ﻳﺤﺘﺎج اﻷﻣﺮ إﻟﻲ ﺗﺨﻤﻴﻦ إﻧﻪ اﻟﺤﺐ ﻣﻦ ﻃﺮف واﺣﺪ ﻳﺎ ﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﺴﻜﻴ.ﻦ ﻓﺎﻷﺻﺪﻗﺎء ﻳﻔﺮﺣﻮن ﺣﻴﻦ ﻳﺘﺰوج اﺣﺪﻫﻢ اﻣﺎ اﻟﺤﺒﻴﺐ ﻓﻜﺄﻧﻪ ﻓﻘﺪ
اﻏﻠﻲ ﻋﺰﻳﺰ ﻟﺪﻳﻪ.. ﻳﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﻓﺘﻲ ﻣﺴﻜﻴﻦ ﺣﻘﺎ.. و ﻟﻜﻦ ﻓﻌﻼ اﻟﻔﺘﺎة ﺗﺴﺘﺤﻖ إﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﻮض.. ﺣﻮَّل ﺳﻌﻴﺪ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻋﻨﻬﻢ
ﻟﻴﺠﺪ اﻟﻌﺠﻮز ﻛﻤﺎ ﻫﻮ.. اﻟﻄﻌﺎم اﻣﺎﻣﻪ و اﻟﻤﻠﻌﻘﺔ ﺑﻴﺪه.. و ﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ ﻧﺤﻮ اﻟﺨﺎرج و ﻳﺘﺄﻣﻞ.. ﺗُﺮي ﻣﺎ ﻗﺼﺔ ﻫﺬا اﻟﻌﺠﻮز ﻫﻮ اﻷﺧﺮ..!؟ ﻳﺘﺴﺎءل ﺳﻌﻴﺪ .
ﺳﻴﺪي.. اﻟﻤﺪﻳﺮ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻫﺬا اﻟﻤﺸﺮوب اﻟﻔﺎﺧﺮ ﺗﻬﻨﺌﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﺎزﻳﻨﻮ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻋﻴﺪ ﻣﻴﻼدك ..ﻛﺎن ﻫﺬا ﺻﻮت
اﻟﻨﺎدل ﻣﺮة اﺧﺮي ..ﺷﻜﺮه ﺳﻌﻴﺪ و ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ أن ﻳﺒﻠﻎ ﺷﻜﺮه إﻟﻲ اﻟﻤﺪﻳﺮ ﻋﻠﻲ ﻫﺬه اﻟﻠفتة اﻟﺮﻗﻴﻘﺔ ﺛﻢ اﻧﺼﺮفاﻟﻨﺎدل ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﺘﺎد .
اﻟﺪﻛﺘﻮ:ر : ﻟﻤﺎذا ﻻ ﺗﻔﻜﺮ ﻓﻲ اﻟﺰواج ﻛﻲ ﺗﻜﺴﺮ ﺗﻠﻚ اﻟﺠﺪران و ﺗﺨﻠﻖ ﺣﻴﺎة ﺗﻜﻮن ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻧﺎﻓﺬة ﺗﻄﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻧﺤﻮ اﻟﻐﺪ!؟
ﺳﻌﻴﺪ ﻳﺮﺗﺸﻒ رﺷﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺮوب اﻟﺬي ﻗﺪﻣﻪ ﻟﻪ اﻟﻨﺎدل و ﻳﻮﺟﻪ أذﻧﻪ ﺻﻮب ﺣﺪﻳﺚ اﻟﺪﻛﺘﻮر و اﻟﺸﺎب ﻣﺮة اﺧﺮي ﻣﺮاﻋﻴﺎ أﻻ ﻳﻠﻔﺖ اﻹﻧﺘﺒﺎه .
اﻟﺸﺎب : ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺮﺿﻲ ﺑﻲ؟.. سيدي أﻧﺖ اﻛﺜﺮ اﻟﻨﺎس دراﻳﺔ ﺑﺤﺎﻟﺘﻲ و ﻇﺮوﻓﻲ ﻫﻞ ﺗﺮﺿﻲ ان ﺗﺰوﺟﻨﻲ اﺑﻨﺘﻚ!؟
اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺒﺘﺴﻤﺎ : ﻳﺎ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﻟﺴﺖ اﻧﺎ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ و ﻟﺴﺖ ﻣﻦ ﺑﻴﺪه اﻣﺮ اﻟﻤﻮاﻓﻘﺔ أو اﻟﺮﻓﺾ اﻟﻤﻬﻢ ان ﺗﻮاﻓﻖ اﻟﻔﺘﺎة
و ﻻ اﺗﺤﺪث ﻫﻨﺎ ﻋﻦ اﺑﻨﺘﻲ و ﻓﻘﻂ ﺑﻞ أﺗﺤﺪث ﻋﻦ اي ﻓﺘﺎة ﻻﺑﺪ ان ﺗﺮﻏﺐ ﻓﻴﻚ ﻫﻲ .
اﻟﺸﺎب : ﻣﺎداﻣﺖ ﻫﺬه ﻫﻲ اﻟﻘﺎﻋﺪة.. ﻓﻠﻦ اﺗﺰوج ..ﻣﻦ ﺗﺮﺿﻲ ﺑﻔﺎﺷﻞ ﻣﺜﻠﻲ ﻳﺴﻜﻦ ﻓﻲ ﺷﻘﺔ ﻻ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﻏﺮﻓﺔ و ﺻﺎﻟﺔ ﻻ ﻳﻤﻠ.ﻚ ﻣﺎﻻ او ﻋﻘﺎرا..ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻐﻴﺮ ﻣﺆﻫﻠﻪ ﻳﻌﻤﻞ ﺳﺎﻋﻴﺎ..ﺳﺎﻋﻲ ﺑﺪرﺟﺔ ﻣﺆﻫﻞ ﻋﺎﻟﻲ ﻳﻘﻮﻟﻬﺎ ﺳﺎﺧﺮا..اه ﻟﻮ ﺗﻌﺮف ﻳﺎ دﻛﺘﻮر ﺣﺠﻢ اﻟﻤﻬﺎﻧﺔ اﻟﺘﻲ اﺷﻌﺮ ﺑﻬ.ﺎ ﻟﻴﺲ ﻷﻧﻲ
أﻋﻤﻞ ﺳﺎﻋﻴﺎ..ﺑﻞ ﻷﻧﻲ اﻋﻤﻞ ﺳﺎﻋﻴﺎً ﻓﻲ ﺷﺮﻛﺔ ﻣﻌﻈﻢ ﻣﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺎﻧﻮا زﻣﻼﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺑﻞ ﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﻛﻨﺖ ﻣﺘﻔﻮﻗﺎ
ﻋﻠﻴﻬﻢ و ﻟﻜﻦ ﻣﺎذا ﻋﺴﺎي اﻗﻮل إﻧﻬﺎ اﻟﻮاﺳﻄﺔ و اﻟﻤﺤﺴﻮﺑﻴﺔ ﻳﺎ ﺳﻴﺪي.. اﻟﺪاء اﻟﺬي ﻳﻘﺘﻞ ﻛﻞ اﻟﻜﻔﺎءات.. اﺗﺤﻤﻞ ﻛﻞ ﻫﺬا ﻣﻦ اﺟﻞ ﺣﻔﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﻘﻮد ﻻ ﺗﺴﺪ ﺣﺎﺟﺔ ﺟﺎﺋﻊ و ﺣﺘﻲ ﻻ أﺗﺴﻮل اﻹﺣﺴﺎن ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ..ﻟﻦ ﺗﺮﺿﻲ اي ﻓﺘﺎة ﻓﺄﻧﺎ ﻓﻲ ﺳﻮق اﻟﺮﺟﺎل ﻻ أﺳﺎوي ﺷﻴﺌﺎ..
ﺳﻌﻴﺪ : ﻟﻤﺎذا ﺗﺤﻮﻟﺖ دﻓﺔ اﻟﻜﻼم ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻫﻜﺬا.!؟ ﻟﻘﺪ ﻗﺘﻠﻮا ﻓﻲَّ ﺣﻤﺎﺳﺔ اﻹﺳﺘﻤﺎع ﻟﻬﻤﺎ ﻣﺮة أﺧﺮي.. إرﺗﺸﻒ ﺳﻌﻴﺪ
رﺷﻔﺔ اﺧﺮي ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺮوب اﻟﺬي أﻣﺎﻣﻪ ﺛﻢ ﺟﺎل ﺑﻨﻈﺮه ﻓﻲ اﻟﻤﻜﺎن ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ..ﻻﺣﻆ اﻧﻪ ﻳﺠﻠﺲ ﻋﻠﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺎﺋﺪة اﻟﺒﻌﻴﺪة. ﻃﻔﻞ ﺻﻐﻴﺮ و ﺳﻴﺪة ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ اﻟﺮاﺑﻊ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ..
اﻟﻤﺮاة : ﻫﺎﻫﻮ اﻟﻤﺸﺮوب اﻟﺬي ﺗﺤﺒﻪ أﻟﻦ ﺗﻤﺴﺢ اﻟﺤﺰن اﻟﺬي ﻳﻌﺘﻠﻲ وﺟﻬﻚ و ﺗﺒﺘﺴ.ﻢ؟
اﻟﻄﻔﻞ ( ﺑﺎﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺑﺎﻫﺘﺔ) : ﺷﻜﺮا ﻳﺎ ﺧﺎﻟﺘﻲ
ﺳﻌﻴﺪ : ﻫﻲ ﺧﺎﻟﺘﻪ .. ﻟﻴﺴﺖ أمه. ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ
اﻟﻤﺮاة : أﻟﺴﺖ ﻣﺜﻞ اﻣﻚ؟.. أﻟﻦ ﺗﺤﻜﻲ ﻟﻲ ﻟﻤﺎذا ﺗﺮﻓﺾ اﻟﺬﻫﺎب إﻟﻲ اﻟﻤﺪرﺳﺔ ..اﺣﻜﻲ ﻟﻲ ﻳﺎ ﺻﻐﻴﺮي و ﻻ ﺗﺨﺶ ﺷﻴﺌﺎ..
اﻟﻄﻔﻞ : ﺑﻞ أﻧﺘﻲ اﻣﻲ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻓﺄﻧﺎ ﻻ اﻋﺮف أﻣﺎً ﻏﻴﺮك ﻣﻨﺬ ﺗﻮﻓﻲ واﻟﺪاي و أﻧﺎ ﺻﻐﻴﺮ ﻓﻲ ذاك اﻟﺤﺎدث اﻟﻤﺸﺌﻮم .
اﻟﻤﺮاة : رﺣﻤﺔ الله ﻋﻠﻲ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﺎ ﺻﻐﻴﺮي ..ﻫيا اﺧﺒﺮﻧﻲ .
ﺳﻌﻴﺪ : إﻧﻪ ﻃﻔﻞ ﻳﺘﻴﻢ و ﻫﺬه ﺧﺎﻟﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻔﻠﻪ ﻳﺒﺪو أﻧﻨﺎ ﻋﻠﻲ اﻋﺘﺎب ﻣﻌﺎﻧﺎة اﻧﺴﺎﻧﻴﺔ.. ﻟﻨﺴﻤﻌﻬﺎ ..ﻣﺎذا ﺳﻴﻀﻴﺮ!؟
اﻟﻄﻔﻞ : زﻣﻼﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺪرﺳﺔ ﻳﺴﺨﺮون ﻣﻨﻲ ﻷﻧﻲ ﺑﺪﻳﻦ ..أذﻧﺎي ﻛﺒﻴﺮﺗﺎن ..و أﻧﻔﻲ ﻛﺒﻴﺮ ﻫﻮ اﻻﺧﺮ ..ﻳﻨﺎدوﻧﻮﻧﻲ ب " اﻟﻔﻴﻞ.. " ﻟﻘﺪ اوﺷﻜﺖ ﻋﻠﻲ ﻧﺴﻴﺎن اﺳﻤﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ
ﻣﻦ ﻛﺜﺮة ﻣﺎ ﻳﻨﺎدوﻧﻮﻧﻲ ﺑﻪ.. اﻟﻜﻞ ﻳﻌﺎﻳﺮﻧﻲ ﺑﺄﻧﻲ دﻣﻴﻢ.. أﻧﻨﻲ اﻛﺮﻫﻬﻢ ﻳﺎ ﺧﺎﻟﺘﻲ ..
اﻟﻤﺮأة : ﻻ ﺗﺒﺘﺌﺲ ﻳﺎ ﺻﻐﻴﺮي.. ﻫﺬه أﻣﻮر ﻧﻌﻬﺪﻫﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﺼﻐﺎر.. و ﻋﻠﻲ ﻛﻞ ﺣﺎل ﻫﻞ ﺗﺮﻳﺪ أ.ن اﻧﻘﻠﻚ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺪرﺳﺔ إﻟﻲ ﻣﺪرﺳﺔ أﺧﺮي اﻓﻀﻞ؟
اﻟﻄﻔﻞ : و ﻣﺎ اﻟﺬي ﺳﻴﺘﻐﻴﺮ؟ ﻣﺎ أدراﻧﻲ أﻧﻨﻲ ﻟﻦ أﺟﺪ ﻧﻔﺲ اﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﻫﻨﺎك ..اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲَّ أﻧﺎ ﻳﺎ ﺧﺎﻟﺘﻲ.. اﻧﺎ ﻫﻮ اﻟﺪﻣﻴﻢ.. اﻧﺎ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻣﺜﻞ اﻟﻔﻴﻞ ..اﻛﺮه ﻧﻔﺴﻲ ﻳﺎ ﺧﺎﻟﺘﻲ.. اﻛﺮه ﻛﻞ
اﻟﻨﺎس.. ارﻳﺪ ان اﻋﺘﺰل اﻟﺠﻤﻴﻊ
ﺳﻌﻴﺪ : ﻫﻮ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﺘﻨﻤﺮ إذن ..ﻃﻔﻞ ﺑﺎﺋﺲ ﺣﻘﺎ..ﻳﻌﺎﻳﺮوﻧﻪ ﺑﻤﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺗﺤﻜﻢ ﻓﻴﻪ.. ﻣﻦ ﻣﻨﺎ ﻳﺨﺘﺎر ﺷﻜﻠﻪ ﻫﻞ ذﻧﺒﻪ اﻧﻪ ؤﻟﺪ دﻣﻴﻤﺎ..ﻳﻜﻔﻲ اﻟﺴﻤﺎع إﻟﻲ ﻫﺬا اﻟﺤ.ﺪ.. ﻣﺎ ﻛﻞ ﻫﺬ.ا..!؟ﻫﻞ اﻟﻴﻮم ﻫﻮ ﻋﻴﺪ ﻣﻴﻼدي ام ﻫﻮ اﻟﻴﻮم اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻠﻜﺂﺑﺔ؟!! ﻳﻘﻮﻟﻬﺎ ﺑﻀﻴﻖ
اﺧﺬ ﺳﻌﻴﺪ ﻳﺘﺠﻮل ﺑﻌﻴﻨﻴﻪ ﻓﻲ أرﺟﺎء اﻟﻤﻜﺎن ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﺤﺎوﻻ اﻟﺘﺴﺮﻳﺔ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﺈذا ﺑﺎﻟﻤﺮأة ﻗﺪ ﺗﺮﻛﺖ اﻟﻄﻔﻞ وﺣﺪه و ﻗﺎﻣﺖ و اﻧﺼﺮﻓﺖ و ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﻊ ذﻟﻚ
اﻟﻔﺘﻲ اﻟﻌﺎﺷﻖ اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ رﺣﻠﻮا ﻫﻢ اﻷﺧﺮﻳﻦ و أﻳﻀﺎ اﻟﻤﺎﺋﺪة اﻟﺘﻲ ﺑﺠﻮاره ﻳﺠﻠﺲ ﻋليها اﻟﺸﺎب وﺣﺪه ﻓﺎﻟﺪﻛﺘﻮر اﻧﺼﺮف ﻫﻮ اﻷﺧﺮ و اﻟﻌﺠﻮز ﻫﻮ ﺑﺎﻻﺳﺎس ﻳﺠﻠﺲ وﺣﺪه..
ﻣﺎ ﻫﺬا..!؟ يتساءل سعيد.. ﻟﻤﺎذا اري ذاك اﻟﻄﻔﻞ ﻗﺎدم ﻧﺤﻮي ﻳﻠﻴﻪ ذاك اﻟﻔﺘﻲ اﻟﻌﺎﺷﻖ ﺛﻢ اﻟﺸﺎب اﻟﻤﺮﻳﺾو اﻟﻌﺠﻮز ﻫﻮ اﻻﺧﺮ ﻗﺎدم ﻧﺤﻮي!!.. ما الذي، يحدث؟ إﻧﻬﻢ ﻳﺘﺤﻠﻘﻮن ﺣﻮﻟﻲ ﻳﻨﻈﺮون إﻟﻲ ﺑﻌﻴﻮن ﺷﺎﺧﺼﺔ
سعيد ﻳﺴﺄﻟﻬﻢ ﺑﺨﻮف : ﻣﺎذا ﺗﺮﻳﺪون ﻣﻨﻲ..!؟
ﻛﻠﻬﻢ ﻓﻲ ﺻﻮت واﺣﺪ ..ﻧﻨﺘﻈﺮ ﻗﺮارك.. ﺳﻌﻴﺪ : اي ﻗﺮار؟"
ﻳﺠﻴﺒﻮن : ان ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﺑﺎﻟﻤﻮت.. ﺳﻌﻴﺪ : ﻻ أﻣﻠﻚ ﻫﺬا
ﻳﺠﻴﺒﻮن: ﻧﻨﺘﻈﺮ ﻗﺮارك ..ﻧﺮﻳﺪ اﻟﻤﻮت
ﺳﻌﻴﺪ ﻳﻤﺴ.ﻚ رأﺳﻪ ﻣﺘﺄﻟﻤﺎً و ﻳﺨﺎﻃﺒﻬﻢ :قلت لكم لا أملك هذا.. هيا دﻋﻮﻧﻲ ..و ﻫﻢ ﻳﺮددون : ﻧﺮﻳﺪ اﻟﻤﻮت..ﺳﻌﻴﺪ : اذﻫﺒﻮا ﻋﻨﻲ.. ﻳﺮددون: ﻧﺮﻳﺪ اﻟﻤﻮت
ﺛﻢ ﻳﺼﺮخ ﻓﻴﻬﻢ : اﺗﺮﻛﻮﻧﻲ.. اﺗﺮﻛﻮﻧﻲ
ﺳﻴﺪي.. ﺳﻴﺪي.. ﻛﺎن ﻫﺬا ﺻﻮت اﻟﻨﺎدل.. ﻧﻈﺮ ﻟﻪ ﺳﻌﻴﺪ ﻛﺎﻧﻪ اﺳﺘﻔﺎق ﻣﻦ ﻛﺎﺑﻮس ﺛﻢ اﺳﺘﻄﺮد اﻟﻨﺎدل : ﺳﻴﺪي اﻟﻜﺎزﻳﻨﻮ ﻋﻠﻲ وﺷﻚ اﻹﻏﻼق و ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎ ﺳﻮي أﻧﺖ ﻫﻞ
ﻟﻲ اذا ﺳﻤﺤﺖ ﺑﺪﻓﻊ اﻟﻔﺎﺗﻮرة
ﺳﻌﻴﺪ ﻣﺘﺴﺎﺋﻼ : " ﻣﻨﺬ ﻣﺘﻲ و اﻧﺎ وﺣﺪي ﺑﺎﻟﻤﻜﺎن
النادل : ﻣﻨﺬ ﺳﺎﻋﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﺳﻴﺪي
ﺳﻌﻴﺪ ﻣﺮدداً: ﻣﻨﺬ ﺳﺎﻋﺔ و اﻧﺎ وﺣﺪي.. اﻟﻨﺎدل ﻳﻌﻘﺐ ﻧﻌﻢ ﺳﻴﺪي.. ﻳﺴﺘﻄﺮد ﺳﻌﻴﺪ : اﻣﻬﻠﻨﻲ ﻓﻘﻂ 5 دﻗﺎﻳﻖ و ﺳﺎﻧﺼﺮف .
اﻟﻨﺎدل : ﺗﺤﺖ اﻣﺮك ﺳﻴﺪي
سعيد : ﻻزاﻟﺖ ﺗﻠﻚ اﻻﻣﻮر ﺗﺘﺠﺪد ﻣﻌﻲ..لا زالت ﺗﻄﺎردﻧﻲ..ﻻزاﻟﺖ ﻓﻜﺮة اﻹﻧﺘﺤﺎر ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻲ رﻏﻢ ﻣﺤﺎوﻻﺗﻲ ﻟﻠﻔﺮار ﻣﻨها ﻓﺎﻧﺎ ذاك اﻟﻤﺮﻳﺾ اﻟﻨﻔﺴ.ﻲ اﻟﺬي ﻳﺸﻜﻮ اﻹﻛﺘﺌﺎب اﻟﺬي ﻳﻼزﻣﻪ ﻷﻧﻪ ﻓﺎﺷﻞ ﻟﻢ ﻳﺤﻘﻖ أي شئ و ﻳﻌﻤﻞ ﺳﺎﻋﻴﺎ ﺑﻤﺆﻫﻞ ﻋﺎل ( ﻳﻘﻮﻟﻬﺎ ﺑﺄﺳ.ﻲ ) و اﻧﺎ اﻟﻔﺘﻲ اﻟﺬي ﻓﻘﺪ ﺣﺐ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻻﻧﻪ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ دﻣﻴﻢ ﺑﺪﻳﻦ.. اﻧﺎ ﻫﻮ ﻫﺬا اﻟﻄﻔﻞ اﻟﻴﺘﻴﻢ اﻟﺬي ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺘﻨﻤﺮون ﻋﻠﻴﻪ ..و سأصبح ذاك اﻟﻌﺠﻮز اﻟﺒﺎﺋﺲ اﻟﺬي ﻻ اﻫﻞ ﻟﻪ و ﻻ ﺻﺎﺣﺐ و ﺳﻴﺠﻠﺲ ﻟﻴﺮﻗﺐ اﻷﻳﺎم ﺗﻤﺮ ﻣﻦ اﻣﺎم ﻧﺎﻇﺮﻳﻪ ﻣﻨﺘﻈﺮا ﻣﻨﺎدي اﻟﻤﻮت ان ﻳﻘﻮل ﻟﻪ أﻗﺒ.ﻞ ..ﻗﺎل ﺳﻌﻴﺪ ذﻟﻚ ﺛﻢ اﺧﺮج اﻟﻨﻘﻮد ﻣﻦ ﺟﻴﺒﻪ و ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻋﻠﻲ اﻟﻤﺎﺋﺪة و اﻧﺼﺮف ﺧﺎرﺟﺎ..
ﻟﻢ ﺗﻤﻀﻲ ﺳﻮي دﻗﺎﺋﻖ ﺣﺘﻲ ﺳﻤﻊ اﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﺑﺎﻟﻜﺎزﻳﻨﻮ ﺻﻮت اﺻﻄﺪام ﺑﺎﻟﺨﺎرج.. ﻓﻬﺮﻋﻮا ﻣﺴﺮﻋﻴﻦ ﻓﺈذا ﺑﻪ ﺳﻌﻴﺪ ﻗﺪ ﺻﺪﻣﺘﻪ ﺳﻴﺎرة و ﻟﻘﻲ ﺣﺘﻔﻪ .