مقالات اخري بواسطة Ahmed Amk
حب من اول نظرة

حب من اول نظرة

0 المراجعات

عينها مكنتش صدفة

أنا مش من الناس الي بيؤمنوا بالحب من أول نظرة… بس اللي حصل يومها خلاني أعيد حساباتي.

كنت قاعد في الميكروباص، راجع من الشغل، والزحمة خانقة، والجو حر، وكل حاجة خنقة. وفجأة، وقف السواق عند المحطة، وركبت هي.

بصراحة؟ أول ما دخلت… حسيت الدنيا هديت.

كانت لابسة لبس بسيط، شعرها مربوط، وعينيها… عينيها كانت بتدوّخ، فيها حاجة كده مش مفهومة، حاجة تشدك وتريحك في نفس الوقت.

قعدت جنبي، وكل ما الميكروباص يفرمل، كانت بتحاول تمسك في الكرسي… وأنا؟ كنت بمسك نفسي بالعافية عشان ما أقولهاش: “لو تعبك الكرسي… أنا موجود.”

فضلت ساكت، مش عارف أبدأ كلام، بس قلبي كان بيجري أكتر من الميكروباص نفسه.

لحد ما الميكروباص وقف مرة تانية، ونزلت.

وسابتني وراها… سايباني في حتة تانية خالص.

من يومها، بقيت كل يوم أركب نفس الميكروباص، في نفس المعاد، وأقعد في نفس الكرسي… مستنيها.

عدّى يوم، واتنين، وأسبوع.

كنت خلاص هفقد الأمل، لحد ما في يوم… ركبت.

آه والله، هي!

بس المرة دي، قبل ما تنزل، لمحت إنها سايبة ورقة صغيرة على الكرسي… فتحتها، لقيت مكتوب فيها:

“كل يوم بشوفك مستنيني، بس مكسوف تبدأ كلام… أنا مروى.”

قريت الورقة مليون مرة، وقلبي كان هيطير من الفرحة. مروى!

تاني يوم، كتبت لها ورقة وسبتها على نفس الكرسي:

“أنا يوسف… ومستنيكي من يوم ما ركبتِ.”

ومن يومها، بقينا نتبادل الورق، كل يوم، من غير ما نتكلم.

كنا بنكتب لبعض عن يومنا، عن أحلامنا، عن الحاجات الصغيرة اللي بنحبها… من غير صوت، بس الكلام كان بيوصل أوضح من أي كلام بيتقال.

وفي يوم، ملقتهاش.

ولا ورقة.

ولا أي حاجة.

عدّى يوم واتنين، وأنا قلبي بيقع. لحد ما لقيت ورقة على الكرسي مكتوب فيها:

“أنا هسافر شغل شهر… بس هرجع. مستنية أول كلام منك لما أرجع.”

ورجعت.

وأنا… مستنيتش أكتب.

استنيتها عند المحطة، ولما نزلت، مشيت ناحيتها وقلت أول جملة حقيقية في حياتي:

“أنا يوسف… وكنت مستني اللحظة دي من زمان.”

ضحكت وقالت:

“وأنا كمان.”

ومن يومها، مبقيناش نكتب ورق تاني… بقينا نكتب حكايتنا في الحقيقة.

 

---

نهاية.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

2

متابعهم

1

متابعهم

2

مقالات مشابة