قصة قصيرة بعنوان : الرجل الدقيق
اسمي احمد..اشتهر بين الجميع بأني السيد exactly
..اجل.. الرجل الدقيق.. كل امورى في الحياة منضبطة للغاية.. تماما مثل عقارب الساعة.. كم تحدثوا ساخرين.. ان الساعة ممكن لها ان تتأخر.. و لكن أنا.. لا.. ههه.. لا أدرى لماذا انا هكذا.. و هل هو عيب ام ميزة.. احيانا أتساءل هل في التأخير متعة لا أعرفها.. و الا لماذا يحرص الجميع علي التأخير.. لا اذكر ان احداً اعطاني موعدا و التزم به ابدا.. اقول لنفسي.. لماذا أعقد الامور بهذا الشكل.. ماذا سيضير ان تأخرت دقيقة.. خمسة ..نصف ساعة.. لا شئ سيحدث ..أريد ان اختبر لأول مرة شعور التأخير هذا.. هل افعلها اليوم.. فلأفعلها اليوم.. لن أصعد الي البيت مباشرة .. سأذهب الي ذاك البقال و استرسل معه في اي حوار لأتأخر علي المنزل قليلا.. سأتأخر خمس دقائق فقط.. ههه .. حتي و انا أخالف عادتي.. ايضا دقيق.. ههه..
اقف امام البائع.. بكم هذا؟!.. هل هذا النوع جيد ؟ و هذا من اي بلد ؟ مجرد اسئلة تقتل الوقت.. الآن سأذهب الي البيت لأري ما ردة فعل زوجتي.. فالسيد exactly يتأخر لاول مرة.. ههه..
أطرق الجرس.. لا احد يرد.. مرة و اثنتان و ثلاث. لا أحد يرد.. تحسست جيبي ..حتي أخرجت المفتاح و فتحت الباب..
ما هذا؟! .. زوجتي علي الارض.. رأسها ينزف دمًا بغزارة.. يبدو انها سقطت من أعلي شئ علي رأسها
اسندت رأس زوجتي علي يدي.. و أخرجت الهاتف ..استدعيت الاسعاف.. كانت دقائق انتظاره كأنها دهرًا كاملاً.. هاقد جاء.. نزلنا.. ركبنا السيارة.. انظر الي زوجتي بين الحين و الاخر.. اقول بعيني.. احبك.. حبيبتي لا تقلقي.. كل الامور ستكون علي خير.. وصلنا المشفي استقبلوا الحالة .. هكذا يطلقون عليها.. ادخلوها غرفة العمليات.. لم يمر اكثر من 10 دقائق حتي خرج الطبيب و قال بآسي.. البقاء لله.. توفت زوجتك.. اغالب دمعي.. و أقول :ارجوك افعل شيئا.. الطبيب : لو جئت مبكرا فقط 5 دقائق لكنا انقذناها.. قلت متحسراً و انا أشير بأصابع كفي الخمسة : 5 دقائق ؟!
قال : أجل 5 دقائق.
..